السعوديّة المؤتمر وقطر الإصلاح .. بلقم/ عبدالكريم الشهاري
من أراد أن يعرف أين ستنتهي الأمور في المنطقة فعليه بالعودة إلى الأنموذج اليمني في العقد الأول من هذا القرن وعليه أن يعتبر أن السعوديّة تمثِّلُ المؤتمر وأن قطر تعبر عن الإصلاح حينها وتركيا هو اللقاء المشترك في المعادلة.
عندما أراد الله أن يتنفسَ اليمنيون أريجَ الحرية ويتخلصوا من الجمهورية الرابعة الإخوانية العفاشية كان لا بد من المواجهة بين شقَّي السلطة والنظام الحاكم المؤتمر والإصلاح لم يكن الخلاف مبرّراً وَقْتَـها، حيث أن الكيانين ما هما سوى وجهين لعُملة واحدة، لولا معادلة الجيل الثاني ودخوله في استعادة رصيده وبعده عن حكمة وسياسة الآباء.
كان جبروتُ المؤتمر في البداية للاستئثار وتوسل الإصلاح بالوسائل الديمقراطية عبر دعم شخصية كفيصل بن شملان للرئاسة واختلف الوضع بعد ثورة فبراير، فاستطال غرور الإصلاح ولم يسمعوا لصوت التصالح الصالحي وآثروا أن يخرقوا السفينة غير آبهين.
وعلى نفس المنوال تجبر النظام السعوديّ ضد القطريين وتكبّروا ولم يسمعوا لتوسُّل قطر وهي تناشدهم القُرْبَى والرحم الآن تمارس قطر حَــقَّها في الرد الذي سيزيد من استكبار النظام السعوديّ وغروره ليقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولاً.
في اليمن كان البديل الشعبي جاهزا، فالمؤتمر والإصلاح لم يكونا سوى مسميات لنخبة فاسدة تحتكر العمل السياسي وَالمتابع للشأن اليمني والزخم الجماهيري الذي كان يتمتع به أنصار الله (خَاصَّـة إثر قيام سلطة المبادرة) في المحافظات الشمالية والمسيرات المليونية التي كانت تجوب صنعاء في كُــلّ مناسبة منذ العام 2012 كان يدرك أن الشعب قد وجد القيادة الحكيمة ممثلةً بالسيد عبدِالملك قائد الثورة وأن في اليمن كان هناك (سلطةٌ بلا شعب وشعبٌ بلا سلطة)، فكان الإجهازُ على سلطة المبادرة بعد أن عجز شقَّاها المؤتمر والإصلاح في لملمة شتاته هو انتصاراً طبيعياً للخيار الشعبي على رفاق السوء من النخب السياسية الفاسدة العميلة للخارج.