الحربُ المقبلة.. ستدمّر إسرائيل
المسيرة: متابعات*
بالرغم من أن نتائجَ العدوان الإسرائيلي على لبنان (تموز 2006) كانت قاسية على إسرائيل، باعتراف الأخيرة؛ وبالرغم من أن حزب الله انتصر في الحرب بإمكاناته المتواضعة مقارنة مع جيش العدو، رأى نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عيران عتصيون، أنه «حتى الآن لم نشهد حرباً حقيقيّةً بين إسرائيل وحزب الله»
يكاد لا يخلو يوم إلا ويصدر فيه تصريح أَوْ بحث بشأن «الحرب المنتظرة» بين إسرائيل وحزب الله، وعلى الرغم من أن تصريحات المستويَين الأمني والسياسي الإسرائيلي قد تُقرأ أحياناً على أنها بالونات اختبار إعلامية، أَوْ تهيئة للجمهور الإسرائيلي، يبقى واضحاً أن هناك شبهَ إجماع بين قادة العدو على أن الحرب المقبلة مع لبنان ستكون نتائجها كارثية على إسرائيل.
آخر ما حُكي في هذا الإطار، هو ما قاله، يوم (الأحد)، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عيران عتصيون، في مقابلة له مع صحيفة «هآرتس»؛ إذ اعتبر أنه إذا انضمّ حزب الله إلى أية حرب قد تقع بين إسرائيل وإيران، فإنّ «الدمار الذي ستتعرّض له المدن الإسرائيلية الكبرى، على رأسها تل أبيب، سيكون خطيراً جداً، ولم يسبق أن شهدناه من قبل».
وأوضح عتصيون أن «إسرائيل لا تمتلك القدرة ولا نوعية الرّد اللتين قد تمنعان مثل هذا الدمار». وأضاف ساخراً «لا أعرف من هو الشخص الذي يعزي نفسه بالقول إنه إذا ما قام حزب الله بتدمير تل أبيب، فإننا سندمّر عاصمتهم بيروت».
عتصيون اعتبر أنه «حتى الآن لم نشهد حرباً حقيقية بين إسرائيل وحزب الله، ولكنني لا أريد أن أتخيل حرباً مباشرة بين إسرائيل وإيران، علماً بأنه خلال فترة عملي الطويلة في مجلس الأمن القومي اضطررت مراراً إلى تخيّل مثل هذا السيناريو». وأضاف أن الحرب بين تل أبيب وطهران «يمكن أن تطول وتكون على شاكلة الحرب الإيرانية ـــ العراقية. وقد تمتدّ لسنوات طوال».
وبالرغم من تباهي إسرائيل بتفوقها العسكري والتكنولوجي، رأى المسؤول الإسرائيلي أن «تل أبيب ليست أقوى من إيران في المجالات العسكرية والتسلحية»، لافتاً إلى أن «مساحة إيران من حيث الجغرافيا تمنحها تفوقاً على إسرائيل الصغيرة». وأوضح أن «السياسة التي انتهجها قادة إسرائيل سابقاً، كانت تقضي بالابتعاد عن المواجهة المباشرة مع إيران… أرى أن من الحكمة والذكاء مواصلة هذه السياسة».
إلى ذلك، اعتبر عتصيون أن كل من يُطالب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران (في تلميح واضح إلى كل من وزير الأمن الأسبق، إيهود باراك، ورئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو) «يعاني جنون العظمة وينظر إلى الآخرين بتعالٍ وفوقية».
* نقلاً عن جريدة الأخبار اللبنانية