اغتيالات عدن: مرتزقة أمريكيون بتمويل إماراتي
في موازاة الحرب الاقتصادية التي أعلنها السفير الأمريكي ماثيو لتدمير العُملة الوطنية وأن سيجعل العُملة لا تساوي الحبر التي طُبعت عليه، كانت هناك جريمةٌ أمريكية أخرى كشف كواليسها موقعُ “بار فيد نيوز” الأمريكي، وتفاصيلها جلب شركة أمنية أمريكية إلى عدن لتنفيذ عمليات اغتيال للعديد من الشخصيات السياسية والدينية.
فرق الاغتيالات كانوا يعملون في صفوف القوات الخاصة الأمريكية، نفّذت عشرات عمليات الاغتيال مقابل ملايين الدولارات وأجور شهرية تصل إلى 28 ألف دولار لكل عنصر منهم.
التحقيق الذي أجرته الصحيفة الامريكية تقوم صحيفة المسيرة بنشر ترجمته في السطور التالية:
إن الكشفَ عن أن عملَ دول الخليج في الشرق الأوسط التي استأجرت الأمريكيين لتنفيذ الاغتيالات يأتي في لحظة يتركز فيها العالم على القتل المزعوم للصحافي المنشق جمال خاشقجي من قِبَلِ المملكة العربية السعوديّة، النظام الاستبدادي الذي له علاقاتٌ وثيقة مع كُــلٍّ من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، “ولم ترد السفارة السعوديّة في الولايات المتحدة على طلب للتعليق”.
جولان -رئيس فرقة اغتيالات تابعة لشركة “سبيرز” الأمريكية الذي تعاقدت معها الإمارات- قال: إنه خلال فترة تعاون شركته في اليمن، كان فريقه مسؤولاً عن عدد من الاغتيالات البارزة في الحرب، رغم أنه رفض تحديد أيٍّ منها، وأضاف: إن الولاياتِ المتحدة بحاجةٍ إلى برنامج اغتيال مماثل للنموذج الذي نشره، “أنا فقط أريد أن يكونَ هناك نقاش”، قال: “ربما أنا وحش، ربما يجب أن أكونَ في السجن، ربما أنا شخصٌ سيءٌ لكنني على حَــقّ”.
تمثلُ مهمةُ الاغتيال الخَاصَّــة التي تقوم بها مجموعةُ عمليات “الرمح” في اليمن، التي تقاربت هذه الاتّجاهات في أعمال جديدة ومحرقة: القتل العسكريّ، الذي نفّــذه المقاتلون الأمريكيون المَهَرة.
وقال خبراء: إنه من غير المتصوَّر أن الولايات المتحدة لم تكن تعلمُ أن الإمارات التي تدرّبها الولايات المتحدة وتسلّحها على كُــلّ المستويات تقريباً، قد استأجرت شركةً أمريكية يعمل بها قدامى المحاربين الأمريكيين لتنفيذ عمليات اغتيال في حرب اليمن.
مصادرُ خَاصَّــة أَطْلَعَت “باز فيد نيوز”، ووِفْـقاً لثلاثة مصادر متطابقة على دراية بالعمليات، أن أحد المرتزِقة، كان يعمل مع الفرع التابع لوكالة المخابرات المركزية، وهو ما يعادل الوكالة الخَاصَّــة بالقُـــوَّات العسكريّة التابعة بالجيش.. وكان رقيبٌ آخر في القُـــوَّات الخَاصَّــة في الحرس الوطني لجيش ولاية ماريلاند، وَآخر، وِفْـقاً لأربعة أشخاص عرفوه، كان لا يزال في الاحتياطي البحري وَكان لديه تصريحٌ سري للغاية، لقد كان أحد المخضرمين في فريق “SEAL 6″، أَوْ “DEVGRU”.
وأخبر مسؤولٌ سابقٌ في وكالة المخابرات المركزية عمل في الإمارات العربية المتحدة في البداية باز فيد، أنه لا سبيل إلى السماح للأمريكيين بالمشاركة في مثل هذا البرنامج، ولكن بعد التحقّق من ذلك، قال: “كان هناك أشخاصٌ يقومون بشكل أساسي بما قلتُه”. كان مندهشاً لما قيل: “ما هي إجْــرَاءات التدقيق للتأكّد من أن الرجل الذي تدخنه هو حقاً وقال إن المرتزِقة كانوا “تقريباً مثل فرقة قتل”.
وَكانت عملية مرتزِقة شركة “سبير” تنتهك القانون الأمريكي غير واضحة بشكل مفاجئ. فمن ناحية، يجعلُ قانون الولايات المتحدة من غير المشروع “التآمر لقتل أَوْ خطف أَوْ تشويه” أي شخص في بلد آخر، من المفترض أن تقوم وزارة الخارجية بتنظيم الشركات التي تقدّمُ خدماتٍ عسكريّة إلى دول أجنبية، وَتقول إنها لم تمنح أبداً أيةَ شركة سلطة َتزويد القُـــوَّات المقاتلة أَوْ المرتزِقة بدولة أُخْرَى.
ومع ذلك، وكما ذكرت ثلاثةُ مصادر لـ “بار فيد” في وقت سابقٍ، فإن الولاياتِ المتحدة لا تمنح المرتزِقة بعض الاستثناءات، فمن القانوني تماماً أن يخدمَ في الجيوش الأجنبية، سواءٌ أكان المرءُ مدفوعاً بالمثالية أَوْ المال، دون أية تبعات قانونية، خدم الأميركيون في الجيش الإسرائيلي، والفيلق الفرنسي الخارجي، وحتى ميليشيا تقاتل داعش في سوريا، ورتّبت مجموعة عمليات الرمح، لدولة الإمارات العربية المتحدة لإعطاء رتبة عسكريّة للأميركيين المشاركين في البعثة، والتي قد توفّر لهم غطاءً قانونياً.
على الرغم من العمل في منطقة قاتمة قانونياً وسياسيًّا، فإن جولان يبشّرُ بطريقته في الاغتيالات المستهدفة كاستراتيجية دقيقة لمكافحة الإرْهَــاب مع عددٍ أقلَّ من الضحايا المدنيين، ولكن عملية إنصاف مايو تشير إلى أن هذا الشكل الجديد من الحرب يحملُ العديدَ من المشاكل القديمة نفسها؛ لهذا توقفت خطط الكوماندوز، وأثبتت المخابرات أنها معيبة، فقد صمّمت العبوة الناسفة التي يعلقونها على الباب لقتل شخص واحد وليس الجميع في المكتب.
بالإضَافَـة إلى الاعتراضات الأخلاقية، تضيف الاغتيالات الموجهة معضلاتٍ جديدةً للحرب الحديثة، ويعمل المرتزِقة الخاصّون خارجَ سلسلة القيادة العسكريّة الأمريكية؛ لذلك إذَا ارتكبوا أخطاء أَوْ ارتكبوا جرائمَ حرب، فلا يوجد نظام واضح لمحاسبتهم، وإذا قتل المرتزِقة مدنياً في الشارع، فمن كان سيحقّق في الأمر؟
تكشفُ عمليةُ اغتيال رئيس حزب الإصلاح إنصاف مايو مشكلةً أَكْثَــرَ مركزيةً: اختيار الأَهْــدَاف، ويصر جولان على أنه قتل فقط الإرْهَــابيين الذين حدّدتهم حكومة الإمارات العربية المتحدة، حليف الولايات المتحدة، لكن من هو الإرْهَــابي ومن هو السياسيّ؟ ما هو الشكل الجديد من أشكال الحرب وهل هو مُجَــرّد القتل من الطراز القديم للتأجير؟ ومَن له الحقُّ في اختيار من يعيش ومن يموت، ليس فقط في حروب الملكية السرية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، بل أَيْـضاً في ديمقراطية مثل الولايات المتحدة؟
- صفقة استقدام المرتزِقة
جمعت “باز فيد” أخبارَ القصة الداخلية لهجوم فريق الاغتيالات التابعة لشركة مرتزِقة أمريكية على مقر الإصلاح، وكشفت عن طبيعة الحرب المرتزِقة الآن – وماذا يمكن أن تصبح.
الصفقةُ التي جلبت المرتزِقة الأمريكان إلى شوارع عدن تم تجسيدُها على وجبة غداء في أبو ظبي، في مطعم إيطالي بنادي الضباط في قاعدة عسكريّة إماراتية الذي تم افتتاحُهُ، حيثُ قام جولانُ وآخر عمل في سلاح البحرية الأمريكية سابقاً ويحمل اسمَ إسحاق جيلمور، بنقله الفريق جواً من الولايات المتحدة ليصور العملية على أرض الملعب، لم يتذكر، كما أشار جيلمور، بشكل جيد.
وكان مضيفهم محمد دحلان، رئيس الأمن السابق للسلطة الفلسطينية، في بدلة مصمّمة بشكل جيد، نظَرَ إلى المرتزِقة الضيوف ببرود وقالوا لجولان بأنه في سياق آخر سيحاولون قتلَ بعضهم البعض.
في الواقع، جولان جعلهم في مزاج غير متوقع، إذ يقول إنه وُلد في هنغاريا لأبوين يهوديين، يحافظ على علاقات طويلة الأَمَد في إسرائيل؛ بسببِ عمله الأمني، حسب مصادر عدة، ويقول إنه عاش هناك لعدة سنوات.
وقد شارك جولان في لندن مع رئيس الموساد السابق داني ياتوم، وِفْـقاً لمقال صدر عام 2008 عن جونز، وكان تخصصه “توفير الأمن لعملاء الطاقة في أفريقيا”. وكان أحد عقوده، وِفْـقاً لثلاثة مصادر، حماية السفن في حقول النفط البحرية النيجيرية من التخريب والإرْهَــاب.
جولان -الذي لديه لحية كاملة ويدخّن سجائر مارلبورو حمراء، ويشعُّ بالحماس- بائعٌ جيد.. وهو -كما وصفه مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية-، جولان نفسه، الذي يقرأ جيّداً وغالباً ما يستشهد بالفلاسفة والروائيين، وَيقتبس من أندريه مالرو: “ليس الإنْسَـان هو ما يعتقده بل ما يخفيه”.
يقول جولان إنه تلقّى تعليمَه في فرنسا، وانضم إلى الفيلق الأجنبي الفرنسي، وسافر في جميع أنحاء العالم، وكثيراً ما كان يقاتل أَوْ ينفّــذ عقوداً أمنية.. وفي بلغراد، كما يقول، تعرّف على المقاتل شبهِ العسكريّ الشائن والعنيف، المعروف باسم Arkan، الذي اغتيل في عام 2001. وقال: “لديّ الكثير من الاحترام لأركان”.
لم تتمكّن ” باز فيد نيوز” من التحقّق من أجزاء من سيرة جولان، بما في ذلك خدمته العسكريّة، لكن جيلمور وآخر مخضرم في العمليات الخَاصَّــة الأمريكية والذي كان معه في الميدان قال: من الواضح أنه يتمتع بخبرة في مجال التجنيد.
وقال مسؤولٌ سابقٌ في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنه يعتبر كفؤاً وقاسياً، وقال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، “إنه عرضة للمبالغة”، ولكنه قال: “بالنسبة إلى الجنون فهو نوع الشخص الذي تستأجره”.
نشأ دحلان -الذي لم يستجب لرسائلَ متعددة أرسلت من خلال شركائه- في مخيم للاجئين في غزة.. وخلال انتفاضة الثمانينيات، أصبح لاعباً سياسيًّا رئيسياً.. وفي التسعينيات، تم تعيينه رئيساً للأمن الفلسطيني في غزة، حيثُ أشرف على حملة قاسية ضد حماس في عامَي 1995 وَ1996، والتقى في وقت لاحق بالرئيس جورج دبليو بوش وأقام علاقاتٍ قويةً مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حيثُ التقى بمدير الوكالة جورج تينيت عدة مرات، وكان دحلان يوصف في وقت من الأوقات بأنه قائدٌ محتملٌ للسلطة الفلسطينية، ولكن في عام 2007 سقط، واتهمته السلطة الفلسطينية بالفساد، وحماس بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية وإسرائيل.
هرب دحلان من بلده، إلى الإمارات العربية المتحدة، ويقال إنه يعرّفُ نفسَه كمستشار رئيسي لولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، المعروف باسم الحاكم الحقيقي لأبو ظبي..
ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق الذي يعرف دحلان قال: “إن الإمارات العربية المتحدة أخذته في عملية حفرة الثور”.
الآن، على الغداء في نادي الضباط، تحدى ثور الحفرة زوّارَه، ليخبروه بما هو مميز جداً عن المقاتلين من أمريكا، لماذا كانوا أفضل من الجنود الإماراتيين؟.
أجاب جولان مع التبجح: أراد أن يعرف دحلان أنه قادر على إطلاق النار، والتدريب، والركض، والقتال بشكل أفضل من أي شخص في الجيش الإماراتي، قال: أعطني أفضل رجل وسأضربه. أي واحد.
الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال قام بالتسجيل في مجلس شركة عسكريّة إماراتية، ويدير رجل البحرية الأسبق ونائب الأميرال روبرت هارورد قسم شركة لوكهيد مارتن في الإمارات، “إيريك برينس” وهو المسؤول التنفيذي الأمني، والمتورط الآن في التحقيق الخاص الذي أجراه معه روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات، أقام متجرًا لبعض الوقت، لمساعدة الإمارات على استئجار مرتزِقة كولومبيين.
وكما ذكرت ” باز فيد” في وقت سابق من هذا العام، فإن البلاد تضم الأجانب في جيشها وأعطت ستيفن توماغان رتبة جنرال وقد كان يحمل رتبة ملازم أول، مما وضعه في قيادة أحد فروع قُـــوَّاته المسلحة.
وفيما الإمارات تستخدم مقاولي الدفاع؛ في الواقع، فإن الولايات المتحدة هي التي ساعدت في التحَـرّك العالمي نحو خصخصة الجيش، ويدفع البنتاغون الشركات للقيام بالعديد من المهام التقليدية: من إطعام الجنود للحفاظ على الأسلحة، إلى حراسة القوافل.
الولايات المتحدة ترسم الخطط في القتال، لا يُستأجَر المرتزِقة لتنفيذ هجمات أَوْ الانخراط مباشرة في الحرب، لكن هذا الخط يمكن أن يصبح ضبابياً، وتوفر الشركات الخَاصَّــة تفاصيلَ أمنية مدججة بالسلاح لحماية الدبلوماسيين في مناطق الحرب أَوْ ضباط الاستخبارات في الميدان، يمكن لمثل هؤلاء المتعاقدين الدخولُ في معارك بالأسلحة النارية، مثلما فعلوا في بنغازي، ليبيا، عندما توفي مقاولان في عام 2012 دفاعاً عن موقع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية. لكن، رسميا، كانت المهمة الحماية، وليس الحرب.
خارج الولايات المتحدة، يعد توظيف المرتزِقة للقيام بمهام قتالية أمراً نادراً، على الرغم من حدوثه في نيجيريا، تحَـرّكت قُـــوَّة ضاربة من المرتزِقة الجنوب أفريقيين البارزين في شركة إيبين بارلو بنجاح ضد جماعة بوكو حرام المتشددة الإسلامية في عام 2015، وقد أسندَ لشركة بارلو التي أسستها، سحق قُـــوَّة متمردي الجبهة المتحدة الثورية المدمّــرة في سيراليون التي مزقتها الحرب في العام1990.
كن مع الاسباغتي كن مع دحلان.. كان جولان وجيلمور يقدّمان شكلاً استثنائياً من خدمة المرتزِقة، لم يكن هذا يوفر تفاصيل أمنية، ولم يكن حتى القتال العسكريّ التقليدي أَوْ الحرب ضد التمرد، على حد سواء كان الجولان وجيلمور يقولان: قتل المستهدف.
قال غاليمور إنه لا يتذكر أي شخص يستخدم كلمة “الاغتيالات” على وجه التحديد، لكن كان واضحاً من خلال ذلك الاجتماع الأول، أن هذا لا يتعلق باحتجاز أَوْ احتجاز قيادة الإصلاح، قال جيلمور: “لقد كان هدفنا محدّدًا للغاية”. وقال جولان إنه تم إخباره صراحةً بالمساعدة في “تعطيل وتدمير” الإصلاح، الذي يصفه بأنه “فرع سياسيّ لمنظمة إرْهَــابية”.
ووعد هو وجيلمور بأنهما يمكنهما جمع فريق لديه المهارات المناسبة، وبسرعة.
في الأسابيع التي تلت مأدبة الغداء، استقروا على شروط، وسيحصل الفريق على 1.5 مليون دولار شهرياً، كما أفاد غولمان وجيلمور لصحيفة “باز فيد”.
كانوا يكسبون مكافآت مقابل عمليات القتل الناجحة -رفض الجولان وجيلمور أن يقولوا كم- لكنهم سيجرون أولَ عملية لهم بنصف السعر لإثبات ما يمكنهم فعله، في وقت لاحق، سيقوم سبير بتدريب الجنود الإماراتيين في تكتيكات كوماندوز.
كان لجولان وجيلمور شرط آخر: كانا يريدان دمجهما في القُـــوَّات المسلحة الإماراتية، وأرادوا أن تأتي أسلحتهم، وقائمة أَهْــدَافهم، من ضباط عسكريّين، هذا كان “لأسباب قضائية”، قال الجولان. “لأن القرف يضرب المروحة”، كما أوضح، فإن علامات الزي العسكريّ الإماراتي والكلاب ستشير إلى “الفرق بين المرتزِقة والرجل العسكريّ”.
ووقّع دحلان والحكومة الإماراتية على الصفقة، كما قال جولان وجيلمور، وبدأت مجموعة “سبير سيرفيسز” العمل.
وبالعودة إلى الولايات المتحدة، بدأ الجولان وجيلمور في جمع الجنود السابقين من أجل أول وظيفة إثبات للمفهوم. Spear Operations Group هي شركة صغيرة، لا شيء يشبه شركات الأمان العملاقة مثل Garda World Security أَوْ Constellis، ولكن لديها كمية هائلة من المواهب للاختيار من بينها.
ومن النتائج غير المعروفة للحرب على الإرْهَــاب، وخَاصَّــة السنوات الـ17 ما بين الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان، أن عدد قُـــوَّات العمليات الخَاصَّــة قد تضاعف أَكْثَــر من الضعف منذ 11 سبتمبر، من 33.000 إلى 70.000، هذه مجموعة ضخمة من الجنود الذين تم اختيارهم وتدريبهم واختبارهم من قبل أَكْثَــر وحدات النخبة في الجيش الأمريكي، مثل قُـــوَّات البحرية التابعة وجيش رينجرز.
ومن المعروف أن بعض جنود الاحتياط الخاصين يشاركون في عمليات؛ جنياً للربح، على حد قول مسؤول رفيع المستوى في “سيال” طلب عدم نشر اسمه. وقال: “أعرف عدداً ممن يفعلون هذا الأمر”، وأضاف أنه إذَا لم يكن الجنود في الخدمة الفعلية، فإنهم غير ملزمين بالإبلاغ عما يفعلونه.
ووصف أحد المتعاقدين السابقين، أن الخياراتِ المتاحةَ أمام المحاربين القدامى والاحتياطيين ليسوا كما كانوا في السنوات الأولى من حرب العراق، يفتقر العمل الأمني الخاص، الذي يعمل في الغالب لحماية المسؤولين الحكوميين الأمريكيين في بيئات معادية، إلى الإثارة في القتال الفعلي.
كما أنه لا يدفع ما اعتاد عليه، في حين كان البدء في أسعار نخبة من قدامى المحاربين في وظائف أمنية رفيعة المستوى 700 دولار أَوْ 800 دولار في اليوم، يقول المتعاقدون، الآن انخفضت هذه المعدلات إلى حوالي 500 دولار في اليوم.
وقال جولان وغاليمور إنهما يعرضان على مقاتليهما الأميركيين 25 ألف دولار في الشهر – حوالي 830 دولاراً في اليوم – بالإضَافَـة إلى المكافآت، وهو مبلغ كبير في أي سوق تقريباً.
قال غاليمور، “كان لا يزال رماديًا بما فيه الكفاية”، مشيرة إلى أن الكثير من اللاعبين كان موقفهم متردداً مثل “آه، أنا جيد”.
قال غاليمور نفسه إن لديه سجلاً غير مثالي من خلال مهمة التدريب على النار الحية التي قادها، مرة أُخْرَى في أيام البحرية، قال بأنه أطلق النار عن طريق الخطأ.
وأضاف غاليمور أن هذا هو ما دفعه إلى مغادرة البحرية، في عام 2011 وكان آخر عمل كبير له قبل انضمامه إلى شركة Spear هو تنفيذي في شركة Tequila الحِرَفية.
بحلول نهاية عام 2015، قام جولان، الذي قاد العملية، وغاليمور، بجمع فريق من عشرات الرجال، ثلاثة منهم كانوا من قدامى المحاربين الأمريكيين الخاصين، ومعظم الباقين كانوا من القُـــوَّات الأجنبية الفرنسية السابقة، الذين كانوا أرخص فقط حوالي 10.000 دولار في الشهر، كما يتذكره جيلمور، أقلّ من نصف ما قاله هو وجولان أنهما مخصصان لنظرائهما الأمريكيين.
اجتمعوا في فندق بالقرب من مطار “Teterboro” في نيو جيرسي، وكانوا يرتدون ملابس متنوعة من الزي العسكريّ، بعضهم مموه، وبعضهم أسود، وكان بعضهم ملتحياً وعضوياً وبعضها الآخر موشمًا وسلكيًا.
وقال جيلمور إنه عندما حان الوقت للذهاب، أقنعوا موظفي الفندق بإعطائهم العلم الأمريكي في الخارج، في مراسم مؤقتة، قاموا بتثبيتها في مثلث صغير وأخذوها معهم.
كما أنهم جهّزوا لبضعة أسابيع “وجبات الطعام الجاهزة للأكل”، والدروع الواقية، ومعدات الاتصالات، والمعدات الطبية. قال جيلمور إنه أحضر سكيناً خَاصَّــة لتجهيز أغطية التفجير على المتفجرات. كان من المؤكد أن الفريق قام بتخزين الويسكي أَيْـضاً – ثلاث حالات لباسل هايدن؛ لأنَّه من المستحيل الحصول على أي كحول في اليمن، ناهيك عن الأشياء الجيدة.
يوم 15 ديسمبر، استقلوا طائرة غالفستريم G550 وبمُجَــرّد وصولها جواً، سار جيلمور إلى قُمرة القيادة وأخبر الطيارين أن هناك تغييراً طفيفاً في خطتهم الجوية، بعد التزود بالوقود في اسكتلندا، لن يكونوا في طريقهم إلى المطار التجاري الرئيسي في أبو ظبي ولكن إلى قاعدة عسكريّة إماراتية في الصحراء.
- قوائم الاغتيالات: قيادات ورجال دين
لهذا الأساس، أخذ المرتزِقة طائرةَ نقل تابعة للقُـــوَّات الجوية الإماراتية إلى قاعدة أُخْرَى في عصب، إريتريا، خلال تلك الرحلة، تذكر غاليمور قيام ضابط إماراتي يرتدي الزي الرسمي باطلاعهم وقدّم لهم قائمة الاغتيالات – 23 بطاقة تحتوي على 23 اسماً وَ23 وجهاً، كُــلّ بطاقة تتميز بذكاء بدائي: دور الشخص في السياسة اليمنية، على سبيل المثال، أَوْ إحداثيات الشبكة لإقامة واحدة أَوْ اثنتين.
وقال غاليمور إن بعضهم كانوا أعضاء في حزب الإصلاح، وكان بعضهم رجال دين، وكان بعضهم إرْهَــابيين خارجيين، لكنه أقر بأنه لا يستطيع التأكّــد.
حصلت “باز فيد” على واحدة من البطاقات المستهدَفة. على ذلك هو اسم الرجل، صورة، رقم الهاتف، وغيرها من المعلومات، في أعلى اليمين توجد شارة الحرس الرئاسي الإماراتي.
الغائب بشكل واضح هو لماذا أراده أحدهم ميتاً، أَوْ حتى ما كان مرتبطًا به لا يمكن الوصول إلى الرجل للتعليق، وليس من المعروف ما إذَا كان على قيد الحياة أم ميتاً.
- حربُ واشنطن ضد الإرْهَــاب فتحت أبواب الحروب القذرة
سياسة الولايات المتحدة منذ عهد جورج بوش الابن القائمة على اغتيال “الإرْهَــابيين” في منطقة الشرق الأوسط اختلفت وتيرتُها وأخذت أشكالاً متعدّدة في عهد أوباما وحتى الآن في عهد دونالد ترامب، ومع تحول الاغتيالات المنظمة إلى جزء روتيني من الحرب في المنطقة، طوّرت الإمارات شهيتَها الخَاصَّــة، وبدأت تستعرضُ عضلاتها قبل أن تصبح لاعباً رئيسياً في 2015 في الحرب على اليمن، وبدأت منذ وقت مبكر باستهداف حزب الإصلاح (فرع تنظيم الإخوان في اليمن).
وتشير إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد، إلى أنه خلافاً لتنظيمَي القاعدة وداعش فإن حزب الإصلاح يأخذ شكلاً مغايراً ويشارك في العملية السياسيّة في اليمن، لكنها قالت إن المنطق الأمريكي وراء ضربات الطائرات بدون طيار قد أضفى الشرعية على سعي الدول الأُخْرَى إلى اغتيالاتها، وتحت عنوان الحرب على الإرْهَــاب تُرك الباب مفتوحاً أمام الدول للتخلص من خصومها باسم القضاء على الإرْهَــابيين.
يقول كُــلٌّ من غاليمور وجولان (قادة فرق الاغتيالات) إنه عند بدء عملهم في اليمن قدّمت لهم الإمارات قائمة بأسماء شخصيات لاغتيالها على رأسها رئيس حزب الإصلاح في عدن “إنصاف مايو”.
وحين سُئل عن أخلاقيات وشرعية قتل القادة السياسيّين للإصلاح غير المسلحين، في مقابل الإرْهَــابيين المسلحين، أجاب جولان: “أعتقد أن هذه الثنائية هي ثنائية فكرية بحتة” أي أنه يرى أنه لا اختلاف فكرياً بين الإصلاح والقاعدة.
ويكشف جولان أنه وضع خطط الاغتيالات بنفس ما يتبعه برنامج الاغتيالات المتبّع في إسرائيل باغتيال الشخصيات التي يصعُبُ القبض عليها.
لكن المثيرَ أن جولان وفريقه يرفضون تسميتهم بفرق اغتيال، قائلاً إن دولة الإمارات قدّمت لهم مجموعةً من الأسماء التي لا علاقة لها بالإصلاح أَوْ الجماعات الإرْهَــابية لاغتيالهم، لكنهم رفضوا تنفيذ المهمة.
الأَكْثَــرُ إثارةً في حديث جولان هو ما تضمن إشارة إلى ضلوع الولايات المتحدة في اختيار الأَهْــدَاف، حيثُ قال إن فريقه أبلغ الإماراتِ أنهم لن ينفّــذوا عمليات تشكل ضرراً للمصالح الأمريكية، موضحاً أن الإمارات حين تقدّم لهم أسماء الشخصيات المراد اغتيالها، يقوم الفريق بالتأكّــد من أن ذلك لن يضر بأمريكا ويستغرق الأمر أسبوعاً أَوْ أسبوعين، وهو ما يشير إلى أن هذا الفريق يقوم بالاتصال بجهة رسمية أمريكية لأخذ الإذن بتنفيذ المهام أَوْ إلغائها.
ويعترف غاليمور وجولان أنهم أحياناً نفّــذوا اغتيالاتٍ لشخصيات؛ لأنَّ بقاءَها فقط ليس من مصلحة الأسرة الإماراتية الحاكمة. كما كشفا أنه تم ضمهما إلى صفوف الجيش الإماراتي وتم منحهما رتباً عسكريّة. وخلال اللقاء كان غاليمور وجولان يرتديان الزي العسكريّ الرسمي للإمارات.
- استهداف رئيس حزب الإصلاح
احتضنت سيارةٌ من نوع “إيه كيه 47″، ذات دفع رباعي مدرعة أعضاءَ الفريق أثناء سيرها في شوارع عدن المظلمة، وضمت اثنين من قُـــوَّات الكوماندوز من قُـــوَّات البحرية السابقة، كمقاتلي النخبة للعمليات الخَاصَّــة الأمريكية، حيثُ كان لديهم سنوات من التدريب المتخصص من قبل الجيش الأمريكي لحماية أمريكا، لكنهم الآن يعملون لحساب سيد مختلف “شركة أمريكية خَاصَّــة استأجرتها الإمارات العربية المتحدة”.
في 29 ديسمبر 2015، كانت مهمتهم تنفيذ عملية اغتيال رئيس حزب الإصلاح.
وصف الهجومَ لـ “باز فيد نيوز”، اثنان من المشاركين فيه من خلال لوحة مراقبة بدون طيار، في أول عملية في مشروع ربحي مذهل لعدة أشهر في اليمن التي مزقتها الحرب، وقد عمل بعض الجنود الأميركيين الأَكْثَــر تدريباً في مهمة مرتزِقة ذات شرعية غامضة لقتل رجال دين بارزين وشخصيات سياسيّة إسلامية.
كانت خطة المرتزِقة هي وضع قنبلة موقوته على باب مقر الإصلاح، بالقُرب من ملعب كرة قدّم في عدن، كان من المفترض أن يدمّــر الانفجار، أحدَ قادة الحملة، وجميع من في المكتب.
يروي غاليمور بدايةَ عملية استهداف رئيس حزب الإصلاح في عدن إنصاف مايو وقال إنهم استخدموا مصادرَ استخباراتية إماراتية قدّمت معلوماتٍ حول نمط حياة وتحَـرّكات رئيس الإصلاح، منها المنزل الذي يعيشُ فيه والمسجد الذي كان يصلي فيه والأسواق التي يتردد عليها.
بالتزامن مع عيد رأس السنة، أقام فريق الاغتيالات حفلةً وتبادلوا كؤوس الويسكي وناقشوا الخطة التي ينبغي أن تكون عليها عملية اغتيال رئيس حزب الإصلاح وهل سيكون التنفيذ عبر عملية قنص أَوْ تفجير قنبلة، وكان هناك ستة أَوْ خمسة خيارات للتنفيذ، وفقاً لقول غاليمور.
ويضيف أنه بعد مراقبة مقر حزب الإصلاح قرّروا أن يكون التنفيذ عبر عملية تفجير وتم الاتفاق على كُــلّ الزوايا وكذا اختيار مسار الهروب بعد العملية. بعد ذلك قام غاليمور ورفاقه بتمزيق الأوراق التي كتبوا عليها الخطة ورسموا فيها المسارات كي لا يتركوا أي دليل وراءهم. وحينها وصلتهم معلومة أن رئيس الإصلاح إنصاف مايو كان في مكتبه يرأس اجتماعاً كبيراً.
بعد ذلك تجهز الفريق وأخذوا أسلحتهم والقنابل وغيرها وارتدوا أزياءً عسكريّة متنوعة.
وقت التنفيذ قفز غاليمور وجولان واثنان آخران في سيارة دفع رباعي مدرعة مع جندي إماراتي يرتدي ثياباً مدنية. كان جنود الفريق الأجنبي الفرنسي في سيارة دفع رباعي أُخْرَى، والتي سوف تتوقف على مسافة قصيرة من موقع الهجوم، على استعداد للاندفاع في حالة دخول الأمريكيين في ازدحام. فتحت أبواب قاعدتهم وانتشروا في شوارع عدن في الليل.
وصل الفريق الساعة 9:57 في الليل، بدا الجميع هادئين، تسلل الرجالُ من سيارات الدفع الرباعي، والبنادق على أهبة الاستعداد، حمل أحدهم الشحنة المتفجرة نحو المبنى، ولكن عندما أوشك الوصول إلى الباب، فتح أحد أعضاء الفريق النار على طول الشارع الخافت.
مباشرةً قبل وصول فريق المرتزِقة إلى الباب الأمامي، تعرضت الشاحنة المتفجرة ذات الدفع الرباعي التي كان من المفترض أن تقتل مايو، لإطلاق نار من قبل أحد مرافقي رئيس حزب الإصلاح المقاتلين في الجزء الخلفي.
في ذلك الوقت كانت طائرة بدون طيار تصور العملية ولكن ما حدث كان إطلاق نار على المرتزِقة وليس العكس.
قال غاليمور إنه أطلق النار على شخص في الشارع، لكن مسدسه تعطل. قال إنه غير متأكّــد مِن مَن أطلق النار عليهم. وعلى أي حال، فإنَّ المرتزِقة الذين كانوا يحملون المتفجرات إلى المبنى استمروا -على الرغم من الضجة المحيطة به – لمدة 20 ثانية كاملة كما يظهر الفيديو.
عندما كان فريق المرتزِقة يهربون نحو مدرعات إماراتية انفجرت السيارة المتفجرة فجأةً عند بوابة المبنى تبعها انفجار قنبلة أُخْرَى، بعد ذلك عادة فريق المرتزِقة إلى معسكرهم التابع للإمارات وتم تلقي إشارة أن العملية نجحت، أي أن رئيس حزب الإصلاح قد قُتِلَ.
- شكوك حول العملية وغضب دحلان
بعد ذلك، حدثت مشكلة مع “محمد دحلان” وهو الفلسطيني الذي أصبح المستشار الأمني لمحمد بن زايد؛ بسببِ شكوك حول مصير رئيس الإصلاح؛ لأنَّه لم يتم التأكّــد من مقتله لكنه اختفى ولم يرَه أحد بعد ذلك.
ومع ذلك، لم يعلن الإصلاح عن وفاة مايو، كما حدث عندما اغتيل أعضاء آخرون. والسبب -كما قال متحدث باسم الإصلاح في مقابلة عبر الهاتف-، هو أن مايو على قيد الحياة، فقد غادر المبنى قبل 10 دقائقَ من الهجوم وبحلول يوليو كان يعيشُ في المملكة العربية السعوديّة. لا أحد، كما قال المتحدث، مات في هجوم المرتزِقة.
ويعترف غولان أن العملية فشلت في قتل رئيس حزب الإصلاح، إلا أنه على الأقل تم تحييدُه لفترة طويلة طالما أنه اختفى عن المشهد. بالإضَافَـة إلى أن تلك العملية كانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات.
بعد فترة لم يستمر جولان في الفريق وعندما عُرضت عليه أسماء بعض الشخصيات التي تم اغتيالها في عدن بعد مغادرته أكّــد أن كثيراً من تلك الأسماء كانت في قائمة الاغتيالات التي قدّمتها الإمارات للفريق، أي أن الفريق بعد مغادرته نجح في تنفيذ العمليات.
- فريق اغتيالات جديد
تم تغيير الفريق الفرنسي بآخر أمريكي زودهم الإماراتيون بأسلحة أفضل ومعدات أفضل، وقال جولان وغاليمور: المتفجرات من نوع C4 والمسدسات المزودة بكواتم الصوت وبنادق M4 الأمريكية الصنع الراقية. كما تم تجهيزُهم بدراجات نارية يمكن أن يستخدموها في التنقل عبر حركة عدن وإلقاء القنابل الممغنطة على السيارات. جميع المعدات -كما قالوا- جاءت من الجيش الإماراتي.
بقي غاليمور لفترة قصيرة فقط. وقال إنه ترك الفريقَ في أبريل 2016. ورفض هو وجولان قولَ السبب، لكن غاليمور قال إنه يتمنى لو أنه كان أَكْثَــر عدوانية في اليمن. وقال: “إذا تمكّنت من فعل ذلك مرة أُخْرَى، لقللنا من المخاطرة”. “كان بإمكاننا القيام ببعض الأشياء المدهشة، على الرغم من أننا كنا قادرين على القيام ببعض الأشياء المذهلة”.
كان أحد أعضاء الفريق الجدد، الذي تم تعيينه في أوائل عام 2016، هو كوربيت المخضرم في فريق SEAL 6، دانيال كوربيت، وفقًا لثلاثة مصادر وأكّــدتها الصور. كان كوربيت جندياً محترفاً، كما يقول أولئك الذين يعرفونه، وقد خدم في جولاتٍ قتالية متعددة في أفغانستان والعراق. كان لا يزال في الاحتياط؛ لذلك يمكن للجيش الأمريكي نشره في أية لحظة.
حصل كوربيت على راتب حكومي وكان من المفترض أن يقدّم تقريراً عن التدريبات الشهرية. ومع ذلك كان في اليمن بعقد خاص للعمل في جيش أجنبي. من غير الواضح ما إذَا كان هو نفسه متورطاً في مهمات لاغتيال أي شخص.
في تطور غامض، سُجن كوربت حالياً في صربيا، حيثُ يجري التحقيق معه؛ بسببِ امتلاكه مسدساً غير قانوني. احتُجز المخضرم الأمريكي هناك منذ فبراير 2018.. تعذر الوصول إلى كوربيت، ولم يرد محاميه على المكالمات التي تطالب بالتعليق.
لا يزال الكثيرُ حول فريق مرتزِقة الرمح مجهولاً، وقد أوضح البعض ممن شاركوا أنهم ليس لديهم رغبة في تسليط الضوء على ما حدث. وعندما سئل عما إذَا كان قد تم إرساله في المهمة إلى ليمن، أجاب أحد الأمريكيين: “إذا كنت، فأنت تعرف أنني لا أستطيع مناقشتها”.
من جانبه، قال غاليمور إنه “كان يفضّل أن يبقى هذا بعيداً عن الأضواء” لكنه قرّر التحدث؛ لأنَّه “بمُجَــرّد أن يخرج هذا لن يكون هناك طريقة لأبقى بعيداً عنه؛ لذا” أنا لن أحاول إخفاء ما فعلته”.
غاليمور أصبح اليوم خارج قطاع المرتزِقة، وقد وجد نفسَه منذ ذلك الحين في مجال آخر.
++++++++++++++++++عنوان وسطي++++++
من أين تأتي الجريمة؟ تساؤلٌ طرحه الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي قبل 15 سنة؛ ليجيبَ في ذات اللحظة: “إن من يفقد اليمن أمنه هم الأمريكيون، هم من سيفقدون كُــلّ إنسان أمنَه حتى داخل بيته، إذا ما تمكّن الأمريكيون ستنتشر الأعمال الإرهابية في اليمن، تفجيرات هنا وهناك على أيديهم هم، هم من فجر البرج في نيويورك، سيفجّرون أمثاله هنا في اليمن، ويفجرون في كُــلّ مكان بحُجّة أنهم اليمنيون، وهم من سيفسدون أخلاقنا، ويفسدون بنينا وبناتنا، فتنطلق الجريمة في كُــلّ بيت، في كُــلّ قرية, في كُــلّ مجتمع، سيكون هناك نهب، يكون هناك جرائم لا أخلاقية، يكون هناك قتل، يكون هناك كُــلّ جريمة تتصورها”.