عالم الكيل بمكيالين..!! بقلم/ د. سامي عطا
اغتيل رفيق الحريري رئيس كتلة المستقبل في مجلس نواب لبنان “ورئيس وزراء لبنان سابق”.
وكل اغتيال سياسيّ تكون وراءَه أهداف يمكن أن تعرفَ الجهات الضالعة فيه من خلال معرفة المستفيد، ولحق هذا الاغتيال ثورةٌ عارمة على الوجود السوري في لبنان، هذا الوجود الذي تأخر كثيراً في انسحابه، رغم أنه وجود شرعنته إحْدَى قمم جامعة الدول العربية، ومع ذلك تأخر كثيراً في الانسحاب كما أسلفنا، واعتقَدَ المستفيدُ من هذا الاغتيال، أن تهييجَ الشارع اللبناني عبر عملية كهذه سيجبر القوات السورية على الانسحاب، وهذا الأمرُ سيُضعِفُ حزبَ الله والمقاومة اللبنانية، وفاجأنا حزبُ الله والمقاومة اللبنانية بأنها أقوى مما كانوا يخطّطون وأثبتت حرب تموز 2006م ذلك.
المهمُّ في الأمر أن هذا الاغتيالَ السياسيَّ تم توظيفُه سياسيّاً وتحَـرّك العالم عبر قرارات دولية وتشكيل لجنة تحقيق دولية؛ لأن الطرفَ المستهدَفَ هو محور المقاومة والممانعة، وأرادت الجهاتُ التي اغتالت رفيقَ الحريري من خلالها تحقيق مكاسبَ سياسيّة، مع أن المنطق يقول إن الطرفَ الذي تم اتّهامه ليس من مصلحته هذا الاغتيال ولا يفيده بالمرة.
وها نحن اليوم أمام اغتيال صحفي صاحب رأي له وزنُه في الصحافة، بالإضَافَة إلى كونه رجلَ مخابرات، مع ذلك لم يتعامل العالمُ بنفس الطريقة والحماسة، وتشعرُ بأن القاتلَ يحظى بالتدليل والمساعَدة على إخراجه من هذه الجريمة الشنيعة. وعلى الرغم من وجود أصوات غير رسمية تضغط باتّجاه إحقاق العدالة، فمن يا تُرى سينجح المال والمصالح أم القيم؟!!!
** ولكم أن تقيسوا أيضاً الموقف من روسيا بعد قضية رجل المخابرات الروسي والعقوبات الاقتصادية التي اتخذت ضد روسيا على إثرها.