هناك ما يشبه إرهاصات ثورة الـ14 من أكتوبر .. بقلم/ سليم المغلس
نأسف أن تأتيَ ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وجزءٌ من وطننا الغالي تحت الاحتلال البغيض الجديد القديم وجزءٌ من شعبنا قابعٌ تحت ظلمه وسطوته وجبروته.
فالمستعمرُ القديمُ هو نفسُه الجديدُ لا سيما والقوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا هي نفسُها من تدير العدوان والاحتلال وهي من ترسم الخطط والمشاريع الاستعمارية وإن اختلفت الأدوات التنفيذية المباشرة المتمثلة بالسعودية والإمارات ومن معها.
حيث لم تعد تخفى على أحد الأطماعُ والتحَـرّكات العسكريّة الأمريكية والبريطانية التي تسعى لتواجد مستمرّ ببناء قواعد عسكريّة في المحافظات الجنوبية تهيمن فيها على البلد ومقدراته.
إلا أن الذكرى الـ ٥٥ من الثورة المباركة تأتي في ظل وعي شعبي متنامي ومتسارع بأهداف المستعمر البغيض وأطماعه ومساعيه للسيطرة على الأرض والثروة وعلى التحكم بالممرات المائية وكذا أصبح مكشوفاً في مخططاته التي تستهدف الشعب اليمني بكل مكوناته وتهدف إلى تدمير البلد وتمزيقه أرضاً وإنْسَاناً.
فنلاحظ تغيراً كبيراً في قناعات وتوجهات الكثير ممن كان مخدوعاً من أبناء شعبنا بالشعارات والعناوين الزائفة التي رفعتها دول الاحتلال في بداية الأمر، حيث وهذا الوعي أوجدته تراكماتٌ من ممارسات المحتلين منذ أكثرَ من ثلاثة أعوام وهو يعيث فساداً في البلاد فسيطروا على المطارات والموانئ والمنافذ البرية وعطلوها وسيطروا على منابع النفط ويحاولون مد أنابيب نفطهم في المهرة وغيرها من التحَـرّكات الاستعمارية، إضافة إلى تفكيك المجتمع اليمني وتمزيقه وخلق الصراعات فيما بين مكوناته وإنشاء الجماعات المسلحة المتناقضة وإهانة وإذلال اليمنيين وارتكاب كل الجرائم والانتهاكات بحق اليمني وأرضه وعرضه، إلى أن وصل إلى استهداف القوت الضروري لحياة الشعب بحربه الاقتصادية البشعة.
انعكس هذا الوعي إلى ارتفاع أصوات جماهيرية ومجتمعية وسياسية ترفضُ الاحتلال وممارساته تجسدت بمسيرات ووقفات احتجاجية في المحافظات المحتلة تحت شعاراتٍ وعناوينَ عدةٍ؛ كونها انطلقت بشكل غير منظّم وبعفوية كانفعالات تلقائية ضد ممارسات وسياسات الاحتلال المختلفة، إلا أن جميعها تؤكد على مدى الوعي والاحتقان والسخط الشعبي تجاه دول الاحتلال، حيث نعتبر هذه المستجدات والأحداث الساخنة بدايةَ مخاض لمولود ثوري قادم سيحرّر الأرض والإنْسَان اليمني من المستعمر الجديد.
وهي أشبه بالإرهاصات التي تقدمت ثورة الرابع عشر من أكتوبر إلّا أنها أكثر سخونة وأسرع حركة.
ولذلك نعتقدُ أن الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر تمثل منحنىً تأريخياً هاماً يطوي ماضياً عمرُه أكثرُ من ثلاثة أعوام؛ لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل النضال الثوري ضد الاستعمار والاحتلال خصوصاً في المناطق المحتلة ستتوج بإذن الله بطرد المحتل الأجنبي وإفشال مشاريعه وتلاحم أبناء شعبنا بكل مكوناته لتقرير مصيرهم بعيداً عن إملاءات الخارج وَقيامهم ببناء دولتهم العادلة والقوية المستقلة كاملة السيادة، ورفع يد الوصاية عنها وبدون رجعة، إن شاء الله.