اليمن والتطوراتُ في القدرات العسكرية .. بقلم/ علي القحوم
اليمنُ تمتلكُ جيشاً مفكّكاً وعتاداً عسكرياً ليس بالمتطور.. حيث عمل الأمريكان على تفكيك الجيش تحت مسمى الهيكلة وتعطيل الصواريخ البالستية.. وتدمير هذه المؤسّسة الوطنية والهيمنة على القرار السياسي ونهب ثروات البلد وإغراقه في براثِنِ المؤامرات وافتعال الاختلالات الأمنية والتفجيرات وإذكاء للفتنة وإحياء النزعة المناطقية والمذهبية ونشر ما يسمى بعناصر الإجرام القاعدة وداعش..
في المقابل أتت الثورة الشعبيَّة وأسقطت كُـلّ مشاريع التآمر على اليمن.. وأسقطت رموزَ الظلم والفساد والإجرام والعَمالة.. وتم إغلاقُ الأبواب أمام الوصاية الخارجية.. فمثّل انتصارُ الثورة الشعبيَّة زلزالاً هز المنطقة وأحدث بركاناً فجّر وبعثَرَ مؤامراتِ الأعداء.. وبالتالي تم العملُ على إعَادَة اللحمة الوطنية للمؤسسة العسكرية والأمنية وبناء دولة ذات سيادة.. وهذا كان مزعج للأمريكان فهم لا يريدون يمناً قوياً مستقلاً بل يظل كما كان سابقاً بلداً ضعيفاً مفككاً خاضعاً للوصاية الأجنبية.. ولهذا أُعلن العدوان من واشنطن وظنوا بأن اليمن ستركع في أيام قلائل.. سيما وهم يَرَوْن أن في اليمن جيشاً مفككاً وخلافات ٍسياسية داخلية وأنه ضعيف ولن يصمد أمام عاصفتهم..
كما أن العدوَّ استهان بقدرات الجيش واللجان الشعبيَّة وغامر في هذا العدوان فغرف في المستنقع.. وهو اليوم يكابر ويتكبد خسائر كبيرة وبات العدوان بلا أفق، لا سيما أنه ما بين فترة وأُخْــرَى تتعاظم القدرات العسكرية الدفاعية.. ونشهد صناعات محلية يمنية لأسلحة تعد كاسرةً للتوازن وتشكل مصدرَ قلق وإزعاج وردع للغزاة والمحتلين..
ونحن نقول لهم: ها نحن في العام الرابع من العدوان ماذا تحقّق لكم؟! لا شيء سواء تدمير اليمن أرضاً وإنْسَاناً.. ونحن في المقابل رغم الحصار المفروض على بلدنا براً وبحراً وجواً إلا أننا طوّرنا أسلحتنا الدفاعية.. وتعاظمت قدراتنا العسكرية واستطعنا أن نقصف مطاراتكم ومواقعكم الاقتصادية والعسكرية في عمق عواصمكم والقادم أعظم والأَيَّـام المقبلة حبلى بالمفاجئات..
وبالتالي تطورات الصناعات الدفاعية اليمنية هي ذاتية وهي بأيادٍ يمنية بحتة وبأفكار وعقول يمنية.. ففي الجيش اليمني واللجان الشعبيَّة من الكوادر التي تستطيع أن تفكر وتطور وتعمل وتصنع.. سيما والعدوّ بدأ في العدوان بشكل جنوني وقصف بآلاف الغارات الجوية وحاصر البلد براً وبحراً وجواً.. واستجلب المرتزق وعناصر القاعدة وداعش وشركات القتل والإجرام بلاك ووتر وغيرها والجنجويد السودانيين ودنس أرضنا ونهب ثرواتنا.. وأمام هذا كله يحتم علينا هذا الواقع أن نبتكرَ وأن نصنعَ وأن نطوِّرَ ما لدينا من أسلحة لكي ندافعَ عن بلادنا وكرامتنا واستقلالنا..
في المقابل قائدُ الثورة الشعبيَّة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله أعلن في أَكْثَـر من خطاب عن أنه إذَا استمر الأمريكي والسعودي والإماراتي في عدوانهم على اليمن فإنَّ لنا خيارات مفتوحة.. ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجرامهم واحتلالهم لبلدنا.. وهذا ما تحقّق فهناك تطورات لافتة سيما ونحن في العام الرابع في الصاروخية وفي القوات الجوية والبحرية والبرية.. وقد بدأت بالقصف لأهداف استراتيجية ووصلت إلى عمق عواصم دول العدوان كالرياض وأبو ظبي.. وقد تابعنا قصف بالصواريخ البالستية بعيدة المدى.. وكذلك غارات للطيران المسير وقصف للبوارج الحربية.. فمستقبل المعركة واضح أن أصحاب الأرض والقضية هم من سينتصرون بإذن الله.. سيما ونحن نمتلك العزيمة والصبر وقوة الارادة؛ لأنَّ الأرضَ أرضنا والقضية قضيتنا لن نحيد ولن نكل ولن نمل من الدفاع عن أرضنا وكرامتنا واستقلالنا مهما كان ومهما كانت التضحيات.. وقد ضحّينا بما ضحّينا من أجل كرامتنا واستقلالنا وديننا وأرضنا وعرضنا نأبى الضيمَ والقهرَ والإذلالَ وحياةَ الامتهان..