بعد استهداف العُملة ونهب الموارد: حكومة المرتزِقة تُغرِق اليمن بالديون
المسيرة | خاص
تواصِلُ حكومةُ المرتزِقة مضاعَفةَ الكارثة الاقتصادية على الشعب اليمني، فبعد أن تسببت في تراجع قيمة العُملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة ودمّرت الاقتصاد اليمني ونهبت مقدرات البلاد وثرواتها، تتخذ اليومَ خطوةً كارثية بطرح أوراقٍ مالية مرتفعة الفوائد لاقتراض مبلغ 100 مليار ريال؛ بحُجة تغطية عجز “الموازنة” التي لا أحد يدري عبر أي مجلس نواب تم إقرارُها!.
وبحسب الموقع الرسمي لحكومة المرتزِقة التابعة للعدوان، فقد وافقت الأخيرة، هذا الأسبوع، على طلب قدّمته وزارة المالية فيها، لتفويض البنك المركزي في عدن باقتراض مبلغ 100 مليار ريال، أي ما يعادل 143 مليون دولار، من خلال إصدار شهادة إيداع بنسبة فائدة تبلغ 27%، وسندات حكومية بنسبة فائدة 17%، وعقود وكالة، موجهة للبنوك الإسْلَامية.
خطوةٌ تدميريةٌ أُخْــرَى لإغراق اليمن في مستنقع الديون، في الوقت الذي ما زالت البلاد تعاني فيه من كوارث نهب حكومة المرتزِقة لإيرادات النفط والغاز وطباعتها لأكثرَ من 800 مليار ريال بدون غطاء، الأمر الذي تسبّب في انهيار العُملة المحلية إلى أدنى قيمة في تأريخها على الإطلاق.
لم تصرف حكومة المرتزِقة رواتبَ الموظفين من الأموال الهائلة المطبوعة، كما لم تصرفها من إيرادات النفط والغاز التي تسيطر عليها كلياً، ولم يرَ الشعبُ اليمني من كُــلّ ذلك إلا أزمة انهيار سعر الصرف التي ما زالت تفتك بالجميع في كُــلّ المحافظات، بما في ذلك المحافظات الخاضعة لسيطرة هذه الحكومة نفسها، ولا حاجة للتساؤل حول مصير تلك الأموال المطبوعة، ومصير إيرادات البلاد الأُخْــرَى، إذ أصبح الجميع يعرفون ويعترفون بفساد حكومة المرتزِقة، وبالتالي فَإِنَّ الجميع يعرفون أَيْـضاً مصيرَ الـ100 مليار ريال المقترضة.
القرضُ الجديد يوسع مدى الكارثة الاقتصادية نحو المستقبل، وهو المستقبلُ الذي يبدو أن حكومة المرتزِقة باتت على ثقة تامة بأنها لن تكون جزءاً منه، إذ لا تفسير لهذه التصرّفات التدميرية والعشوائية سوى أنها تصرفات “وداع” يُرادُ منها اعتصارُ أكبر قدر من أموال البلاد، بأي شكل وتحت أي مبرّر قبل الرحيل، وهو ما تؤكّــده تصرفات أُخْــرَى كقيام وزراء من الحكومة نفسها – قبل أسابيع – بسحب أموال من حسابات وزارية ونقلها إلى الخارج؛ تحسباً لمغادرة المشهد.
وبين تنفيذ حكومة المرتزِقة لمُخَطّطات العدوان في تدمير الاقتصاد اليمني، وَ”بلطجتها” لتأمين مصالحها الشخصية قبل مغادرة الساحة، تزداد معاناة الشعب ويتسع مجال التجويع، وتزيدُ حكومة المرتزِقة في استهتارها بالمأساة فتحاول توظيفَها أَيْـضاً أمام المجتمع الدولي بكل وقاحة.