الجريمة الأفضح .. بقلم/ عبدالملك العجري
ليست الجريمة الأفظع ولكنها الجريمة الأفضح..
لا أذكر أن جريمةً هزت العالم وأثارت الرأيَ العام العالمي منذ أحداث 11 سبتمبر كما حصل مع الصحفي السعوديّ خاشقجي.. موجة من النقمة اكتسحت العالم ضد النظام السعوديّ ورغم أنها ليست الجريمة الأفظع التي يرتكبها النظام فخلال أربع سنوات قارف من الفظائع والجرائم المشهودة ما يخجل منه الشيطان. الانتفاضة العالمية سببُها باعتقادي ليس لأنَّها الأفظع؛ بل لأنَّها الأفضح.
تمكّن المالُ السعوديّ والغطاءُ الأمريكي من شراء صمت أَوْ إخراس المجتمع الدولي على جرائمها الوحشية في اليمن وكان لهذا نتيجتان متعاكستان، فَكانت هذه الجرائم تراكم نقمة استهجان الرأي العام الحقوقي والإنْسَـاني ومن جهة أُخْرَى كانت تطمئن النظام السعوديّ وتشجعه على الجسارة أَكْثَــرَ من دون أي تقدير لأية عواقبَ أَوْ تحرُّجٍ أَوْ محاولةٍ للتستر..
وكانت حادثة خاشقجي شبرَ الماء الذي أغرق فُتُوَّةَ محمد بن سلمان.. جريمةٌ أحرجت الأنْظمة الغربية ليس من السهل لملمتها أَوْ تبريرها أمام الرأي العام حتى أَكْثَــر المتحمسين لابن سلمان في إدارة ترامب.
ربما يستطيعُ النظام السعوديّ تجاوُزُ ورطته بأثمان باهظة لكنهُ لا يستطيع أن ينتفّك من تداعياتها ولا إنقاذ سُمعة المملكة التي تدهورت لحدود لم تعهده في تأريخها منذ تأسيسها.
أما صورة الأمير المتنور المتحفز لإيصال الملكية الفريدة والغنية بالنفط إلى الحداثة التي سعى لتسويقها بمساعدة صهر ترامب فظهر أنها ليست إلّا خُرافة صنعها خيالُ جاريد عن الأمير المتوحِّش.