لن ننحني خنوعاً ولن نموتَ جوعاً! بقلم/ الشيخ عبدالباسط سران
تُعَدُّ الحربُ الاقتصاديةُ علَى اليمن من أقذر أشكال عدوان التحالف الإجرامي الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني المستمرّ للعام الرابع علَى التوالي وفيه يتبين مدى الانحطاط الأَخْلَاقي لمن يقومون بهذا العدوان وسقوطهم الشامل السياسيّ والقانوني والإنْسَاني.
فمنذ اليوم الأول لشنّ عدوانهم أطبقوا الحصار البري والبحري والجوي وعلى نحو جائر وظالم، محوّلين اليمن إلى سجن كبير وساحة للإبادة الجماعية بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم الذكية والغبية الأمريكية البريطانية الغربية الإسرائيلية، مرتكبين أبشع الجرائم ضد شعب حضاري عريق مسالم لم يحصل أن اعتدى على جيرانه أَو أية دولة في هذا العالم لا قديماً ولا حديثاً، بل علَى العكس من ذلك كان ولا يزال ملاذاً آمناً ومَصْدَرَ خير لأشقائه وجيرانه في الجزيرة العربية والخليج والقرن الأفريقي والعرب والمسلمين والبشرية كلها ليس هذا فحسب وإنما مَصْدَر إشعاع حضاري ومعرفي وتأريخي عبر آلاف السنين حتّى صارت الكثير من الشعوب والقوميات تفخر بجذور انتمائها لهذا البلد والشعب الشجاع والكريم والأصيل الذي لم يخضع ولم يركع ولن يقبل الذل ولن يسمح للغزاة المستعمرين باحتلال أرضه أَو النيل من شموخه وكبريائه.
كُــلُّ هذا تؤكّـده حقائقَ التأريخ والجغرافيا ويجسّده اليوم في ملحمة صموده الأسطوري العظيم في وجه قوى الغي والطغيان الامبريالي الرجعي الأمريكي السعوديّ الصهيوني الذي لم يكتفِ بقتل اليمنيين بأسلحته الفتّاكة والمحرّمة دولياً بل وبالتجويع الممنهج من الحصار الجائر إلى نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى ضرب العُملة اليمنية كإحْدَى صور حربه العدوانية التي طوال سنواتها تستند إلى قُــوَّة الشر والاستكبار العالمي أمريكا وإلى مالهم النفطي المدنس الذي اشتروا به المجتمع الدولي المنافق وكل المنظّـمات التابعة وغير التابعة للأمم المتحدة وكذلك أنظمة ووسائل إعْلَام.. وهذا كله ضاعف قذارة عدوانهم علَى شعب فقير بفعل التآمر السعوديّ عليه طوال تأريخه المعاصر حتّى صار اليمانيون مجمعين على اعتبار النظام السعوديّ عدواً تأريخياً لهم وأَدَاة مُعيقة لأمنهم واستقراهم وبناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الموحّدة المستقلّة والحديثة.
اليوم تنكشف كُــلّ الخيوط المؤامرة وأوراق العدوان لكل أبناء شعبنا ويتأكّــد بشكل جلي لا لبس فيه حتى لأولئك الذين انخدعوا بمواقف تلك النخب السياسيّة الفاسدة والعميلة صاروا علَى يقين أن لا هدفَ لهذا العدوان سوى إبادة اليمنيين بشتى الوسائل وأبشعها التجويع، وهي في هذا لا تستثني أحداً، وما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة من احتجاجات ومظاهرات وعصيان مدني ضد قوى الاحتلال ومرتزِقته ما هو إلّا مؤشر على أن طوفان هذا الشعب الصابر الصامد سوف يجرف الغزاة والمحتلّين وأذنابهم، مطهراً تُربة هذا الوطن من دنسهم، ملقياً بهم إلى مستنقعات التأريخ العفنة عما قريب، وهذا كله بفضل صمود اليمانيين المؤمنين الواعين لحقيقة هذا العدوان وعدالة القضية التي يقدّمون التضحيات من أجل انتصارها، مقدمين قوافل الشهداء يومياً؛ دفاعاً عن السيادة واستقلال وعن الأرض والعِرض، وفي طليعتهم منتسبو الجيش واللجان الشعبيّة.
ومما سبق نخلص إلى القول: إن شعبَ الحكمة والإيْمَـان ما كانَ يوماً أَشِراً ولا بَطِراً إنما مدافعاً عن نفسه وحقه بإمساك زمام قراره بيده والتخلّص من أزمنة الوصاية والهيمنة، مهما كلفه ذلك من ثمن ولن تجديَ سياسة التجويع التي لجأ إليها العدوان بعد أن مُنِيَ بالهزائم في كافة الجبهات ولم تنفعه أسلحته الفتاكة، سيهزم في مؤامراته الإجرامية المتمثلة بالحرب الاقتصادية الهادفة إلى استكمال حربٍ لإبادة بإماتة اليمنيين جوعاً.
ويبقى التأكيدُ هُنا أن شعبَنا الذي صبر وصمد أمام هذه الحرب الشاملة وصنع انتصاراتٍ أشبه بالمعجزات سوف يواجِهُ الحربَ الاقتصاديةَ بمزيدٍ من الاصطفاف والتكاتف والتضامن والتلاحم وسيحرق آخر ورقة يلعبها تحالف الإجرام ويلقي بآل زايد وبآل سلول في جحيم أفعالهم التي تجاوزت كُــلَّ الحدود لن يتركَكم شعب أبي وعظيم أن تُميتوه جوعاً وسينتصر؛ لأنَّ الحقَّ معه والباطل مُزال!!