في اللقاء الموسع لعلماء اليمن تحت شعار “مسئولية العلماء في مواجهة العدوان واستمرار الحصار” .. علماء اليمن: الجهادُ لصدّ العدوان واجبٌ ديني ومسئولية وطنية

المسيرة| استطلاع:

أكّـد علماءُ اليمن على موقفهم الثابت في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي؛ كونه الموقفَ الطبيعيَّ والعلمي والديني الذي يجبُ عليهم أن يتحملوه وأن يكونوا في طليعة المرابطين والجاهرين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واستنكر علماءُ اليمن في اللقاء الموسع الذي عُقد بالعاصمة صنعاءَ مؤخراً تحت شعار “مسئولية العلماء في مواجهة العدوان واستمرار الحصار”، استمرارَ العدوان في ارتكاب المجازر والجرائم وفرض الحصار على الشعب اليمني وإمعانه في زيادة معاناته والتسبب المباشر بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، كما ندّدوا بالصمت الدولي خَاصَّـةً منظّـمات حقوق الإنْسَان والمُؤَسّـسات العلمائية وعدم اضطلاع مجلس الأمن والأمم المتحدة بدورهم في إدانة العدوان وإصدار قرار بإيقاف الحرب.

ودعا العلماء كُــلّ أحرار العالم وفي مقدمتهم قادة وعلماء المسلمين والمُؤَسّـسات العلمائية القيام بواجبهم الديني والإنْسَاني إزاءَ هذه الجرائم والمطالبة بإيقاف العدوان على الشعب اليمني، مؤكّدين بأن السكوت على جرائم العدوان مشاركة في الجريمة، كما دعا الشعب اليمني إلى الاستمرار في الصمود والمزيد من التلاحم والتحَـرّك الجَــادّ لمواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال خَاصَّـة جبهة الساحل الغربي.

وفي اللقاء الموسّع حَثَّ علماءُ اليمن جميعَ علماء المسلمين بما فيهم علماء الأزهر والحرمين الشريفين إلى قول كلمة الحَـقّ وإدانة جرائم العدوان بحق الشعب اليمني على مدى أربعة أعوام، مبينين أن هذه الجرائم أوجبت على جميع أبناء اليمن صد العدوان، مشدّدين على أهميّة دور العلماء في التوعية بمؤامرات العدوان التي تستهدف اليمن أرضاً وإنْسَاناً.

ولفت اللقاءُ العلمائي إلى أن ما يرتكبه العدوان من جرائمَ ومآسٍ، يتطلب تظافرَ الجهود والتحَـرّك للجبهات للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره ومواجهة المعتدين، موضحين أن المسئولية عامة على الجميع في صد العدوان خصوصاً العلماء، من خلال تبيين خطورة العدوان.

وأشار علماء اليمن إلى أن أمريكا هي رأس الشر ولولاها لما تجرأ تحالف العدوان السعوديّ على استهداف يمن الإيْمَـان والحكمة، مؤكّدين استمرار أبناء اليمن في الصمود لمواجهة العدوان وإفشال مُخَطّـطاته.

وحول هذا الموضوع استطلعت صحيفة “المسيرة” آراء عدد من العلماء فإلى المحصلة:

 

العالم حقاً هو الذي عرف القُــرْآن وأدّى رسالة العلم والجِــهَـاد

قال العلامة شمس الدين شرف الدين – مفتي الديار اليمنية ورئيس رابطة علماء اليمن: إنَّ العالم حقاً هو الذي عرف القُــرْآن وأدّى رسالةَ العلم والجِــهَـاد، والحُجَّة قد قامت على العلماء بما يسمعونه من آيات الله وما يحملون في صدورهم من علم وبما يرونه من جرائم، مؤكّداً بأن الحديثَ عن إنشاء لجنة للتحقيق في مجازر العدوان السعوديّ من قبل مجلس الأمن وما تسمى بالأمم المتحدة إنما هي وسيلة لتمييع المجازر وإخفائها، مضيفاً: لقد وقعت مجازرُ كثيرة من بداية العدوان ولم ينبسوا بكلمة.

ودعا العلامة شرف الدين جميعَ العلماء والخطباء للقيام بواجبهم في توعية الناس بمخاطر العدوان، متسائلاً: أين العلماء من هذه المجازر بحق المدنيين؟ ولماذا سكت ويسكت علماء العالم الإسْـلَامي والمنظّـمات والهيئات العلمية على الإجرام والقتل والتدمير والمجازر بحق الشعب اليمني؟.

وأوضح مفتي الديار اليمنية أن كُــلّ من يقاتل مع العدوان وفي صف العدوان ويميل مع العدوان فهو ظالم لنفسه وظالم لغيره وأن كُــلّ من يسكت عن الحَـقّ فهوَ شيطانٌ أخرس كما جاء في الحديث النبوي على صاحبه أفصل الصلاة والتسليم، مشيراً إلى أن العُذرَ لا يُلتمس لأي عالم عرف معنى قوله تعالى “الذين يبلغون رسالاتِ الله ولا يخشون أحداً إلّا الله وكفى بالله حسيبا”، العالم الذي عرف القُــرْآن وعرف قول الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ، أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ”، العالم الذي يثبط الناس عن الجِــهَـاد في سبيل الله وعن الإفصاح بكلمة الحَـقّ رغم الأدلة الكثيرة المتكاثرة والبراهين الساطعة، مبيناً أن العدوان لا يمتلك أدنى مشروعية ولا أدنى حق لشنه للعدوان على الشعب اليمني من أول يوم.

وبيّن العلامة شرف الدين أن الأمور واضحة والمجازر واضحة اليوم والمجتمع الدولي يتحدث عن وجود لجنة تحقيق لن ترى النور، هذه اللجنة إنما للتضليل للتحقيق في المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمفروض أنه ليسوا بحاجة إلى تشكيل لجنة؛ لأنَّ الجريمة والمجزرة مشهودة معلومة للجميع والجاني والمجرم اعترف أنه قد اقترف هذا الجرائم، والمفروض أن الأمم المتحدة تتخذ الإجراءات إزاءَ هذه الجرائم لكنهم أرادوا أن يضيعوا الجرائم والمجازر المتكرّرة.

ونوّه مفتي الديار اليمنية بأن العدوان السعوديّ يستهدف الأطفال ويتعمد قتلَ حاضرنا ومستقبلنا، من أجل قتل حاضر اليمن ومستقبل اليمن؛ لأنَّ الشعب اليمني يعول على أبنائه وجيله؛ بغية تركيع الشعب اليمني واحتلاله وإذلاله ونهب ثرواته وخيراته، مضيفاً بأن على العلماء في مثلِ هذه الحالة أن يصدعوا بكلمة الحَـقّ وأن يكونوا في مقدمة الصفوف من أجل مواجهة العدوان وَأن يتحَـرّكوا في المساجد في المنابر.

 

مسؤوليةُ العلماء في الوقوف أمام هذا العدوّ أشد وهم بتحملها أجدر

إلى ذلك أشار العلامة السيد العلامة أحمد درهم حورية، إلى تكالب العالم على شتى مذاهبهم واختلاف مللهم وأجناسهم، إذ اجتمعوا ورمونا عن قوس واحد ولم يرقبوا فينا إلًّا ولا ذلة، واستهدفوا جميع اليمن واليمنيين حتى الأطفال وحتى المدارس والمساجد ولم يتركوا شيئاَ في هذا الوطن وبقضهم وقضيضهم، مضيفاً: إذَا كانت المسؤولية في الوقوف أمام هذا العدوّ الظالم تقع على عاتق كُــلّ يمني فإنها على العلماء أشد وهم بتحملها أجدر.

وأكّـد العلامة أحمد حورية في تصريح لصحيفة “المسيرة” بأنه ينبغي أن يكون العلماء في طليعة المتصدين لهذا العدوان والواقفين في وجهه؛ لأنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول في كتابه والعلماء أعلم بكتاب الله “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم”، وقاتلوا، هذا أمرٌ من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للنبي والمسلمين بالقتال ولو ذكر الجِــهَـاد لكان أمراً عاماً يشمل القتال وغيره، لكن هذا نصٌّ في الموضوع، نص في وجوب القتال لأعداء الله، الذين يقاتلوننا سواءٌ أَكانوا يسمون أنفسهم مسلمين أَوْ خارج الملة الإسْـلَامية.

وأستغربُ أن هناك اليوم من يتعذر بأن قتال المسلم للمسلم كفر وهؤلاء المسلمون فلا يجوز لنا أن نقاتلهم، وكأنهم عموا أَوْ تعاموا عن إدراك ما فعله علي عليه السلام وهو سيد الوصيين وأمام المتقيين وسيد العارفين، مشيراً إلى أنه لو نظرنا إلى تأريخه سلام الله عليه منذ أن بدأ في خلافته وإلى أن رقى شهيداً في محرابه، لوجدناه، لم يقاتل مشركاً ولا ملحداً ولا مجوسياً ولا يهودياً ولا نصرانياً وإنما انشغل بقتال بغاة المسلمين كما أمره بذلك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وأخبره بذلك، حيث يقول: إنك ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

وأكّـد أن من يتعذر بأنه لن يقاتل مسلماً إنما هو أعمى البصيرة؛ لأنَّه قد تعذر قبل ذلك متعذر في وقت علي عليه السلام، وقال يا علي يا أمير المؤمنين اعطني سيفاً لا يقتل إلّا كافراً.

ودعا العلامة أحمد حورية علماءَ اليمن وعلماء الأُمَّـة الإسْـلَامية أن يحذوا حذوَ إمامهم علي عليه السلام وأن يقتدوا به وأن يتأسوا به، وإذَا كان العلماء من سائر المسلمين يجب عليهم أن يكون لهم موقف في هذا المجال، وعلماء اليمن بالأحرى وبالأجدر أن يتحملوا مسؤوليتهم لا سيما قد صار المستهدَف في كثير من الوقعات والحوادث فلذات أكبادنا من الأطفال الناشئين الذين سيكونون جيلَ المستقبل وأباة الضيم فيما نستقبله من أعمارنا، فينغي ويجب علينا كعلماء أن نكون قدوة وأن نكون قامة للمجاهدين في سبيل الله اقتداءً بعلي عليه السلام وبزيدٍ بن علي عليه سلام الله.

وطالب العلامة حورية بأن يكون لعلماء اليمن موقفٌ مشرفٌ أمام الله وأمام دينهم الذي يقول بوجوب الخروج على الظالم، فما بالكم بعدوان كان على رأسه أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وأمم الكفر.

 

العدوان استخدم القُــوَّة التي لا ينبغي أن تُطلق على أحد من البشر

بدوره لفت القاضي العلامة العزي الأكوع -مفتي محافظة ذمار-، إلى تكالب قوى الشر على اليمن وأجمع علينا من لا دين لهم ولا ضمير ولا إنْسَانية، هؤلاء الوحوش البشرية وعلى رأسهم رئيس أمريكا الظالم الصهيوني الذي عبث بالعالم بكله منذ أن تولّى البيت الأبيض وأدواته قرن الشيطان أصحاب نجد وعلى رأسهم حكام آل سعود وحكام الإمارات هؤلاء الحيوانات الأعجاف الذين ارتطموا في أحضان الشرك وأحضان الكفر ووثقوا بأمريكا ونزعوا ثقتَهم من الله عز وجل وظنوا أنهم سينتصرون ويعتزون بهذا الظالم الذي أكل أموالهم وأخذها قسراً ولا يزال كُــلّ فترة وأُخْــرَى يعلن أنه يريد زيادة من المال وهم يسلمون له ما يطلب أذلّاء حقيرين.

وأوضح العلامة الأكوع بأن العدوان استخدم القُــوَّة التي لا ينبغي أن تُطلق على أحد من البشر المحرّمة دولياً استعملوها فينا، وكأنها حقل تجارب وأتوا بالقنابل الأمريكية المحرمة دولياً واعتدوا بها المدنيين الأبرياء، مستغرباً كيف لا تكون هذه المجازر والجرائم مؤثرة في نفوس الناس الذين لا يزالون في غفلة حتى يسيروا إلى الجبهات ويسارعوا إلى أخذ الثأر من أعدائهم، فهذا هو ما يجب على الناس أن يذهبوا إليه وهي جبهات القتال جبهات القتال.

وسخر مفتي ذمار من خزعبلات الأمم المتحدة التي تتحدث بأنها ستجمع اليمانيين على طاولة المفاوضات والمصالحة، مبيناً أن هذا أمرٌ مستحيل، وكيف يجتمعُ مَن يقاتل ويناضل ويجاهد مع من ارتمى في أحضان الرجعية السعوديّة وكان في فنادقهم ويأكل من خيراتهم، متسائلاً: كيف نسمّي هذا يمنياً وقد انسلخ عن اليمانية وعن الإنْسَانية، كيف لا يأن كيف لا يحزن لما يصيب أبناء جلدته وأبناء وطنه، مبيناً أنه لا يجوزُ لمن استطاع القتالَ إلا أن ينفرَ وأن يقاتلَ، فهذا هو الواجب الديني وقد أصبح الجِــهَـاد والقتال واجباً حتمياً على كُــلّ من يستطيع الجِــهَـاد إلا من عذرهم الله عز وجل.

 

لا يمكن ردعُ هذا العدوان الظالم إلا إذَا استشعرنا مسؤولياتِنا وواجباتِا

ولفت السيد العلامة محمد السقاف -أحد علماء محافظة البيضاء-، إلى الظروف الحرجة والأوضاع الاقتصادية الخانقة التي تمر بها بلادنا ويتعرض لها شعبنا ووطننا جراء العدوان والحصار الذي يستهدف الإنْسَان والوطن ويستهدف كُــلّ مظاهر الحياة ومقوماتها، مضيفاً أن هذه الظروف تأتي والعالم يعيش حالة فوضوية همجية صار يجرّم الضحية والمظلوم وصاحب الحَـقّ ويبرّئ ساحة الظالم والمجرم والقاتل بل يقف بجانبه.

وأوضح العلامة السقاف بأنه لا يمكن ردع هذا العدوان الظالم إلا إذَا استشعرنا مسؤولياتنا وواجباتنا تجاه ديننا وإخواننا ووطننا الذي نعيش فيه، فالمسؤولية جسيمة والأمر يهمنا جميعاً ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، والمسؤولية عامة ومشتركة المسؤولية مسؤولية الحاكم والمحكوم مسؤولية المعلم مسؤولية القاضي مسؤولية الجندي مسؤولية التاجر مسؤولية المواطن مسؤولية أمام المسجد مسؤولية خطيب المنبر مسؤولية العلماء الذين تقع عليهم مسؤوليات جسيمة وكبيرة؛ لأنَّ العلماء ورثة الأنبياء وهم الذين يحملون رسالات الله وشريعته وهم الذين يعلمون الناس الخير ويدعون إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأضاف بأن الواجبَ الدينيَّ والأَخْلَاقي والوطني والعلمي يفرض على العلماء اليوم أَكْثَــرَ من أي وقت مضى القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم في البيان والتوضيح عن خطورة هذا العدوان وما يرتكبه من المجازر والإجرام وكشف مشاريعه ومُخَطّـطاته الاستعمارية الاستكبارية التي تستهدفُ احتلال الأرض وانتهاك العِرض ونهب الثروة ومصادَرة الإرادة والقرار وامتهان كرامة الشعوب وإذلالها.

وشدّد أن على العلماء أن يقوموا بواجبهم في حثّ الناس على وحدة الصف واجتماع الكلمة والاجتماع على كلمة سواء وبذل الأنفس والأرواح والأموال لمواجهة هذا العدوان والتصدي له بكل ما أوتينا من قُــوَّة وبكل ما منحنا الله من وسائل الذود والدفاع، مبيناً أن الجِــهَـادَ في سبيل الله فريضةٌ كفريضة الصيام كفريضة الحج كفريضة الزكاة بل ربما قُدِّمَ على هذه الفرائض، مؤكّداً أن من لم يدافع عن وطنه وعن دينه فلا يستحقُّ العيشَ ولا يستحقُّ البقاءَ ولا يستحقُّ الحياةَ، ومن لم يدافع عن دينه وعن أهله وعن وطنه فلا قيمة له ولا وزن له ولا ثمن له.

وقال العلامة السقاف: إنَّ سكوتَ الدول العربية والإسْـلَامية والمجتمع الدولي وصمتَهم المخزي المهين إزاء ما يجري ويحدث ويتعرض له شعبنا ووطننا من المجازر الوحشية والإبادة الجماعية والقتل المتعمد والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة ومظاهرها من قبل تحالف الشر والعدوان جريمة نكراء ووصمة عار في جبينهم وجبين العرب والمسلمين وجبين الإنْسَانية جمعاء، فالسكوت عن الظلم هو الظلم بعينه، والساكت عن قول كلمة الحَـقّ وكلمة الصدق شيطانٌ أخرس.

ودعا العلاقة السقاف كُــلَّ الظلمة أن يتحسّسوا رؤوسهم من اليوم؛ لأنَّ انتقامنا وثأرنا سيطالهم إلى غرف نومهم وعليهم أن يحزموا أمتعتهم ويغادروا أرض الحرمين الشريفين، كما دعا شعبَ نجد والحجاز بأن يثوروا على هؤلاء الظلمة، فقد ظلموهم كثيراً، ظلموا الأُمَّـة نهبوا أموالهم جعلوهم يعيشون في الفقر، يعيشون في الفاقة، يعيشون في البطالة يعبثون بهذه الأموال يعطونها لعدونا الكافر ويطلبون رضاه ويسخطونكم ويسخطون الجبار سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

 

مُخَطّـط العدوان على اليمن هو مُخَطّـط قديم وليس جديداً

أكّـد السيد العلامة محمد المأخذي –أحد علماء محافظة عمران-، بأن العلماءَ ورثة الأنبياء وعليهم أن يتلوها بقُــوَّة، فالعلماء أمنهم الله على دينه وعلى عباده، والعلماء هم السلطة التشريعية والأمراء هم السلطة التنفيذية، مضيفاً: ليس بغريب علينا جميعاً، بدأ الإسْـلَام غريب وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء، هذه هي الغربة بعثت بين جاهليتين الجاهلية الأخرى أشفق من الجاهلية الأولى، هذه هي الجاهلية الأُخْــرَى، أبشركم وأهنئكم يا أبناْء اليمن الميمون والدر المكنون بقول النبي صلوات الله عليه وعلى آله برز الإيْمَـان كله للشرك كله، ونحن نقولُ لأبناء اليمن الميمون والدر المكنون يأتي نفَسُ الرحمن من قبل اليمن برز أبناء اليمن كُــلّ للشرك كله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “.

وأشار العلامة المأخذي في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن من يتعللون بالحديث “إذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول للنار فإنهم يفسرونه في غير محله ويؤولونه بغير تأويل، فلقد سبقهم القُــرْآن إلى ذلك بقوله “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” و”فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ”، مبيناً أن من قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ولكن من قتل النفس المحرمة لا يبعد منه أن يكذب على الله وعلى رسوله وأن يتأول الآيات والأحاديث وألا يستحي ولا يخجل من الله هو معتدٍ وظالم وغشوم ومنتهك للحرمات؟ ماذا يكون يسلم نفسه ويغرر على الآخرين على الجهلاء على البسطاء بأنَّه إذَا تقاتل مسلمان بسيفيهما فإن القاتل والمقتول في النار، القُــرْآن الكريم قد سبق الدعوة إلى الدفاع عن العرض عن المال عن الدم، (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

وأشار إلى أن مُخَطّـط العدوان على اليمن هو مُخَطّـط قديم وليس جديداً، والنظام السعوديّ عادته الظلم والعدوان، هم قرن الشيطان أتباع الشيطان وكلما نجم قرن قطع، وهم حسدوا اليمن؛ لأنَّ الإيْمَـان يمان والحكمة يمانية، لافتاً إلى ما صرح به المبعوث الأممي جمال بن عمر عندما قال إن أبناء اليمن لو تركوا لاصطلحوا، لكن ذلك الذي توصلوا إليه لم يوافقهم ولم يعجبهم وحاولوا الغدر والخيانة، وقد أعلنها بن عمر بأن أبناء اليمن قد وصلوا إلى اتّفاق كلي ولم يبقَ بينهم إلا قضية الرئاسة لكن هذا الاتّفاق لم يعجبهم وشنوا الحرب عليه.

 

جرائم العدوان توجب على كُــلّ من يحمل في صدره كتابَ الله أن يبين للناس حقيقة الأمر

من جانبه قال الشيخ العلامة محمد العيساوي -شيخ وإمام وخطيب جامع الشهداء وأحد علماء الأزهر الشريف-: إنَّ مُخَطّـطَ الاعتداء على اليمن هو منذ 1919م، فاليمن هو خط الدفاع الأول عن الحرمين الشريفين من الجهة الشرقية والجنوبية للحرمين، مبيناً أنه عندما حصلت الردة أرسل أبو بكر الصديق أنس بن مالك إلى اليمن، فخرجت معه عشر قبائل بأسلحتها وأزوادها حتى ضاقت المدينةُ بهم، ثم أمرهم فتحَـرّكوا وقضوا على الفتنة في أقل من شهرين.

ودعا الشيخ العيساوي علماء اليمن بوضع خطة عمل متفق عليها لمواجهة العدوان وعلى وسائل الاعلام أن تتيج المجال للعلماء بتوعية الأُمَّـة كلها والأجيال القادمة، موضحاً أن جرائم العدوان توجب على كُــلّ من يحمل الكلمة وكل من يحمل في صدره كتابَ الله أن يبين للناس حقيقة الأمر وَأن هذه حرب بالوكالة على الأُمَّـة كلها، لافتاً إلى أن ما يحدُثُ في اليمن وفي العراق وفي لبيبا وفي سوريا وهنا وهناك تحَـرِّكُه الكنيسة في إيطاليا بكلمة في قيادات أوروبية وهم يجهّزون الآن مليون جندي من حلف الناتو لاستهداف بلاد الإسلام ومنها أَيْضاً الحرمين الشريفين، فيجب أن نقف وقفة رجل واحد ويد واحدة بعيداً عن العنصرية والتعصب.

 

علماء اليمن: على الجميع التحَـرّك لمواجهة العدوان بالمال والرجال

وفي بيان صادر عن اللقاء الموسّع، ندّد علماءُ اليمن باستمرار المجازر البشعة والمروّعة التي ارتكبها ويرتكبها تحالف العدوان المتمثل بأمريكا والسعوديّة والإمارات وحلفائهم بحق الشعب اليمني منذ أَكْثَــرَ من 4 سنوات وكذا استمرار العدوان في فرض الحصار على الشعب اليمني وإمعانه في زيادة معانات الشعب والتسبب المباشر بغلاء المعيشة وارتفاع سعر الصرف.

واستغرب البيانُ الصمتَ الدولي، لا سيما منظّـمات حقوق الإنْسَان والمُؤَسّـسات العلمائية وعدم قيام مجلس الأمن والأمم المتحدة بإدانة العدوان وإصدار قرار بإيقاف الحرب، مُحَمِّلينه مسؤوليةَ الصمت إزاءَ هذه الجرائم الفظيعة، مُهيباً بجميع علماء المسلمين، بما فيهم علماء الأزهر وعلماء الحرمين الشريفين إلى أن يقولوا كلمة الحَـقّ ويدينوا جرائم العدوان بحق الشعب اليمني وانتهاكه، وحذّر بيانُ علماء اليمن جميعَ علماء الحرمين من خطورة السكوت، فالنظام السعوديّ لن يستثنيَ أحداً وقد بدأ باستهداف رجال الدين في المملكة.

ودعا علماءُ اليمن كُــلّ الأحرار في العالم وَفي مقدمتهم قادة وعلماء المسلمين والمُؤَسّـسات العلمائية، لرفع أصواتهم والقيام بواجبهم الديني والإنْسَاني إزاءَ هذه الجرائم والمطالبة الصادقة بإيقاف العدوان على الشعب اليمني المظلوم، كما دعوا الشعبَ اليمني إلى الاستمرار في الصمود والمزيد من التلاحُم والوَحدة والتحَـرُّك الجَــادّ والفاعل والصادق لمواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال، لا سيما جبهة الساحل الغربي، إذ لا رهانَ بعد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إلا على ذلك.

وطالب البيانُ كُــلَّ العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين، إلى الاستمرار في التحَـرّك الفاعل والجَــادّ في إرْشَــاد الناس وتحريك ضمائرهم وتحريضهم على الجِــهَـاد في سبيله ودفع الصائل المعتدي وتوضيح ما يجبُ عليهم إزاءَ هذا العدوان الغاشم وغيرها من القضايا، داعياً السلطةَ القضائية والنائبَ العام والجهاتِ ذات العلاقة إلى سرعة إنجاز القضايا المتعلقة بجرائم العدوان ومحاكَمة المجرمين وتطبيق شرع الله فيهم والقيام بواجبها إزاءَ كُــلّ المستجدات والأحداث بشأن العدوان وغيره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com