سلاح الجو المسيّر يخترق أجواء الاحتلال ويدمّر مقر قيادته في عدن
المسيرة | خاص
نفّـذ سلاحُ الجو المسيَّرُ التابعُ للجيش واللجان الشعبية، أمس الأول، هجوماً نوعياً جديداً استهدف مقرَّ قيادة تحالف العدوان في مدينة عدن، في عملية كشفت عن أبعاد استراتيجية جديدة لعمليات الطيران المسيَّر، وأظهرت اتساعاً كبيراً في مساحة التأثير المباشر لتلك العمليات على قوى العدوان.
مصدرٌ في سلاح الجو المسيَّر أفاد بأن الطائراتِ المسيَّرة شنَّت عدداً من الغارات على مقر قيادة تحالف العدوان في معسكر البريقة بمدينة عدن، بعد رصدٍ دقيقٍ للمقر، وأكّـد المصدرُ أن الغاراتِ حقّـقت إصاباتٍ دقيقةٍ وكبّدت العدوَّ خسائرَ فادحة، منبّهاً إلى أن “تحَـرّكات العدو لم تعد بمأمنٍ من هجمات الطيران المسيَّر، والأَيـَّـام حُبلى بالمفاجآت”.
وأوضح المصدر أن طيران الأباتشي التابع للعدوان حلّق بشكل مكثّـف في أجواء المقر المستهدَف بالغارات، وسط حالة استنفارٍ كبيرة في محيط المقر.
بالمقابل، ادّعى إعلامُ العدوان بأنه تم إسقاطُ طائرة مسيّرة أثناء تحليقها فوق مقر القيادة المستهدَف، غير أنه لم يُعطِ أي دليلٍ يثبت ادّعاءَه، كما أنه أثبت بذلك دقة تحَـرّك الطائرات المسيرة، حيث أقر بأنها وصلت إلى الهدف المعلن، وبالتالي صارت عملية الاستهداف معترفاً بها، والتي أيضاً أكّـدها نشطاء في عدن بمواقع التواصل الاجتماعي الذين تحدثوا عن سماع انفجارات داخل مقر قيادة العدوان في البريقة حتى قبل أن يتضحَ أنها ناجمة عن عملية سلاح الجو المسيَّر.
مراقبون أكّـدوا أن هذه العملية أضافات أبعادٍ استراتيجية جديدة وهامة إلى عمليات سلاح الجو المسيَّر، من حيث كونها لأول مرة تصل إلى أجواء المناطق التي لا تدور فيها اشتباكات، قاطعة مسافة طويلة فوق أجواء الأراضي التي ظل العدو يعتبرها مناطق آمنة منذ احتلالها، وسعى بكل الطرق لتثبيت تواجده فيها، حتى أنه اتخذ فيها قواعد هامة ومقرات للقيادة، وملأها بأنظمة الدفاع والرصد المختلفة.
وأوضح خبراء عسكريون أن ضرب مقر قيادات العدوان، شكَّلَ مفاجأةً ثقيلة للعدو على المسار الميداني، فبعد أن استطاع سلاح الجو المسيَّر تحييد وتهديد التحَـرّكات البرية للأعداء وأجبرهم على التشتت واتخاذ المخابئ في مناطق المواجهات كالساحل الغربي، ها هو يباغت مراكزهم القيادية المحصنة في الأماكن البعيدة، الأمرُ الذي يعني أن كافةَ الأراضي اليمنية التي يحتلُّها العدو لم تعُدْ آمنةَ الأجواء مهما كان موقعُها من الاشتباكات، وبالتالي تنعدم فرصة تثبيت العدو لسيطرته على تلك الأماكن، فضلاً عن قطع الطريق أمامه للوصول إلى أماكنَ أخرى.