القتل الأمريكي في القياس الصعتري .. بقلم/ د. أحمد الصعدي
التحقيقُ الاستقصائيُّ الذي نشره الموقعُ الإخباري الأمريكي (buzzfeed news)، وتناول فيه بعضَ أعمال الشركات الأمنية الإجرامية الأمريكية التي استأجرها محمد بن زايد حاكمُ دولة الإمارات بواسطة مستشاره للأعمال القذرة محمد دحلان؛ لتنفيذ حملة اغتيالات في عدن استهدفت نشطاءَ من حزب الإصلاح وخطباء مساجد؛ لأنَّهم كما وصفهم قائدا فرقتين من فرق الاغتيالات هما غاليمور وَجولان شخصياتٍ لا يعد بقاؤها على قيد الحياة ((من مصلحة الأسرة الإماراتية الحاكمة))، يذكرُنا بتلك الاستغاثة الباكية التي وجّهها محمد اليدومي إلى قيادة الإمارات عندما لوّح أنور قرقاش في واحدةٍ من تغريداته بإمكانية انسحابِ الإمارات من التحالف. قال اليدومي بصوت متهدج ووجهٍ حزين وعينين دامعتين: لا تتركونا في منتصف الطريق، وقد اختلطت دماؤنا بدمائكم، ونعدكم هذه المرة بأن لا نكونَ لؤماء.
كما يذكرنا التحقيق بفتوى عبدالله صعتر التي نطقها بصوتٍ جهوري وَثقة مطلقة بأن ما يقولُهُ هو عينُ الحق والحقيقة كما هي عادته، وقال فيها إنَّ هذا التحالُفَ وما يقوم به هو بأمر الله، وأن المشاركين فيه لم يكونوا بقادرين على عدم فعل ما يفعلونه؛ لأنَّهم بذلك -أي بالامتناع عن الحرب على اليمن- يخالفون أمرَ الله.
فتوى صعتر تعني بوضوح تام أن ما قامت به فرقُ الاغتيالات الأمريكية في عدن من عمليات قتل لنشطاء في حزب الإصلاح -باستثناء شخصيات لم توافق جهاتٌ أمريكية عليا على اغتيالها- هو بأمر الله وفْـقاً للمنطق الصعتري؛ لأنَّ هذه الفرق الإجرامية جزءٌ ومكونٌ أصيلٌ من مكوّنات التحالف، وذراعٌ فتّاكٌ من أذرعِ محمد بن زايد لم تكن بقادرةٍ على عدم القيام بما قامت به؛ لأنَّها لو فعلت ذلك لخالفت أمر الله. وهنا نكون أمام قياس منطقي تحالفي صعتري كامل الأركان هو:
1- ما يقومُ به التحالُفُ هو بأمر الله.
2- التحالفُ يقومُ باغتيال نشطاء حزب الإصلاح.
3- إذاً اغتيالُ نشطاء حزب الإصلاح هو بأمر الله.
وهذا الاستنتاجُ يقومُ على قياس منطقي سليم، لو بعث أرسطو من قبره لوافق على صحته رغم أنف ابن الصلاح وفتواه الشهيرة بتحريم المنطق وعبارته ذائعة الصيت التي قال فيها ((من تمنطق فقد تزندق)).