قبائل اليمن تلبي داعي الجوف
المسيرة| تقرير:
“اختطافُ النساء والاعتداءُ على الأعراض من أخلاق العدوان ومرتزقته”.. تحت هذا العنوان تستنفرُ قبائلُ اليمن كُـلَّ قواها من أجلِ الثأرِ لكل حرائر اليمن اللواتي تعرضن لانتهاكات طالت أعراضهن في مناطق سيطرة الغزاة والمحتلين.
وشهد سوقُ الاثنين مركَز مديرية المتون محافظة الجوف، أمس الأول، أكبرَ نَكَفٍ قَبَلي شهدته المحافظة بحضور عشرات الآلاف من رجال قبيلة دَهَـم كبرى القبائل اليمنية؛ استنكاراً لخطف النساء من قبل مرتزقة العدوان بالجوف والتي كان آخرها جريمة اختطاف إحدى النساء تدعى سميرة مارش من أهالي مديرية الحزم، قبل حوالي 6 أشهر بعد اقتحام جنودٍ مقنعين لمنزلها في وقت متأخر من الليل واختطافها بالقُـوَّة من بين أطفالها واقتيادها إلى أحد سجون الاحتلال بمحافظة مأرب.
ودفعت هذه الجريمة حرائر الجوف إلى الاستنجاد بقبائل اليمن وكل الأحرار والشرفاء داخل الوطن من أجل التدخل لصون أعراض اليمنيات والوقوف أمام جرائم العيب الأسود التي تطالُ الكثيرَ منهن على أيدي تحالف الخزي والعار من اختطاف للنساء وإيداعهن في سجون سرية خارج المحافظة، في انتهاكٍ صارخٍ للأرض والعِـرْض وتطاوُلٍ على شرف وكرامة المرأة اليمنية.
ولطالما كان هذا العار هو عارُ الجميع فلا بد من هبّة شعبية عارمة، ابتداءً من الجوف ومأرب وانتهاءً بكل المحافظات اليمنية لوضع حدٍّ لهذه الممارسات الإجرامية بحق النساء حتى لا يتكرر ما عملته قوى الغزو والاحتلال بالخوخة وحيس وما يرتكبونه في السجون السرية الإماراتية بالمحافظات الجنوبية من اعتداءات طالت الكرامة اليمنية، فالجوف وبقية المناطق لها رجالٌ أُباة ولهم مع هذه الممارسات موعدٌ ولقاءٌ ولن تمُــرَّ هكذا جرائم مرور الكرام دون أن ينال مرتكبوها العقابَ والجزاء.
وصمة عار
وإزاءَ هذه الجريمة الأخلاقية، أكّـد الشيخ عبدالعزيز بدران –أبرز مشايخ مديرية المتون محافظة الجوف-، بأن ما جرى ويجري من جرائم لاختطاف النساء واقتحام المنازل بالقُـوَّة من قبل مرتزقة العدوان وترويع الآمنين يمثل وصمة عار في جبين المرتزقة من جهة وكذلك في جبين كُـلّ من يتقاعس عن الثأر للشرف والعرض والوطن؛ كون ذلك عيباً أسودَ يستوجبُ استنفارَ كُـلّ الأحرار في هذا البلد.
وأوضح الشيخُ بدران في تصريحٍ خاصٍّ لصحيفة “المسيرة” بأن قبائلَ الجوف أعلنت النكَفَ القبَلي، وهناك الكثيرُ من تلك القبائل استجابت للنكَف وداعي إخوانهم قبائل الجوف، مشيراً إلى أن التهجُّمَ على البيوت واعتقالَ النساء بالقُـوَّة بدون أي مبرر وتغييبهن لأشهر يضُــرُّ بسُمعة القبيلة وليست من عادات اليمنيين، مبيناً أن اختطافَ امرأة بمديرية الحزم واقتيادَها إلى مأرب لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرةَ في ظل سيطرة قوى العدوان ومرتزقته من جماعات الإخوان والمنافقين، حيث شهدت الكثيرُ من مناطق سيطرة الاحتلال العديدَ من الجرائم المشابهة التي تمُسُّ أعراض المواطنين.
ولفت الشيخ عبدالعزيز بدران، إلى أن النكف القبلي لا زال مستمراً حتى اللحظة ولا تزالُ قبائلُ الجوف مستمرةً في لقاءاتها واجتماعاتها للوقوف أمام هذه الجرائم الدخيلة على المجتمعات اليمنية والهادفة إلى تدمير القِيَـمِ والمبادئ والأعراف القبَلية، وهو الهدفُ الرئيسيُّ للعدوان منذ أن وطأت قدمُه أراضي اليمن، موضحاً بأن اجتثاثِ هذا الغزو والاحتلال واجبٌ ديني ووطني وإنساني على كُـلّ يمني يمتلك ذرةً من شرف وأخلاق وغيرة وحميّة على عرضه وأرضه، داعياً جميع المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية إلى التحقيق في مثل هكذا جرائم أخلاقية يرتكبها العدوان.
أرحب تستجيب لداعي قبائل دهم ومناشدة حرائر الجوف
إلى ذلك، أكّـد الشيخ شمسان أبو نشطان –أحد كبار مشايخ مديرية أرحب محافظة صنعاء-، استجابةَ جميع القبائل في أرحب لنكَفِ قبائل دَهَم وتلبية لاستنجاد حرائر الجوف؛ انطلاقاً من الواجب الديني والوطني.
وقال الشيخُ أبو نشطان في تصريحٍ خاصٍّ لصحيفة “المسيرة”: إنَّ رجالَ قبائل أرحب ستتداعى بأكملها، صباح اليوم الاثنين، في لقاء قبَلي مسلح للوقوف أمام جرائم مرتزقة العدوان المتمثلة باختطاف النساء، مبيناً أن تكرارَ هذه الجرائم في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان تستوجبُ على كُـلّ قبائل وأحرار الوطن الهبة الشعبية والقبَلية لصون كرامة المرأة اليمنية؛ باعتبار ذلك واجبَ الكل والمرأة في أية محافظة هي عرض الجميع ولا يجوزُ التفريط بواجب صَون عرض وكرامة نساء اليمن.
وأوضح أبو نشطان بأنه ليس غريباً على قبائل أرحب الأحرار هذا الموقفُ المشرف فهي السباقة إلى الدفاع عن كرامة وعزة الوطن في مختلف الجبهات، بالإضافة إلى ما تتمتعُ به أرحب من خِصالٍ حميدةٍ في نجدةِ الملهوفِ والدفاع عن المظلوم والتزامها بكل العادات والتقاليد التي تحفَظُ للمرأة اليمنية كرامتَها ومكانتَها وعزتَها.
اختطافُ النساء جريمةٌ لا تُغتفر
من جانبه، دعا الشيخ فيصل عبدان -أحد مشايخ ووجهاء مديرية المتون بالجوف-، كُـلَّ القبائل اليمنية الشرفاء إلى التحَـرّك والاحتشاد لمواجهة قوى العدوان ومرتزقة وعملاء أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات، معتبراً اختطافَ النساء جريمةً كبيرةً لا تُغتفر ولا يقرها شرع أو دين أو عُرف أو قانون.
واستنكر الشيخ عبدان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أمس، ما قام به أدوات العدوان الرخيصة في محافظة الجوف من اختطاف إحدى نساء مديرية المتون نازحة مع أطفالها لدى والدتها بمديرية الحزم قبل 6 أشهر بدون أي مبرر واقتيادها إلى سجن بمأرب، في سابقة خطيرة لم تشهدها المحافظة من قبلُ.
وقال الشيخ فيصل عبدان: إن ما يحدُثُ في الجوف من جرائمَ بحق النساء تعد وصمة عارٍ بحق قبائل اليمن ويجبُ عدمُ السكوت عنها وتجاهُـلها وعلى القبائل اليمنية التضامُن مع إخوانهم قبائل دهم والاستجابة للنكَف الذي أطلقته، أمس الأول، لدى احتشادها الكبير بمركز مديرية المتون، لافتاً إلى أنه وفي حال استمرَّ مرتزِقةُ العدوان المنسلخون عن هويتهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم وأسلاف أجدادهم المتوارثة منذ القدم وواصلوا ارتكاب العيب الأسود والتعرض للنساء والمساس بأعراضهن فإنهم سيواجهون رداً عنيفاً من كُـلّ قبائل وأحرار الجوف لم يخطر ببالهم وإن كلفهم حياتَهم وأموالَهم وكل ما يملكون.
شقيق المختطفة: العكيمي أداة الاحتلال لاستباحة الأرض والعرض بالجوف
هذا وكان المواطِـنُ خالد -شقيق المختطفة بسجون المرتزقة سميرة حزام علي مارش– قد أكّـد في وقت سابق للصحيفة بأنهم تفاجئوا عند حوالي الساعة 2 بعد منتصف الليل بمداهمة منزلهم من قبل جنود مقنعين لا يعرفون جنسيتَهم ولا يرى منهم سوى أعينهم، وبعد أن قامت المختطفة سميرة باعتراضهم والصراخ في وجوههم على مدى نصف ساعة تقريباً غادروا وعادوا بعدها عند الساعة الثامنة مساء واعتقلوها بالقُـوَّة.
وأشار المواطن خالد مارش، إلى أن أحد الأشخاص أخبرهم بأن شقيقتهم المختطَفة من قبل المرتزقة تتواجد في أحد السجون السرية بمحافظة مأرب، فذهبوا للتأكّـد من ذلك فاتضحت صحةُ الخبر وذهبوا إليها، لكنهم لم يستطيعوا زيارتها، مبيناً أنه عادَ إلى المرتزق والقيادي بحزب الإصلاح أمين العكيمي المعيَّن من قِبل العدوان محافظاً للجوف بعد أن تبيَّن أنه مَن يوجّه ويعطي الأوامرَ باختطاف النساء وأعطاهم مذكرةً إلى مديرِ الاستخبارات مدير محافظة مأرب والمدير العام للسماح له بزيارة شقيقته المختطفة سميرة حزام مارش، إلا أنهم لم يسمحُوا لهم بزيارتها، وإلى الآن مضى أكثرُ من 6 أشهر على اعتقالها وهم يسعون إلى زيارة ابنتهم والاطمئنان على صحتها ولو باتصالٍ بالتلفون، لكن دون جدوى.
وناشدت أُسَــرُ النساء المختطفات بسجون مأرب جميع قبائل اليمن وكل الأحرار والشرفاء وكل من لا زالت دماء النخوة والشهامة تجري في دمائه التدخُّـل وعدم السكوت إزاء هكذا جرائم يصنفها اليمنيون عيباً أسودَ وكذا الدفاع عن عرض النساء اليمنيات التي تسعى قوى الاحتلال والغزو استباحتها عبر أدواتها الرخيصة من المرتزقة والعملاء والمنافقين فاقدي الشرف والرجولة.
المركز اليمني لحقوق الإنسان: اختطاف النساء مؤشر خطير لتعاظم انتهاكات المرتزقة
وأمام هذه الجريمة أوضح المركز اليمني لحقوق الإنسان بان اعتقال النساء في الجوف مؤشر خطير لتعاظم الانتهاكات التي يرتكبها مرتزقة العدوان بحق المدنيين.
واستنكر المركز اليمني في بيان، أمس، تلقت صحيفة “المسيرة” نسخة منه، إقدام مرتزقة العدوان في مديرية الحزم محافظة الجوف على اعتقال نساء دون مسوغ قانوني أو جريمة أو ذنب تم اقترافه في ظاهرة هي الأولى من نوعها، مشيراً إلى قلقَ الأهالي على بناتهم المحتجزات خَاصَّـةً بعد تعنُّت المحتجزين من الكشفِ عن مصيرهن والإفراج عنهن وتهديد أهاليهن بعدمِ العودة إليهم للسؤال عن بناتهم المحتجزات.
وقال البيانُ: إن الاعتداءَ على المرأة أو التعرُّض لها في القبيلة اليمنية يُعَــدُّ من العيب الأسود ويعد من الاعتداء على العرض والشرف، كما يعدُّ في القوانين الدولية انتهاكاً لحق المرأة وعنفاً ضدها، وخَاصَّـة أن للمرأة خصوصية تجب مراعاتها، مبيناً أن اعتقالَ وحجزَ وتقييدَ حرية أي مواطن كان دون ذنب، خَاصَّـةً إذا كانت نساء فهذا يعد انتهاكاً صارخاً يتعارَضُ مع القوانين الدولية والأعراف والعادات والتقاليد في اليمن عامة ومحافظة الجوف خَاصَّـةً، داعياً هيئاتِ الأمم المتحدة المتخصّصة في قضايا الاعتقالات التعسفية التحقيق في هذا الموضوع وإطلاق حرية السجينات ومحاسبة ومعاقبة المنتهكين من أجل ضمان عدم تكرارها.
وناشد المركَـــزُ اليمنيُّ لحُقُـــوق الإنسان، منظمةَ العفو الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية التي تعمَلُ على ملف المعتقلين أن تحقّـقَ في هذه القضية وإنصاف النساء ضحايا هذا التصرُّف الأرعن.