دلائلُ وأبعادُ أزمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي .. بقلم/ أحمد محمد الدفعي
عندما ظهرت أزمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا تبين النفاق الذي يخيم على دول العالم، بسبب قتل ذلك الصحفي، فكيف يضج العالم على هذه الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق شخص واحد ويسكت عن مئات الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي بحق الآلاف من أطفال ونساء اليمن، على مدى أربعة أعوام متتالية؟
وهذا يُنبِئُ أن تحرك دول العالم بهذا الشكل، ليس حباً في شخص خاشقجي ولا هي مشاعر الإنسانية التي حرّكت دول العالم، بهذا الضجيج غير المسبوق، ولَكن طمعاً في حلب المزيد من الأموال السعودية، حتى أننا رأينا تزاحمَ الأيدي الحالبة بشكل كبير حول الضرع السعودي.
وبعد أن رأت السعودية أنها حُشرت في زاوية حرجة، دفعها إلى أن تفتحَ ملف تحقيق داخلي؛ للخروج من المأزق، الذي وقعت فيه، وعندما أعلنت السعودية أن التحقيقات أظهرت وفاة خاشقجي، بادرت بتقديم الناطق الرسمي باسم تحالف العدوان سابقاً، نائب رئيس هيئة الاستخبارات السعودية، العميد أحمد عسيري، كبشَ الفداء، وحمّلته المسئولية عن هذه الجريمة، ولم يسعف العسيري مكانتُه الكبيرة عند ولي العهد، ولا حتى منصبه الذي لا يستهان به؛ كونه نائب رئيس هيئة الاستخبارات.
ما نريد الوصول إليه هو كيف سيكون الحال مع المرتزِقة والخونة العملاء اليمنيين، الذين خانوا شعبهم وقاتلوا في صف العدو بكل الوسائل، عند حدوث ضغوط على النظام السعودي تُجبره على إيقاف العدوان على اليمن، سواء ضغوط عسكرية يقدم عليها الجيش واللجان الشعبية بكل وحداتها، وعلى رأسها الوحدة الصاروخية، والبحرية، وهذا من المؤكد قادم لا محالة، أو ضغوط دولية تُمارَسُ على السعودية، بتقديم ورقة حقوق الإنسان، وستكون الضغوط بشكل أكبر من قضية خاشقجي، وهذا لن يكون إلا بعد تعنت السعودية أو عجزها عن تقديم الأموال التي تقدمها مقابل الصمت الدولي، عن تلك الجرائم.
ومن المؤكد والواضح أن المرتزِقة هم كبش الفداء في ذلك، وعليهم أن لا يفرحوا كثيراً، فالسعودية ستسعى بكل جهد إلى تجميد الأموال التي امتلكها المرتزِقة ثمناً لدماء اليمنيين، سواء من السعودية أو التي امتلكوها بسبب فسادهم وهيمنتهم على موارد الشعب اليمني، ومن ثم تقديمهم إلى حبال المشانق؛ لأنَّهم السبب الأول في حدوث كُلّ جريمة، بحق الشعب اليمني،
وهذا بدأ جلياً منذ فترة، عندما يرتكب طيران العدو السعودي جريمةً، يسعى مسئولو العدو، إلى إلقاء كامل المسئولية على المرتزِقة، وعلى رأسها جريمة الصالة الكبرى بصنعاء، وغيرها من الجرائم.
وإذا كانت السعودية قدّمَت أحد كبار المسؤولين السعوديين فداءً لخروجها من مأزق، بسبب مقتل شخص واحد، وزجَّت به داخل السجن ومحاكمته، ويمكن إعدامه، رغم أنه أقدم إلى ارتكاب الجريمة بأمر من القيادة السعودية، فما بالك بمقابل خروجها من مستنقع وقعت فيه، بقتل وتجويع شعب بأكمله، والمرتزِقة هم من يفتحون الطريق للعدو ويرفعون له الإحداثيات لقتل الأبرياء.
ولا نستبعد أن يأتي اليوم الذي تقومُ فيه السعودية بتسليم كُلّ الخونة والمرتزِقة الذين احتضنتهم كغطاء لعدوانها على الشعب اليمني، ولتمرير مشاريعها التدميرية في اليمن إلى الأحرار في صنعاء.
ولا نستبعد أن نراهم على حبالِ المشانق وسط ميدان التحرير.
وإن غداً لِنْاظرهِ قريْب.