الشعب اليمني بين معركة التحرر وعواصف التطبيع مع الكيان الصهيوني .. بقلم/ مرفق يحيى مرفق
لطالما كان الشعبُ اليمني يرعى الجميلَ والاحترامَ والود، وهي من عاداتنا وقيمنا المستمدة من كتاب الله ونهج رسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأعلام الهدى عليهم السلام، كنا نبادل الوفاءَ بالوفاء مع الشعب العُماني وموقفه من العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا وموقف قابوس المرتمي في أحضان اليهود والنصارى غير المتحالف مع آل سعود، لكن تبين الحق من الباطل والنفاق من الإيْمَـان ونحن في زمن كشف الحقائق والإثباتات.
دولُ الخليج هرولت إلى إسرائيل وبادرت بالتطبيع مع الكيان الغاصب ومحاولة طَمْس القضية الفلسطينية والاستسلام لطاولة المفاوضات لبيع المقدسات الإسْلَامية وعلى رأسها القدس الشريف بما تسمى “صفقة القرن” ملوك وأمراء الصحراء أبدوا ترحيبهم بها وتنفيذها ليستقروا في مناصبهم المذلة الذي أصبحت أغلبها على المحك في حال لم يطبّعوا وينفّذوا مُخَطّطات عدو الأُمَّـة.
فالموقفُ العماني ظل مبهماً في كثير من المواقف، وهو ما جعل الكثيرَ من الأحرار يظنون به خيراً، إذ هو ليس راضياً عن كُـلّ ما يفعلونه في المنطقة من تحالفات مع أعداء الأُمَّـة العربية والإسْلَامية، لكن كشف قناع العمالة والانبطاح بزيارة رسمية لرئيس كيان العدوّ الصهيوني نتنياهو إلى مسقط واستقبال رسمي من السلطان ودولته وهو ما لم تقُم به أية دولة خليجية، إذ أن هناك تدرجاً في التعامل والتطبيع والترحيب مع العدوّ الصهيوني وصدق المَثَل اليمني “نار من تحت رماد”.
لا يشرفنا كشعب يمني أن نتودّدَ أَو نُكِنَّ الاحترام ممن وضع يدَه في يد اليهود، ونجعل من مسقط محطه للتواصل مع العالم لوقف العدوان على شعبنا اليمني الصامد.
بل نطالب الوفد الوطني للعودة إلى العاصمة صنعاء الشامخة الأبية التي لم تركع لأي غازٍ أَو محتلٍّ والتفاوض من موقع القُــوَّة والثبات والصمود والتحدي الذي يقدم قوافلَ من الشهداء العظماء من أجل عزتنا وكرامتنا وقيمنا الدينية وموقفنا الثابت من القضية الفلسطينية وأنها تشكل البوصلة في العِداء لعدو الأُمَّـة التأريخي.
ها هو سلطانُ عُمان قابوس يستقبلُ رئيسَ وزراء العدوّ الصهيوني بزيارةٍ غيرِ مسبوقة وبشكل رسمي وترحيبٍ من دولة عمان، يجب أن نحذر ونأخذ الحيطة منهم؛ لأنَّهم في خندق واحد وصفٍّ واحد ضد هدف واحد وهو القضاء على الشعب اليمني ومشروعه القُــرْآني العظيم، وتبين أن ذلك الود والتقرب إنما هو خدْعة لنستسلمَ ونقبلَ بأي تنازل عن كرامتنا وعزتنا واستقلالنا وحريتنا، والوساطة للإفراج عن محمود الصبيحي أَكْبَــرَ برهان، فمِن عناية الله لنا ورعايته أنه أظهرهم على حقيقتهم وكشف أباطيلهم، فمن المستحيل أن يرضَوا عنا ما دُمنا ننكِّلُ بهم ومرتزِقتهم في جبهات العزة والشرف والبطولة إلّا إذَا قبلنا وتنازلنا عن قضيتنا ومشروعنا، وهو ما حذّر منه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه وقال “والله لأن نتحولَ إلى ذرات تبعثر في الهواء أشرف الينا وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك الطغاة المستكبرين المفسدين في الأرض، هذا الذي لا يكون ولن يكون”.
لطالما كان الموقفُ من الكيان الصهيوني معياراً لكل شيء، فالكيانُ الإسرائيلي شر مطلق وخطر يهدّد الأُمَّـة العربية والإسْلَامية ولن يزولَ إلّا باستئصاله والقضاء عليه.
فالشعوبُ لن ترضى بما يعمله حكامُها من الخنوع والذل والانبطاح لأمريكا وإسرائيل وستثور، حينها لن يتوقف هذا الطوفان إلّا باقتلاع عروشهم ومؤامراتهم وكيانهم الغاصب ويعود الحق لأهلة مهما طال الأمد وذلك قريب بعد القائد القُــرْآني الرباني الحيدري الشجاع السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.