أسرة كربلائية من حرف سفيان .. بقلم/ صالح مقبل فارع
الوالد مقبل حسين جمينة رجل طاعن في السن ولكنه مؤمن تقي وصابر محتسب وفوق ذلك مبارك، إذَا حَلَّ ضيفاً علينا في يوم من الأيام يستقبله ربي قبلنا بالمطر.
وعندما جاءت المسيرة كان هو وأولاده من الملتحقين بها، والسباقين في التضحية والعطاء، فقد استُشهد أربعة من أبنائه في سبيل الله ومختلف الحروب تاركين وراءهم أسرهم الأربع ليعيلهم هذا الرجل الذي لم يعد يقوَ على شيء يفعله.
أما أولاده الذين استُشهدوا فهم:
عبدالله كان بطلاً وشجاعاً، بعد الحرب الأولى لم يستطع أنصار الله في حرف سفيان وضواحيها من فتح مقر لهم؛ خوفاً على أرواحهم ففتح لهم عبدالله هذا بيته تحدياً للدولة، فكان بيته ملاذًا وحيداً ومجمعاً لأبناء مدينة الحرف والقرى المجاورة لها يقرأون فيه الملازم ومحاضرات السيد، فبه استبصر أَكْثَـــر الشباب، وبسببه انطلقوا مجاهدين في سبيل الله.
وفي الحرب الرابعة انطلق عبدالله مجيبا ًداعي الله وملبيا لابن رسول الله فجاهد فيها حتى استُشهد سلام الله عليه.
أما أخوه حسين فقد لقي الله شهيداً في الخامسة.
والتحق بهما أخوهما يونس في السادسة.
وكان لكل منهم زوجة وأولاد فتكفل برعايتهم جدهم مقبل وظلوا في كنفه ورعايته ولكبر سنه “٧٥ سنة” وعجزه عن العمل ساعده على رعايتهم ابنه إبراهيم الذي بشبابه استطاع أن يحتوي كُـلّ أبناء أخوته الشهداء ويجمعهم من جديد ويلم شملهم بعد أن تفرقوا.
ولكن ما إن أتى العدوان لم يرضَ بالمقام بين النساء والقعود مع الخوالف، فقد انطلق مجاهداً في سبيل الله والدفاع عن الوطن في مختلف الجبهات وكان آخرها في جبهة الساحل الغربي.
واليوم التحق إبراهيم بإخوته الثلاثة عبدالله وحسين ويونس شهيدا بعد أن زفته الملائكة إلى الرفيق الأعلى ليستقر هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
سلام الله عليكم ما أعظمكم وما أعظم عطاءَكم!.