قصة الحاجة سعادة أُمّ عامل في الميناء استهدفهم العدوان في ثلاثة ملاجئ واستقر بهم الأمر في صنعاء
يحيى الرباط:
بدأت معاناةُ سُعادة و28 مليون يمني في الـ 18 من أغسطس 2015، عندما شنّ العدوان السعوديّ الأمريكي أولى غاراته على ميناء الحديدة الشريان المُغذي لسكان المدينة واليمن، ودُمّر خلال القصف أكثرُ من رافعة ومستودع على رؤوس المدنيين والعاملين فيه، كما سعى لفرض حصارٍ مطبّق وحربٍ ترهيب وتجويع.
بالقرب من بوابة الميناء كانت تسكُنُ الحاجة سُعادة مع أسرتها وابنها المعيل الوحيد لهم والذي كان يعمل في الميناء ضمن 1500 عامل، قبل أن يستهدفهم العدوان السعوديّ الأمريكي ويقطع عيشهم ويشردهم، مما اضطر الحاجة وأسرتها لمغادرة بيوتهم؛ بحثاً عن مأمن ومَصْدَر رزق آخر ولكنّهم تعوّدوا البحر ولا يجيدون العيش بعيداً عن رائحة الملح والهواء الرطيب في سواحل الحديدة. فنزحت الأسرة في بداية الأمر إلى ميناء الاصطياد السمكي، وهناك عمل ابنُها المعيل لهم في حراج السمك.
ثلاثة أعوام وأكثر وسعادة وأسرتها صامدون والعدوان يكثّف من وحشيته على المدينة تجويع وترهيب وحصار بري وبحري وجوي وفرض حالة من العزلة وجرائم قتل وإبادة، ويوماً فيوماً تتفاقم المعاناة وتزداد المأساة ويضيق الحال بسعادة وأهل الحديدة، وفي الثاني من أغسطس مساءً، ليلة قصف الحراج وبوابة مستشفى الثورة. وفي هذه الليلة الدامية في تأريخ الحديدة أزهق العدوان فيها أرواحَ عشرات الشهداء ومئات الجرحى بعدة صواريخَ طالت حتى المارة.
تقول سعادة: نجونا بقدرة قادر من وسط مساكننا التي كانت تحترق بنيران الغارات وبمساعدة عاقل الحارة نزحنا ليلتَها على باصات إسعاف إلى مدينة (المراوعة)، وما أن حطينا رحالنا هناك جوار مستشفى كمران إلا ونفس العدوان يلاحقنا وبذات الصواريخ التي نجونا منها بأعجوبة.
تضيف سعادة: في اليوم الرابع على نزوحنا أمطر الطيران السعوديّ مستشفى كمران بعدة صواريخ سوّت المبنى بالأرض واستشهد معظمُ من فيه، ونجونا منها بأعجوبة، وأُصيبت إحْدَى بناتي بحالة نفسية.
وتُكمِلُ الحاجة سعادة: بعدها اضطررنا إلى النزوح ثانية ومنها توجهنا إلى صنعاء واستقر بنا الوضعُ هنا وكما ترى، ها نحن نفترش الرصيفَ ونلتحف المطر ونقتات الصبر!
عن دور المنظمات الدولية والمحلية، أكّـدت سعادة وأُسرتها أنهم يتلقون مساعدات من الهيئة العامة للنازحين، غير أن بقية المنظمات الإغاثية تجاهلتهم.
كما أكّـدوا أنهم بحاجة إلى مساعدة إيوائية، خَاصَّـة وقد تضرروا من هطول الأمطار فليس لهم ما يقيهم منه.
النازحة سُعادة أحمد هيج، البالغة من العمر 70 عاماً من مدينة الحديدة (البيضاء الغربية)، أُمٌّ لثلاث أُسَر أيتام، مكونة من 6 نساء وابن.
تسكن حالياً رصيف مدرسة عصر. العاصمة صنعاء.