عوّاد وأسرته.. قصة عائلة تهامية نازحة أنهكها العدوان ومرتزقته
المسيرة: يحيى الربّاط
بدأت قصةُ عوّاد في مطلع أغسطس الماضي، عندما كثّفت طائراتُ العدوان من ليل قصفها وجحيمها على الحديدة، كان يعملُ حارساً في (مجمع الزيلعي)، وحين غدا الحي هدفاً عسكرياً لطائرات العدوان، أوقف صاحب المجمع عملَه وأغلق أبوابه. فلجأ عوّاد إلى استئجار بيت آخر بالقُـرْب من عمله الجديد بالحوك (سوق السمك).
يقولُ عوّاد: في ليلة استهداف السوق وبوابة مستشفى الثورة كنت وقبلها بلحظات قد أنهيت عملي مجبراً وعدت إلى أطفالي؛ لأنَّهم لا يحتملون صوت الطيران بمفردهم، وفي الدقيقة العاشرة فقط من وصولي، قصف العدوان السوق وبوابة المستشفى بعدة غارات من شدتها كادت أن تخلعَ سقفَ المنزل رغم بعده بأَكْثَــر من كيلو، ويضيف عوّاد يومها فقدت عملي وزملائي، وفقدت حتى السيطرة على أطفالي وزوجتي الذين أُصيبوا بالرعب.
يكمل قصته عوّاد قائلاً: عشرون ساعة على الكارثة مرت حتى نزحت وأنا لم أسمع في حارات الحوك إلا صراخَ النساء اللواتي فقدنّ رجالَهن العاملين في نفس السوق، كانت الفاجعةُ أقوى من أن يحتملَها الكبارُ فكيف بالأطفال؟!.
عوّاد قرّر النزوح إلى عدن حين اشتدت به الحديدة وضاقت على أهلها ولكن العدوان لم يتركه، فقد كانت جماعته الإرهابية ووجهه الآخر قد حوّل عدن أيضاً إلى قاعدة إماراتية وثكنة إرهابية. وعلى الطريق نصبوا المقصلة لعوّاد وكل القادمين إليها، وعلى بُعد أمتار منها أوقفوا عوّاد وأسرته وخيّروه بين موتين، إما بنيرانهم أَوْ العودة إلى الحديدة والموت بصواريخ أمريكا ومملكة داعش، ما لم فعوّاد “مجوسي إيراني” والكثير من هذه المصطلحات والتي تحت مسمياتها قتلوا الشعب اليمني وشرّدوه في وطنه.
ثلاثة أيّام وعوّاد وأطفاله وزوجته تحت حرّ الشمس والجوع يفترش التراب ويتوسل المُحتل الإماراتي السماح له ولأسرته الدخول إلى بلده ومدينته الأُخْــرَى عدن.
يقول عوّاد: وقتها لا أعرف كيف نجوت من إرهابهم ولكن بالتأكيد هذه عنايةُ الله، وبعد أن تجاوزت مناطقَ الخطر أكملت نزوحي إلى صنعاء.
النازح عوّاد قايد عبدالله البالغ من العمر 33 عاماً متزوج وأب لطفلين، من مدينة الحديدة شارع الحمدي، يقيم حالياً بمنطقة الحصبة العاصمة صنعاء، يستأجر على حسابه الخاص بـ 20 ألف ريال غرفة والثانية حوّلها لمطبخ وحمّام، مريض بالكبد حسب أوراق الفحص الطبّي ويعمل على دراجة نارية ليسد بعائداتها جوعَ طفلَيه.
عن دور المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية تجاه عوّاد. أكّد أنه لم يتلقَّ أيةَ التفاتة من كُــلّ المنظمات التي سجلت بياناتِه وكلها مُجَــرَّد وعود واستغلال ومتاجرة باسمه وحالته.