لكل من يتغنى بالوطنية.. ماذا تعرف عنها؟! بقلم/ منصور البكالي
هو العطاء والتضحية دون مقابل، هو الاستشعار للمسئولية والمسارعة والمبادرة في القيام بها.
فمن منكم وطني؟ ومن هي الفئات الأَكْثَــر وطنية؟
وهل نستطيع القول بأن الوطنية مراتبُ، تزداد بالتضحيات والعطاء، وتنخفض بالأخذ والمكاسب، والتهرب عن تحمل المسئولية؟!
وعلى كُـلّ واحدٍ منا أخذ هذا المقياس على نفسه ليدرك مقدار وطنيته!
فأول من جسد المعنى الحقيقي للوطنية، في إعلاء مراتبها، خلال تأريخنا المعاصر الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، ومعه شهداء الحروب الست على صعدة، ومعه أيضاً الشهيد الرئيس/ صالح علي الصماد، رحمه الله، ومعهم كذلك شهداؤنا الأبرار من الجيش واللجان الشعبيّة، الذين سقطوا إلى السماء وهم يدافعون عن الوطن والمستضعفين، في مواجهة العدوان بدمائهم الزكية الطاهرة!!
وَيحتل ضمن المرتبة الأولى؛ لتجسيد الوطنية، المرابطون في الجبهات للتصدي لقوى الغزو، والاحتلال، ومرتزِقتهم، هذه الأثناء وسط البرد والحر والقصف والنار والرصاص، والخوف، والاقتحامات، والمعارك الضارية، من الذين باعوا أنفسهم لله، وتقبل الله بيعتهم، فشراها.
ويدخل في إطار المرتبة الثانية في الوطنية العاملون في القطاعات الحكومية، ومؤسساتها المختلفة، بدون رواتب من أكاديميين وأطباء وباحثين وخبراء ومدرسين، وإعلاميين وكل موظف لا يجد في بيته ما يأكل!
ويدخل في المرتبة الثالثة كُـلّ مواطن صامد وصابر وثابت في مواجهة العدوان والحصار، مستمرّ برفد الجبهات بالرجال والمال، والموقف، والكلمة.
فألف ألف تحية، ورحمة، وسلام، وتعظيم لهؤلاء، وكل واحدٍ منا يعرف مرتبته، أَوْ مكانه بين الوطنيين أَوْ الخونة والمرتزِقة، الذين يتاجرون بالوطن، وسيادته وكرامة شعبه، مقابل حصولهم على القليل، من فضلات أعداء أمتنا، وديننا، وشعبنا المحافظ على قيمه الإسلامية السامية، ومبادئه الأصيلة الراقية.