مرتزقة الاحتلال الإماراتي يفجّرون مسجد الفازة التأريخي في مديرية التحيتا بعد 1400 عام من تشييده
المسيرة| الحديدة:
لا يقتصرُ العدوانُ على اليمن على الجانب العسكري والاقتصادي فحسب، بل أخذ منحنياتٍ أُخْرَى طالت الجوانبَ الثقافية والأدبية والتراثية وتدمير كُـلّ ما يتعلق بالحضارة اليمنية التي يتعدى عمرها آلاف السنين مقارنةً بدول العدوان السعوديّ الإماراتي التي لم تتعدَّ عقوداً من الزمن على نشوئها في صحراء الجزيرة العربية.
ومنذ بدء العدوان في الـ26 مارس 2015 يواصل النظامان السعوديّ والإماراتي، قصف المعالم الأثرية في اليمن شملت مدينة صنعاء القديمة وعرش بلقيس في مأرب وقلاع وحصون حراز الأثرية واستهداف مدينة شبام كوكبان الأثرية بالمحويت بالعديد من الغارات التي دمّرت المنازل فيها والمشيدة منذ أكثر من 800 عام، بالإضافة إلى نهب كُـلّ الآثار والتحف القديمة والمخطوطات من جزيرة سقطرى من قبل الاحتلال الإماراتي وعرضها في متحف اللوفر بأبو ظبي كآثار إماراتية.
وقالت مصادر محلية بمحافظة الحديدة، أمس الثلاثاء، إن مرتزِقةَ الاحتلال الإماراتي من عناصر القاعدة المنضوين ضمن ما يسمى ألوية العمالقة قاموا، أمس الأول الاثنين، بتفجير وهدم جامع الفازة التأريخي الذي يقدر عمره بأكثرَ من ألف وأربعمائة عام؛ بحُجَّة وجود قبر داخله.
وأوضحت المصادر أن الجماعات الإجرامية والتي تشارك في معارك الساحل الغربي لصالح الإمارات دمّرت جامع الفازة الأثري بواسطة متفجرات “ديناميت” وحوّلوه إلى تراب، متذرّعين بوجود قبر لشخصية دينية يقصُدُه الناس في المنطقة وهو ما يعتبرونه مخالفاً للدين وفق معتقداتهم.
ويقع المسجد على بُعد أمتار من ساحل البحر الأحمر في مديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة، ويعد أحد أبرز المعالم التأريخية في المنطقة، وترجّح مصادر تأريخية أنه بُني في العهد النبوي واستقر فيه الصحابيان معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري قبل أن يتفرقا الأول باتجاه تعز والآخر باتجاه مدينة زبيد، ويتكون المسجد من ثلاثة قباب بيضاء، ويحيط به سورٌ مبنيٌّ من الحجار، إضافةً لمنارة صغيرة، ويطل بشكل مباشر على مياه البحر، وظل منذ بنائه مقاوماً للملوحة، ويرتاده الزائرون من حين لآخر كمَعْلم أثري بارز.
وأظهرت صور المسجد الذي استهدفته الجماعات السلفية المتطرفة وقد سُوِّيَ بالأرض وأصبح مجرد أطلال، ما أثار سخطاً كبيراً لدى المثقفين اليمنيين والمهتمين بالتراث.