اليهود وراء كُـلّ جريمة: الحرب العالمية الثانية ما وراء الستار
الحلقة الخامسة والثلاثون
فِي كِتَابِ “اليَهُوْد وَرَاءِ كُلِّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يُسلِّطُ المؤلِّـفُ الضَّـوْءَ على الأمور التي لم تكُن واضحةً من أساليبِ اليَهُودِ للسيطرة على العالم، مستخدمين كافةَ الوسائلِ القذرةِ والجرائم التي لم يكن يُدرِكُ الناسُ أن اليَـهُـوْدَ يقفون وراءَها؛ للوصولِ إلى غايتِهم بالسيطرة على العالِمِ وثرواتِه، مُؤَكِّداً أَنَّه ما سيكشفُه في الكِتَابِ سيَصدمُ القُــرَّاء؛ نظراً لعِدَمِ قُدرةِ الكثيرِ مِنْهُمْ على استيعابِ خُبثِ اليَـهُـوْدِ من تلقاءِ أنفسِهم.
في ترجمةِ الكاتبِ وفقَ موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كنديٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ اختصَّ بالعُلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترةً بفلسطينَ، ودَرَسَ بالجامعة (العِبرية) في القدس المحتلة، وسبق له أنْ عَرَضَ القضيةَ الفلسطينيةَ من مختلفِ جوانبِها، وَأثبتَ (بُطلانِ الحَــقِّ التأريخيِّ لدى اليَـهُـوْدِ)، وبشكل علمي موثّق وببراعة نرى من خلالها الصدقَ والتعلُّقَ بالحقِّ والعدالةِ.
ونظراً لأهميَّةِ محتوى الكِتابِ، تقومُ صحيفةُ المسيرةُ بنشره في سلسلةِ حلقاتٍ، معتمدةً على النسخةِ المترجمةِ والصادِرَةِ في عام 1982 عن دار الكِتابِ العربي في بيروت، والذي تولَّى شرحَه والتعليقَ عليه باللُّغة العربية الكاتبُ والمؤلِّفُ العراقيُّ “خيرُ الله الطلفاح”.
تتالت الأحداثُ على إنكلترا منذ الحربِ الأولى وكُلٌّ منها يضع أمام أعين النخبة الإنكليزية الواعية علامة الاستفهام.. وإذا كانت وسائلُ الإعلام الضخمة التي تسيطر عليها مجموعة المرابين العالميين وخلاياهم كفيلة بتوجيه تفكير وعواطف الطبقات الشعبية والمتوسطة فإن الأمر مختلف بالنسبة للصفوة الفكرية والاجتماعية الرفيعة.. وهكذا شرع رجالات إنكلترا يتلمسون بصورة عامة أن هناك قوىً خفيةً تلعَبُ الدورَ الرئيسي من وراء الستار وتوجه الأحداث والأشخاص تبعاً لمُخَطّطات مكتوبة عميقة الأهداف بعيدة المدى..
ولم تمُر حادثةُ تنازُلِ تلك ادوارد الثامن عن العرش وملابساتها دون نتائج، فقد أدرك البعض من كبار رجالات إنكلترا مصدر الخطر وأيقنوا أن المرابين العالمين اليهود هم الذين يشكلون القوى الخفية أَوْ يمثلونها على الأقل وهم الذين يلعبون بالتالي بمصير الأوروبية والعالم كما أيقنوا أن الصهيونية ليست منظمة سياسية ذات أهداف ومطامع عادية بل إنها في الواقع المنظمة الرئيسية المكلفة بمهمة تنفيذ المؤامرة العالمية.
كان على رأس الشخصيات الإنكليزية التي أدركت حقيقةَ المؤامرة الأميرال “سير باري دومفيل” والكولونيل “ه. رامزي” وقد شغل الاميرال “دومفيل” عدةَ مناصبَ رفيعة في البحرية البريطانية خلال أربعين عَاماً متوالية اشتهر خلالها بشدة بأسه للمدفعية البحرية خلال الحرب العالمية الأولى وكمدير للكلية البحرية الملكية ثم استلم منصبَ قائد مخابرات البحرية خلال أعوام طويلة..
ولا ريب في أن المعلومات الخطيرة التي اطلع عليها بحكم منصبه هذا هي التي أطلعته على حقيقة ما يجري وراء الستر ولا سيما وأنه مثّل إنكلترا في مؤتمرات بحرية كثيرة.. أما الكولونيل رامزي وهو خريج كلية “أيتون” الشهيرة وأكاديمية “ساند هورست العسكرية” فقد خدم كقائد في صفوف الحرس الملكي البريطاني خلال الحرب الأولى ثم نقل إلى قيادة الجيش البريطاني.. فدخل المعترك السياسي بعد ذلك فانتخب نائبا في مجلس العموم عام 1931 وظل محتفظا بمقعده في البرلمان حتى عام 1940 حين اعتزل الحياة السياسية.
كان الأميرال “دومفيل” والسيد “رامزي” إذن في طليعة من أدركوا حقيقة الخطر الذي يمثله زعماءُ اليهودية العالمية والمرابون العالميون اليهود، فجعلا نصبَ أعينها منذ عام 1938 أن ينبِّها الحكومة البريطانية إلى كُنْه هذا الخطر وقد أدركا أَيـْـضاً أن الهدفَ المباشرَ الذي كانت المؤامرة ترمي اليه آنئذ هو إشعال نار الحرب ودفع الشعوب إلى الفتك ببعضها البعض حتى تنتهيَ هذه الحربُ بقيام عالم جديد متعب خائف تتمكن فيه المؤامرة من الانتقال إلى مرحلتها المقبلة: وهي إقامة مركزية لليهودية العالمية في فلسطين لتكون القاعدة الأساسية لقوى الشر تتجمع فيها وتتلقى تعليماتها ثم تنطلق إلى كافة الأمم لتنشرَ في أرجائها العقائد الالحادية الخبيثة ودعايات التهديم والتدمير تبعا المُخَطّط المرسوم… تمهيدا لإقامة الدكتاتورية العالمية الشاملة لمحفل زعماء قوى الشر أَوْ حكماء صهيون وبالتالي تحقيق الحلم المجنون الذي عملت من أجله بدهاءِ الأبالسة الأجيال المتعاقبة في مجمع أعداء البشرية هؤلاء..
نظرةٌ تحليلية
أجرى “ستالين” عام 1939 حملة “تطهير” أخرى قضى فيها بين من قضى عليهم على عدد من العناصر اليهودية التي تزعمت الشبكات الثورية السرية ردحاً لمصلحة ستالين نفسه ولمصلحة جماعة المؤامرة وقد ظنت نفسها تلعب دوراً قيادية فإذا بها تكتشفُ بعد فوات الأوان أنها لم تكن سوى مطية بلهاء ولم يلق زعماء اليهودية العالمية بالاً إلى مصير إخوانهم، هؤلاء بل بالعكس تدفقت مساعداتهم فيما بعدُ على “ستالين” أثناء الحرب.. وكنتُ أنا شخصياً بين من تولوا الإشراف على نقل هذه المساعدات من أوروبا وأمريكا إلى روسيا عبر الخليج العربي.
أمَّـا بالنسبة للحرب فقد بيّنا في الفصول السابقة بما فيه الكفاية أن المرابين العالميين اليهود هم الذين خططوا أَوْ مهدوا لها وموّلوها.. وبخلاف ذلك فإن زعماءَ اليهودية العالمية يزعُمون علناً أنهم خاضوا الحرب؛ لإنقاذ اليهود من مخالب النازيين.. وهذا ما نادى به أَيـْـضاً حلفاؤهم في الحرب أمثال “تشرشل” وَ”روزفلت”… إلخ.. والفكرة السائدة الآن في كُـلّ مكان وتروجها اليهودية العالمية هي أن ألمانيا الهتلرية كانت تعتزم إبادة العنصر اليهودية وأن الحرب هي التي أنقذت اليهود من هذا المصير ومن الاضطهاد الذي كانوا يعانونه.. والنتيجة هي أن عامة اليهود الذين يعتنقون الصهيونية عن قناعة أَوْ يعطفون عليها يعملون بدأب على إثارة عطف الشعوب الأوروبية والأمريكية على الصهيونية بحُجَّة أنها منظمة لا هدفَ لها سوى الدفاع عن اليهود الذين تعرضوا للاضطهاد الهتلري ومساعدتهم على العيش في وطن قومي لهم… إلخ.
فما هي حقيقة هؤلاء اليهود المضطهدين المزعومين؟!
وما هي حقيقة هذا الاضطهاد الهتلري؟! وما هي بالتالي حقيقة الصهيونية؟!
يجب أن نتوقفَ هنا لإلقاء نظرة تحليلية عميقة على الموضوع تكشف لنا عن الحقيقة دون زيف.
لا ريبَ في أن ألمانيا النازية كانت ضد اليهود – أَوْ ضد السامية بحسب التعبير اليهودي -، ولكن هذا العداء لم يتجاوز حتى عام 1939 طور النفي إلى بلاد أخرى أَوْ السجن أحياناً أَوْ الاقصاء عن المناصب العامة.. وكان للألمان في ذلك حججهم ودوافعهم التي بيناها في الفصول السابقة وكان اليهود الذين يعيشون في ألمانيا هم وحدَهم الذين يتجه نحوهم نفور الشعب الألماني، أما بقية يهود العالم في أوروبا وغيرها فكانوا في نجوةٍ من ذلك وعلى ذلك فإن أقصى ما كان اليهود معرضين له هو هجرة القلة اليهودية التي تعيش في ألمانيا وليس ذلك بالشيء الكبير أَوْ المخيف.
جاء غزو بولونيا في أيلول 1939 وتلته الحرب مباشرة فانقلب الموقف – بالنسبة لليهود – رأساً على عقب.. ذلك أن الحرب جعلت أوروبا بأسرها تقريباً في قبضة ألمانيا الهتلرية، وهكذا استطاع الألمان صَبَّ جامَ غضبهم على اليهود في بولونيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا… إلخ.. في حين كان جميع هؤلاء آمنين حيث كانوا لولا الحرب… هذه الحرب التي رأينا كيف دفع إليها الزعماء اليهود دفعاً منذ نهاية الحرب الأولى.. يضاف إلى ذلك عامل آخر هو أن عداء الألمان لليهود كان قبل هذه الحرب يتمثل بشعور بالنفور وببعض إجراءات السجن والنفي، أما بعدَ نشوب الحرب ووقوف اليهود في جميع أنحاء العالم ضد ألمانيا، وبعد أن سال دم الجنود الألمان في ساحات القتال فقد ثار العداء بشكل عنيف لا سيما وأن اليهودَ أصبحوا بموقفهم هذا بمثابة الأعداء المشتركين في الحرب ضد ألمانيا.. فكان من الطبيعي أن تحاربهم ألمانيا وأن يذهب البعضُ منهم ضحايا.. كما فقدت جميع الأمم المشتركة في الحرب ضحايا من أبنائها، بل إن عدد الضحايا من كُـلٍّ من الروس والإنكليز والأمريكيين والألمان أنفسهم بلغ العديدَ من الملايين.
وهكذا نرى بصورة واضحة أن زعماءَ اليهودية العالمية هم الذين قادوا اليهودَ إلى هذا الموقف السيء وهم عليمون بذلك.. وتبين لنا هذا الوضع بصورة جلية في حالة بولونيا فقد جعلت معاهدة فرساي من النزاع بين ألمانيا وبولونيا أمر محتومة؛ لأنَّها فصلت بروسيا الشرقية – وهي مقاطعة ألمانية – عن بقية ألمانيا بممر ينتهي بمدينة “دانزيغ” الألمانية التي اقتطعتها معاهدةُ فرساي عن ألمانيا وجعلت منها مدينةً دوليةً. وقد صبّت الدعاية التي يشرف عليها المرابون العالميون اليهود سيولاً من الأكاذيب والأوصاف الملفقة جعلت الرأيَ العام يعتقد أن “هتلر” الذي أراد فرضَ الحل بالقُـوَّة.. أما الحقيقة – بكل بساطة فهي أن “هتلر” كان يفضِّلُ حلَّ قضية “دانزيغ” والممر البولوني إليها بالسلم.. كما تبرهن عليه المذكرة التي أرسلها في آذار / مارس 1939 إلى الحكومة البولونية طالبها فيها للمرة الأخيرة، معالجة القضية بصورة ودية للوصول إلى حل سلمي، وكان قد حاول قبل ذلك مراراً الوصول إلى حل سلمي دون نتيجة… وهذا ما تهملُ الدعايةُ ذكرَه..!
وقد لبثت مذكراته الأخيرة هذه أيضاً دون جواب أشهراً عديدة. وعمدت الحكومة البولونية إلى تجاهُلِها تماماً حتى نفد صبر “هتلر” أخيراً وأثارته حملةُ الدعاية العنيفة التي كانت تشنها عليه الصحافة الموجَّهة من قبل الزعماء اليهود في أوروبا الغربية فهاجم أخيراً بولونيا في أيلول سبتمبر 1939..
أما السبب الذي حمل الحكومة البولونية على تجاهل المذكرة الألمانية فهو تأكيد إنكلترا لها بأنها ستحميها في حالة الحرب.. ووقّعت الحكومة الإنكليزية في شهر آذار/ مارس سنة 1939 وثيقةً تعهدت فيها بحماية بولونيا.. وقد أصدرت الحكومة الإنكليزية هذه الضمانة تحت حملة الضغط الشديدة التي عمد إليها المرابون العالميون وأتباعهم سراً وعلناً.. ولعلنا نظن أن إنكلترا قد نفذت تعهدها حين أعلنت الحرب على ألمانيا بالفعل بعد غزوها لبولونيا.. ولكن الحقيقة البسيطة هي أن الحكومة الإنكليزية كانت عاجزةً – وعليمة بعجزها – عن إنجاد بولونيا بأية صورة براً أَوْ بحراً أَوْ جواً..!
وهكذا فإن الضمانةَ الإنكليزيةَ لم تكن في الواقع إلا “توريطاً” لبولونيا، وكان زعماء اليهودية العالمية عالمين بكل ذلك حين أجبروا الحكومة الإنكليزية على إصدار ضمانتها، كما أنهم هم الذين تولوا إقناع الحكومة البولونية بالاستناد إلى هذه الضمانة، كما شجّعوا يهود بولونيا على شن حملة عنيفة على ألمانيا حتى فوجئوا بالغزو الألماني، ووجدوا أن إنكلترا عاجزةٌ عن إمدادهم بأية قُـوَّة كانت… وتتضح لنا الحقيقة جلية ناصعة بنتيجة كُـلّ ذلك.. فقد دبّر زعماء اليهودية العالمية لأبناء جلدتهم بالذات في بولونيا هذا المصيرَ وأسلموهم بنتيجة خطّة مرسومة إلى الألمان، بعد أن أجبروا “هتلر” قبل ذلك على الاستسلام لزعماء النازية المتطرفين الذين زاد من كرُههم الطبيعي لليهود الموقف الخبيث الذي اتخذه زعماء اليهودية العالمية ضد ألمانيا منذ الحرب العالمية الأولى.. ويبرهن لنا ذلك بصورة قاطعة على أن زعماء اليهود هؤلاء رؤوس مؤامرة الشر العالمية ليسوا سوى حفنة من الطامعين المهووسين الذين توارثوا جيلا بعد جيل المُخَطّط الجهنمي الذي لا يبغون من ورائه إلا استعباد العالم لمصلحتهم هم شخصياً..
ويجدر بعامة اليهود أن يدركوا أن زعماءهم هؤلاء هم وحدَهم المسؤولون عن كُـلّ ما حل بهم من كوارثَ في تأريخهم الحافل بالمنازعات مع مختلف شعوب العالم.. كما يجب عليهم أن يدركوا بالتالي أن زعماءهم هؤلاء، أَوْ حكماء صهيون، أَوْ مجمع النورانيين، أَوْ كائناً ما كان اسمهم، لا ينتمون حتى يومنا هذا إلى أي دين أَوْ عرق في الواقع ولا يدينون بأية عقيدة سوى عقيدة الطمع المجنون المتوارث ولم يتورعوا يوما منذ العصور الغابرة حتى يومنا هذا عن الزج بهم في أبشع المأزق في سبيل هدفهم ولم كان هدفهم الدفاع عن اليهود كما يدعون لعمدوا بالعكس إلى عمل كُـلّ ما بوسعهم لتفادي الحرب ولعدم دفع بولونيا إليها وهم يعلمون ما سيؤول إليه مصيرها..
وقد يتساءلُ البعضُ عن اليهودِ المضطهدين المزعومين الذين تسلّلوا عن طريق المنظمة الصهيونية وشبكاتها إلى أمريكا والدول الأوروبية وفلسطين.. والحقيقة هي أن اليهودَ العاديين الذين كانوا ينفذون إيعازات زعمائهم وجدوا أنفسَهم فجأة والحرب محيطة بهم.. أما هؤلاء الزعماء بالذات ومندوبوهم وعملاؤهم الرئيسيون والزعماء الثانويون، أي بالاختصار هؤلاء الذين نظموا شبكات التخريب في كُـلّ مكان وعملوا على التمهيد للحرب فإنهم هم الذين تسللوا إلى أوروبا وأمريكا، وفلسطين، وهم الذين يلبسون أمام الشعوب الغربية ثياب الحمل زاعمين أنهم كانوا ضحية الاضطهاد المزعوم وهم الذين نظموا ووجهوا هذا الاضطهاد ثم جاءوا تحت اسم الصهيونية يزعمون الدفاع عنها يسمونه بالشعب اليهودي.
ولو أراد العالم حقاً حماية اليهود لعمد إلى القضاء على هذه المجموعة من المجرمين.. بل لو أراد كُـلّ سكان هذا العالم حقاً حماية أنفسهم لكان عليهم أن يخلصوا العالم من هؤلاء ومن مجمع الشر الذي يتزعمهم.