رسالة لأبطال الساحل
د. أشرف الكبسي
إلى رجالنا في الساحل..
ها أنتم هناك، تلتحفون سماءَ الله وتفترشون أرضا ًهي مساحةُ الشرَف المتبقية على امتداد البحر..
لا مناصبَ لكم، ولا أسماء.. لا حقائبَ ولا نياشين بطولة تلمع على نحيل الصدور الممتلئة شمساً وتضحية..
أنتم بسطاء كأنفاس الفجر، لا تقولون الكثير، ولا صفحات فيسبوك لكم.. لكنكم وحدكم من يشرق هكذا من الغرب!
تقاطرتم إلى هناك كموج البحر، شباباً، كهولاً، صغاراً، كباراً.. وها أنتم بِسْم الله تعلمون القمرَ كيف يكونُ المدُّ والجزر!
كيف تجمعون قليل البساطة وكثير العظمة في ذات القلب والقالب؟! كيف تحفرون خندقا لتصعدوا به إلى كنف السماء، جرحى وشهداء؟!
كيف تهزمون العدوان مرةً، والخذلان مرتين؟! يقولون أنتم عملاءُ لإيران، وحوثيون، وعُنصريون، فلا تكادون تلتفون! وكأنكم أنتم أنينُ الثكالى وآهاتُ المظلومين وحشرجاتُ المستضعفين، وأنتم رجالُ الرجال خُلُقاً ووطناً وديناً، والله ناصركم كلما قمتم تجيبون داعيَ الله، واللهُ لا يرتضي ظلماً لليمن وعدواناً على كُـلّ اليمنيين!
ومعذرةً يا رجال، إن سمعتم بلِـصٍّ هنا أَوْ خطيئة هناك، فأنتم البحر وطهر البحر لا تُفسِدُه بقايا خِسَّة أَوْ حفنة أنذال!