خبراء دوليون يكشفون أهداف الإمارات الحقيقية في ميناء الحديدة: الولايات المتحدة تقدم دعماً كبيراً للسعودية والإمارات ومزاعمها الإنسانية مجرد تكتيك
المسيرة: متابعات
في ظل الاهتمام العالمي بمعارك الساحل الغربي، تُسَلِّــطُ وسائِلُ الإعلام الدولية الأضواءَ على الحديدة، خلافاً لما تقومُ به خلال أكثر من ثلاث سنوات على العدوان من تجاهلٍ للوضع في اليمن دفع بعض الصحف لوصف الحرب على اليمن بالحرب المنسية.
تلك الأضواء كشفت مجدداً، وفقاً لخبراء دوليين، حقيقة الأهداف الجيوسياسية لدول العدوان بسعيها للسيطرة على الساحل الغربي وميناء الحديدة بقولهم إنه وبالهجوم على ميناء الحديدة باتت الطموحات الجيوسياسية للإمارات واضحة الآن.
ونشرت وكالة “آر تي” الروسية الناطقة باللغة الألمانية تقريراً تناول مساعي الإمارات للسيطرة على الموانئ اليمنية في إطار مخطّطها للسيطرة على الموانئ في البحر الأحمر؛ للحفاظ على مكانة ميناء دبي واستحواذ شركة موانئ دبي على الموانئ في مختلف الدول، متخذةً في اليمن من شماعة الشرعية غطاءً لتحركاتها.
وينقل التقرير عن الأستاذ الكندي من أوتاوا والمحلل في سياسة الدفاع ، توماس جونو، على حسابه في تويتر، قوله: إن التبريرات التي تسوقُها دولُ العدوان على رأسها الإمارات بالقول إن من وصفهم الحوثيين “يستخدمون ميناء الحديدة لاستقبال شحنات الأسلحة الإيرانية ما هي إلا ذرائع كاذبة”. وأوضح قائلاً إن “ميناء الحديدة محاصَرٌ منذ ثلاثة أعوام ولا يُستخدَمُ بتاتاً للخدمات اللوجستية العسكرية”.
وأكّد جونو أن شعارَ الحرب على من وصفهم الحوثيين ما هو إلا هدفٌ ثانوي وأن “الهدفَ الحقيقي لدولة الإمارات هو زيادة السيطرة على الموانئ المهمة استراتيجياً في المنطقة من خلال تشكيل الميليشيات المحلية”.
ويشاركه ذلك الرأي الصحفي باول انطونوبولوس من موقع “فورت روس نيوز” الإخباري والمحلل في مركز دراسات التوافق بين المعتقدات الدينية المختلفة، حيث قال “فشلت السعودية في فرض مشاريعها الطموحة لبسط النفوذ في سورية ولبنان وقطر؛ ولهذا السبب ترفُضُ تهدئة الأوضاع في اليمن، فالرياض تريد تجنُّـبَ فشل آخر”.
وأشار التقريرُ إلى أنه في الوقت نفسه “تهتم الإمارات بشكل أساسي باحتكار الممرّات الملاحية. وما هذه إلا وصفة من شأنها خلقَ توتر كبير وعنف مفرط في الحديدة”.
وعلّق المحللُ الأمريكي في شؤون أمن الشرق الأوسط “نيكولاس هيراس”، الذي يعمل في مركَز واشنطن للأمن الأمريكي الجديد، على الاعتبارات الاستراتيجية للإمارات بناءً على طلب قائلاً إنه “لا يخفى على أحد أن الإمارات تلعب الشطرنج في اليمن وفي المنطقة الواسعة المطلَّة على البحر الأحمر”.
وأضاف “الإماراتيون هم أشخاص بحريون ويعرفون مدى أهميّة السيطرة على الموانئ لتعزيز قوة وتأثير دولة الإمارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أنه وعلى وجه الخصوص هناك تركيزٌ كبيرٌ على مشاريع الشركة الإماراتية “موانئ دبي العالمية”. وهي واحدة من أكبر شركات تشغيل الموانئ في العالم وتدير 78 ميناء ومحطة بحرية في العديد من البلدان. ويتركز حوالي 80 في المائة من أعمالها التجارية في قطاع ميناء الحاويات.. والمساهِمُ الرئيسي سواء في بورصة دبي أو بورصة لندن هو شركة موانئ دبي العالمية، مضيفاً أنه وفي هذا السياق، يبدو أن “الإماراتيين يستخدمون نزاعَ اليمن لتطوير موقعهم الجيوسياسي في المنطقة على نطاق أوسع”.
وأضاف هيراس قائلاً: “تُعتبَرُ الموانئ اليمنية ذات قيمة خَاصَّـة؛ لأنها تقعُ على أحد طرق الملاحة البحرية الرئيسية في العالم ذات التأثير الكبير في التجارة العالمية”. مؤكّداً أنه ومن هذا المنطلق “ليس هناك ميناءٌ أعلى قيمة من ميناء الحديدة في اليمن. ولا تمتلك حتى عدن، الواقعة بالفعل تحت سيطرة الإمارات، هذه الأهميّة”.
وأضاف أن “الاستحواذ على ميناء الحديدة يعني أن الإماراتي قد فاز بجوهرة التاج في استراتيجيتهم الإقليمية”.
وتطرق التقرير إلى الدور الأمريكي الداعم للإمارات في اليمن، حيث اعتبر الصحفي والمحلل السياسي “بول أنتونوبولوس” أن المزاعم الإنسانية الأمريكية مجرد تكتيك، مشيراً إلى أن “هذا هو الخطاب المعتاد الصادر عن واشنطن بأنهم وحلفاؤهم يقومون بحماية البنية التحتية المدنية”، مضيفاً أن “الولاياتِ المتحدةَ تدعم هجمات التحالف بمعلومات استخبارية غاية في الأهميّة”.