نفاق العالم.. بين خاشقجي وأطفال اليمن .. بقلم/ أيمن محمد قائد
استثمرتِ السعوديّةُ مبالغَ خياليةً بقيمة خمسة مليارات دولار شهرياً، في الحرب على اليمن، وشنّت أكثرَ من 100 ألف غارة جوية، حسب ما ذكره تقريرٌ لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، إلا أن السؤالَ الذي أصبح يشغلُ بالَ الرياض وحلفائها الآن هو كيفيةُ الخروج من اليمن؟.
وخلّفت هذه الحرب من الأطفال حسب إحصائية للمركز القانوني منذ اندلاع الحرب أكثرَ من 3057 شهيداً من الأطفال، فيما ما يقارب 2869 جريحاً من الأطفال جراء الغارات الجوية من قُــوَّات التحالف، وفي إحصائية وزارة حقوق الإنسان المتعلقة بضحايا المدنيين جراء الحصار المفروض على اليمن، حيث وثّقت الوزارة أكثرَ من 247000 حالة وفاة لأسباب مختلفة من الأطفال جراء الحصار، كما ذكر مكتبُ الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تقاريره أن في اليمن تسجل حالة وفاة لطفل كُـلّ عشر دقائق جراء الحصار أَوْ بسببِ القصف المباشر للغارات الجوية، كما أنه ومع انتهاء العام الدراسي للعام السابق، أوضحت التقاريرُ أن ما يقارب 4.5 مليون طفل لا يستطيع حضور المدرسة.
غير أن هذا العددَ الهائلَ من الأطفال الذين قضوا نحبَهم جراء هذه الحرب، وتحطم مستقبل البقية ممن عاشوا لم يحرك ساكناً أمام الرأي العام العالمي؛ بسببِ الإعلام الموجّه والذي يتقاضى من السعوديّة ملياراتِ الدولارات من أجل أن يغُضَّ الطرفَ عن ذلك، في حين قامت الدنيا ولم تقعُدْ جراء أهون جرائم السعوديّة بقتلها أحدَ الصحفيين في مقرِّ بعثتهم الدبلوماسية في اسطنبول، ولعلَّ ما أريدُ به حقاً هو تحويل خاشقجي إلى البوعزيزي لاستكمال المرحلة الثالثة من خلق الشرق الأوسط الجديد، خصوصاً وقد أُنهكت السعوديّة في حربها على اليمن واستنفدت جزءً كبيراً من مخزونها النقدي في ذلك!.
كُلُّ هذه الضجة الإعلامية المهولة، ليست سوى ورقة استفزاز للطرفاء من أجل تحقيق مصالح مشتركة فيما بينهم، ولا تمُسُّ هذه الحملةُ مصطلحات حقوق الإنسان بصلة، فأين غابت مصطلحاتُ حقوق الإنسان ولا يزال تحالُفُ العدوان يفرِضُ الحصارَ التامَّ على شعب اليمن، ولا زال أكثر من 3. 3 مليون في اليمن بلا مأوى جراء آلة الحرب المعتدية فارين من ديارهم؛ بحثاً عن الأمان من طائرات F16 التي تستهدفُ الأحياء السكنية للمدنيين، والتي لا تزالُ أطلالُ المستشفيات والمدارس المدمّرة ماثلةً للعيان، حتى المقابر لم تسلم!!.
ما يُحزِنُ حقاً هو غيابُ مصطلحات الإنسانية التي كان العالم يتغنّى بالحفاظ على حقوق الإنسان والحيوان، وغياب إنسانية وقومية الشعوب العربية، بل وغاب تضامُنُ الشعوب الإسْـلَامية معنا، حيث تبين أرقام صادرة عن الأمم المتحدة أن أكثرَ من 21 مليون شخص – أي ما يشكل 82% من السكان تقريباً – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، من بينهم سبعةُ ملايين شخص يواجهون المجاعة، في حين كان أهل اليمن هم أولَ من يتضامن مع الشعوب المنكوبة في سابق الأيام!!
فهل يا ترى أصبح العالم منافقاً إلى هذا الحد؟! أم أن الإعلام الموجَّة الذي تتحكم به قوى الشر هو من يغيِّبُ عينَ الحقيقة عن الرأي العالمي؟!.
وهل حقاً لا يعي المسلمون في الدول العربية والإسْـلَامية المجاورة ما يعانيه أبناء اليمن؟!.. أم أن الخديعةَ الكاذبةَ قد طغت على بصيرتهم بأنها حربُ سُنة وشيعة لإنقاذ بيت الله الحرام من أهل اليمن؟!
الدورُ المعوّلُ به لهذا الشأن يقعُ على عاتق النشطاء من الحقوقيين والإعلاميين الشرفاء في خارج الوطن؛ لإظهار الحقيقة التي حجبتها قوى الشر للعالم، ودعم القيادة السياسية في الداخل لجهودهم من خلال تذليل كافّة الصعوبات في الحصول على المعلومات الموثّقة وما من شأنه إيصال الحقيقة للعالم.
حفظ اللهُ اليمنَ من كيد الكائدين، وحقن اللهُ دماءَ اليمنيين، عاشت اليمنُ حرةً أبيةً موحَّدةً، ولا نامت أعينُ الجبناء.