اليهود وراء كُـلّ جريمة: الخلايا السياسية للحرب العالمية الثانية
الحلقة السادسة والثلاثون
فِي كِتَابِ “اليَهُوْد وَرَاءِ كُلِّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يُسلِّطُ المؤلِّـفُ الضَّـوْءَ على الأمور التي لم تكُن واضحةً من أساليبِ اليَهُودِ للسيطرة على العالم، مستخدمين كافةَ الوسائلِ القذرةِ والجرائم التي لم يكن يُدرِكُ الناسُ أن اليَـهُـوْدَ يقفون وراءَها؛ للوصولِ إلى غايتِهم بالسيطرة على العالِمِ وثرواتِه، مُؤَكِّداً أَنَّه ما سيكشفُه في الكِتَابِ سيَصدمُ القُــرَّاء؛ نظراً لعِدَمِ قُدرةِ الكثيرِ مِنْهُمْ على استيعابِ خُبثِ اليَـهُـوْدِ من تلقاءِ أنفسِهم.
في ترجمةِ الكاتبِ وفقَ موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كنديٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ اختصَّ بالعُلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترةً بفلسطينَ، ودَرَسَ بالجامعة (العِبرية) في القدس المحتلة، وسبق له أنْ عَرَضَ القضيةَ الفلسطينيةَ من مختلفِ جوانبِها، وَأثبتَ (بُطلانِ الحَــقِّ التأريخيِّ لدى اليَـهُـوْدِ)، وبشكل علمي موثّق وببراعة نرى من خلالها الصدقَ والتعلُّقَ بالحقِّ والعدالةِ.
ونظراً لأهميَّةِ محتوى الكِتابِ، تقومُ صحيفةُ المسيرةُ بنشره في سلسلةِ حلقاتٍ، معتمدةً على النسخةِ المترجمةِ والصادِرَةِ في عام 1982 عن دار الكِتابِ العربي في بيروت، والذي تولَّى شرحَه والتعليقَ عليه باللُّغة العربية الكاتبُ والمؤلِّفُ العراقيُّ “خيرُ الله الطلفاح”.
عندما ثارت أزمةُ “السوديت”؛ بسبب إقدام “هتلر” على احتلال هذه المنطقة التي اقتطعتها معاهدة فرساي من ألمانيا وضمتها إلى تشيكوسلوفاكيا لم يلجأ “تشامبرلين” إلى إعلان الحرب، بل فضّل الدعوةَ إلى مؤتمر لمعاجلة هذا الموضوع، لا سيما وأن المعلومات التي بسطها له الأميرال “دومفيل” و”رامزي” زوّدته بالحذر اللازم تجاهَ مآرب زعماء اليهودية.. ولم يكن “هتلر” من ناحيته أقلَّ رغبة في مسالمة بريطانيا كما سنبينه فيما يلي، بيد أنه كان مصراً على رفع جميع المظالم التي فرضتها معاهدة فرساي على ألمانيا ومسح جميع نتائج هذه المعاهدة المشؤومة.. وقد انعقد المؤتمر في ميونيخ وتكلل بالنجاح، إذ نجح في تجنب الحرب في اللحظة الأخيرة.. وعاد “تشامبرلين” إلى إنكلترا يزف إلى بلاده بُشْرَى السلم..
أدرك المرابون العالميون بعد أن خابت خطتُهم؛ بسبب موقف “تشامبرلين” أنهم لن ينجحوا في إثارة الحرب إلا بإرغامه على ذلك أَوْ بإزاحته عن الطريق.. كما أدركوا أنه يتحول شيئاً فشيئاً إلى خصم لهم.. وهكذا أوعزوا إلى أجهزتِهم ومنظماتِهم ببدءِ المعركة ضد “تشامبرلين”، وكان سلاحهم الأول في هذه المعركة أجهزة الإعْـلَام والدعاية التي يسيطر عليها هؤلاء من صحف وإذاعات… إلخ، وشنت هذه جميعاً حملتَها المنظّمة على “تشامبرلين”، متهمة إياه بالتراخي والانصياع لـ “هتلر” بل وحتى بالميل إلى الفاشية..! ورددت بقية أجهزتهم في أوروبا هذه الاتهامات حتى أصبحت لصيقة به.. ولا تزال معظم المصادر العالمية وكتب التأريخ التي تبحث في اتّفاقية ميونيخ تصفها بأنها كانت فشلاً للسلم! ولأوروبا ولـ “تشامبرلين” بالذات، مع أنها الاتّفاقية التي أبعدت شبحَ الحرب وحفظت السلامَ العالمي.
كان “رامزي” والأميرال “دومفيل” يبذلان أقصى الجهد بحثاً عن البراهين المادية التي يستطيعان وضعها تحت عيني رئيس الوزراء لإقناعه نهائياً بماهية الخطر الذي يتلمسه تلمساً.. وأسعفها الحظ أخيراً بشخص المستر “تايلر كنت” الضابط الأميركي الذي كان مكلفاً بتلقي وإرسال البرقيات بالشفرة السرية في السفارة الاميركية في لندن ومساعدته السيدة “انا وولكوف” فقد كان هذان بحكم عملها يطلعان على المعلومات الخطيرة التي تتضمنها الوثائقُ السرية التي تمر بالسفارة، وأدركا نتيجةً لهذه المعلومات أن الحربَ على الأبواب دونَ أن يدركَ أحدٌ ذلك ودون أن تكونَ لأي شعب من الشعوب مصلحةٌ في مجزرة شاملة كهذه.. وثار ضميرهما عندما علما أن مدبري هذه الحرب والمستفيدين منها هم تلك العصابة العالمية المترابطة سراً مع مجموعة إرباب المال العالميين اليهود، فأخذا يفكران جدية بالقيام بعمل ما لمحاولة منع هذه الحرب، وقد استبقا المعلومات الرئيسية من سلسلة البرقيات المتبادلة بين “تشرشل” وبين الرئيس الأميركي “روزفلت” والتي كشفت لها القناع بدون مواربة عن أشخاص وأهداف زعماء اليهودية العالمية الذين يسيطرون سراً على مقاليد الأمور ويوجهون التعليمات والارشادات إلى “تشرشل” و”روزفلت” ذاتها..
وكان “تايلر” يعلم أن “رامزي” والأميرال “دومفيل” يمثلان تلك النخبة من الشخصيات الإنكليزية التي تعمل على محاربة زعماء اليهودية العالمية وتجنيب العالم الحرب وهكذا اتجه أخيراً لمقابلة “رامزي” عرض عليه أن يأتيَه بالوثائق الأصلية لمشاهدتها في منزله الواقع في رقم “47 ساحة غلوستر” في لندن، وقد حصل “رامزي” على نسخة من هذه الوثائق وعرضها على المستر “تشامبرلين” الذي أدرك نهائياً حقيقة المنزلق الذي يسير عليه العالم..
أما في ألمانيا فكان الصراعُ المكتومُ يدور بين “هتلر” والنازيين المتطرفين الذين يمثلون الطبقة العسكرية الجرمانية وذلك بالرغم من اندماج “هتلر” بهم بصورة كاملة منذ عام 1936، فقد كان هتلر لا يزال مؤمناً في أعماق تفكيره بوجوب الاتّفاق مع بريطانيا والغرب سلمياً.
وكان “هتلر” مقتنعاً من ناحية أخرى منذ اجتماعه بـ “تشامبرلين” بأن رئيسَ الوزراء الإنكليزي مدركٌ لحقيقة خطر اليهودية العالمية ومخلص في اعتزامه عدمَ الانصياع لرغبات المرابين العالميين اليهود، فجعله هذا يحاول جهده تفادي الصدام مع إنكلترا.. وهكذا سكت أشهراً طوالاً على تجاهل بولونيا للمذكرة الألمانية كما سكت عن الإهانات الجارحة التي كانت تكيلها له ولألمانيا الصحافة الغربية التي تسيطرُ عليها اليهودية العالمية.. بيد أنه لم ينجحْ إلا في تأخير اللحظة الحاسمة مرة أخرى.
ذلك أن التوترَ كان يزدادُ بصورة عنيفة جراء تغذية الدعاية والأكاذيب والشتائم في أوروبا.. هذه الحملات التي كانت دوماً أحدَ الأساليب المفضّلة لقوى الشر، كذلك ضغط النازيون المتطرفون في ألمانيا بحيث أصبح الصدام أمراً حتمياً واندلعت الحربُ أخيراً في الأول من أيلول / سبتمبر 1939 حين اجتاحت الجيوش الألمانية بولونيا..
لم يكن “هتلر” بالرجل الذي يتراجَعُ عن آرائه بسهولة، وإذا كان قد أعلن الحرب على بريطانيا والحلفاء أن وجد أن الحرب أصبحت الحلَّ الوحيد الحتمي، فإنه كان لا يزال مؤمناً في قرارة نفسه بأن الحلّ الأمثل هو الاتّفاقُ مع بريطانيا والتخلص من المرابين العالميين بضربة واحدة.. بيد أن المرابين اليهودَ وزعماء اليهودية العالمية كانوا يعلمون أنهم إنما يغامرون بمصيرهم في أكبر لعبة لعبوها في تأريخِ مؤامراتهم، وأن تفادي الحرب يعني بصورة حتمية أَيْضاً أن يطالهم ساعد النازية.. هذه النازية التي منحوها هم القوة الضاربة في سبيلِ هدفٍ واحد هو إشعال حرب علمية شاملة تكون النازية أحد معسكريها.. وكانوا يجدون في تشامبرلين ججر عثرة في طريقهم حتى بعد أن اندلعت الحرب.. ذلك أن تشامبرلين كان متحيناً لانتهاز أول فرصة لعقد الصلح أَوْ قبوله.
اندفعت الجيوش الألمانية كالعاصفة فاحتلت بولونيا ثم اكتسحت فرنسا وأوروبا الغربية، وكانت فرقُ الدبابات الألمانية الشهيرة – البانزرز – قادرةً على إلقاء الجيشِ البريطاني في البحر أَوْ إجباره على الاستسلام حين صدر إليها أمرٌ من “هتلر” يوم 22 مايو/ أيار 1940 بالتوقف وكان نص البرقية التي تلقاها الجنرال “فون كلايست” قائد الفرقة المدرعة كما يلي:
على جميع الفرق المدرعة التوقفُ حالاً على مسافة معتدلة من مرمى المدفعية في مدينة دنكرك.. يسمح بتحركات دفاعية، واستطلاعية…)..
كاد يجن جنونُ الجنرال “فون كلايست” الذي كانت قواتُه قادرةً على سحق الجيش الإنكليزي بصورة نهائية حين صدر إليه هذا الأمر العجيب بالتوقف..! ولم يلبث أن وصلت برقية ثانية أشد غرابة تأمره بالانسحاب إلى ما وراء خط القتال القريب من المدينة بعد أن عبرته الدبابات الألمانية بالقوة.. والتوقف لمدة ثلاثة أيام..
يجب أن نعيد إلى الذاكرة في معرض وصف هذا الموقف حدثاً آخر هو امتناع الطيران الألماني عن قصف بريطانيا بالقنابل طيلة الأشهر الأولى للحرب، وبصورة أدق طيلة فترة وجود “تشامبرلين” على رأس الحكومة البريطانية وامتناع بريطانيا عن الإغارة على الأراضي الألمانية بدورها؛ وذلك تنفيذاً لما أعلنه “تشامبرلين” يوم 2 ايلول/ سبتمبر 1939 أي يوم إعلان الحرب في تصريحه الذي قال فيه بأنه سيصدر أوامرُه إلى القوات الإنكليزية بعدم ضرب أية أهداف أخرى سوى الأهداف العسكرية فقط.. وهذا يعني تفادي الغارات على المدنيين والمدن الآمنة..
استمرت الحربُ فترةً من الزمن بعد انسحاب الإنكليز من دنكرك على هذه الصورة الهادئة شبه السلمية.. فالألمان يمتنعون عن الإغارة على إنكلترا والإنكليز لا يقومون إلا بعمليات محدودة محصورة النطاق.. حتى أن الحربَ سميت آنئذ بالحرب السخيفة، بيد أن ذلك كان عكس ما يريده النازيون المتطرفون في ألمانيا والمرابون العالميون في إنكلترا.. فاشتدت حملة الدعاية والتشهير في إنكلترا ضد “تشامبرلين” ترافقها حملة ضغط شديدة حتى اضطر إلى الاستقالة بصورة شبيهة لاستقالة اللورد “اسكويث” في الحرب الأولى، وخلفه في رئاسة الوزارة نفس الوجه الذي كان أحد من خلفوا “اسكويث” عام 1916 وهو و”نستون تشرشل”.. وفي اليوم الذي صعد فيه إلى الحكم أي 11 مايو/ أيار 1940 أصدر أمرَه إلى الطائرات البريطانية بالإغارة على المدن الألمانية للمرة الأولى، فاتحاً بذلك البابَ لقصف السكان المدنيين في المدن وفي العالم كله.!
كان هذا جُــلُّ ما يتمناه النازيون المتطرفون الذين سَـرُّوا من اشتداد الحرب ورأوا فيها الفرصة السانحة لاجتياح الشرق والغرب معاً، لا سيما وقد أذهلتهم الانتصاراتُ الساحقةُ التي أحرزتها الجيوش النازية خلال السنة الأولى للحرب.. فعقدوا في مايو/ أيار 1941 اجتماعا عاما قياديا قرروا فيه الإفادة من سياسة “هتلر” الميّالة لإنكلترا لتعديل مجرى الحرب، وذلك عن طريق إرسال مبعوث شخصي لهم إلى إنكلترا لإقناع الحكومة البريطانية بعقد الصلح مع ألمانيا والوقوف على الحياد بعدئذ؛ بهدف تمكين الجيوش الألمانية من اجتياح الاتحاد السوفياتي والقضاء على الشيوعية.. ووقع اختيارهم على شخصية بارزة هو “رودلف هس” الذي كان يعتبر الساعد الأيمن لـ “هتلر” ليكون مبعوثهم إلى إنكلترا..
وقد ذهل العالَمُ كلُّه آنئذ حين سمع نبأ هرب هس بالطائرة ولجوئه إلى إنكلترا وكان بين من دُهشوا لذلك “هتلر” ذاته الذي لم يدرك سببَ هرب مساعده.. وقد اجتمع هس بتشرشل بحضور اللورد “هاميلتون” وبين له اقتراحات قادة المجموعة العسكرية الجرمانية التي تتلخص بعقد الصلح بين الطرفين ويتعهّد هؤلاء بالإطاحة بـ “هتلر” بعد ذلك حالاً وبتحويل جُهدهم الحربي إلى الاتحاد السوفياتي ولكن “تشرشل” رفض هذا العرض.
اتجه القادة النازيون المتطرفون إذ ذاك إلى “هتلر” شخصياً وأبلغوه رأيَهم بضرورة مهاجمة الاتحاد السوفياتي تفادياً لترك ألمانيا مكشوفةَ الظهر حين تشرع في عملياتها الحربية البعيدة المدى، فلم يرَ الفوهرر بُداً من الموافقة على رأيهم.. وفي يوم 22 حزيران / يونيو 1941 اقتحمت الجيوشُ الألمانيةُ الاتحاد السوفياتي.
أصبحت الحربُ عالميةً عندئذ واكتمل طابعُها الشاملُ بإعلان “روزفلت” الحربَ على ألمانيا وأصبح “تشرشل” رجلَ الحلفاء الأول ورجل بريطانيا القوي.. وكان أول ما عمد إليه القبض على جميع أخصامه السياسيين وإيداعهم السجون الفترات غير محدودة استمر بعضها حتى نهاية الحرب، وذلك خلافاً لكل ما عرفته بريطانيا في تأريخها وقد اعتبر من خصومه كُـلّ من عرف بعدائه لليهودية العالمية أَوْ للصهيونية وكل من حاول منع وقوع الحرب.. وكان بين من اعتقلهم الاميرال “دومفيل” والسيد “رامزي” وزوجتيها وعدد من أصدقائها ومئات من المواطنين.
ونرد على مزاعم هؤلاء بما برهن عليه القضاء البريطاني وتحقيقات المخابرات البريطانية إذ لم تثبت على أيٍّ من المعتقلين على الإطلاق تهمة التعاون مع الألمان التي لفّقها عملاءُ المرابين اليهود، وقد حاول هؤلاء تلفيقَ مثل هذه التهمة! لـ “ليدي نيكولسون” زوجة الأميرال “نيكولسون” أحد كبار قادة البحر البريطانيين السابقين، ولكن القضاء البريطاني برّأها فعمدت حكومة “تشرشل” إلى اعتقالها دون تهمة للانتقام منها على مناداتها قبل الحرب بمنع نشوب هذه الحرب..
صدرت أوامر الاعتقال هذه جَميعاً وجميع الأعمال الأخرى المافية لكل ما عُرِفَ عن التقاليد الدستورية في إنكلترا باسم “هربرت موريسون” وزير الداخلية في حكومة “تشرشل” وقد عاد “موريسون” عام 1954 فظهر ثانية بوجهه الحقيقي في كندا حين تزعم حملة جمع تبرعات لمساعدة الصهيونية..! وهكذا يبدو الارتباط واضحةً بين حكومة “تشرشل” وزعماء اليهودية العالمية..
لم يخمد السجن صوتَ قائد كالأميرال “دومفيل” فلم يكد يخرج من سجنه حتى نشر كتابه الشهير “من أميرال إلى البحار الناشئ” الذي كشف فيه سر الأحداث التي قادت الى الحرب العالمية الثانية وحذر فيها الشعبَ الإنكليزي وتبعه الكولونيك “رامزي” فألف كتابه “حربٌ دون اسم” وتمكّن هذان الكتابان بالرغم من اختفائهم من الأسواق من فضح بعض أسرار المؤامرة الصهيونية للرأي العام الإنكليزي والأوروبي..
لقد توفي رئيس الوزراء الإنكليزي الأسبق “نيفيل تشامبرلين” وهو متألمٌ، إذ رأى بلادَه تُساقُ إلى مجزرةٍ شاملةٍ للدفاع مع مصالح ومآرب حفنةٍ من المرابين اليهود.. وتابعته حملة التشهير التي شنتها عليه الصحافةُ التابعة لهؤلاء المجرمين حتى يوم وفاته!