الأوائل والمتفوّقون أمام حملة عدوانية مدروسة .. بقلم/ محمد طاهر أنعم
في كُــلِّ عام يقومُ عُـمَــلَاءُ الاستخبارات السعوديّة بتحريك خلاياهم لمحاولة تثبيطِ الطلَبة المتفوقين والأوائل وأصحاب معدّلات التسعينيات؛ بحُجَّـة أن جميعَ الطلاب يحصلون على هذه المعدلات وأنّه ليس بمجهودهم أَوْ ذكائهم أَوْ مثابرتهم.
ولهذا هدفٌ واضحٌ وهو إفقادُ الشعور بالثقة والانتماء.
ومِن المؤسف أن بعض الطيّبين ينساقون وراء هذا المسار العدواني بدون وعي.
لا يكاد يوجدُ طلبةٌ في مستوى التسعينيات من المعدلات إلّا وهم من المجتهدين والأذكياء فِعْــلاً.
ينجحُ بعضُ الغشّاشين والمهملين، ولكن نجاحَهم يكونُ في حدود الستينيات أَوْ السبعينيات، ونادراً جداً مَا يصل أحدُهم إلى الثمانينيات، حتى لو كان الكتابُ مفتوحاً أمامه، وهذا أمرٌ يعرفه التربويون جيّداً.
وبالمناسبة فنسبةُ الحاصلين على معدّلات التسعينيات للعام الدراسي المنصرم (٢٠١٧- ٢٠١٨) هي أقل من ٦ ٪ من الطلبة الناجحين، (وبالتحديد ٥.٩٤ ٪).
وبعدد ٩.٦٦٣ طالباً وطالبة، من مجموع ١٦٢.٧٦٥ ناجحاً، وهي نسبةٌ عالميةٌ منطقيةٌ مقبولة.
أما فوق ٩٥ فعدد ٥٢٩ من الطلبة، وبنسبة ٠.٣٣٪.
كما لا ننسى أن الراسبين هذا العام بلغوا ١٩.٦٣٥ طالباً وطالبة، وبنسبة ١٠.٧٦٪ من إجمالي ١٩٣.٥٢٩ طالباً وطالبة تقدموا لامتحان الثانوية للعام الأخير في ١٤ محافظة يمنية تُشرِفُ عليها وزارةُ التربية والتعليم في صنعاء.
وهناك من الراسبين عدد ٦٥٧٨ من الطلبة تم حرمانُهم وإسقاطهم لأسباب متعددة، منها الغش وانتحال الشخصية واختلاف الخطوط في الدفتر والإجابات الموحّدة في المركَز الامتحاني وغيرها من الأمور.
وكل هذا لا يعني عدمَ وجود غِشٍّ وتجاوزات مستمرّة، ولكن هناك جهوداً جادَّةً تُبْذَلُ؛ للتخفيف منها من ناحية، ومن ناحية أُخْــرَى فعلى أولياء أمور وأصدقاء الطلبة المتفوقين فوق التسعينيات تهنئتُهم وتشجيعُهم؛ لتفوُّقِهم ومثابرتهم، وعدم الانسياق مع محاولات العدوان وأذياله والمغرّر بهم معهم في إفقادهم الثقةَ في أنفسهم، فهم إحدى أهمّ ثروات اليمن.
* رئيس اللجنة العليا للاختبارات