صاروخ بدر1p والنهوض اليماني الكبير .. بقلم/ سليمان عويدين
لقد أمَدَّ اللهُ في حياتنا إلى أن شاهدنا بأُمِّ العين بلادَنا اليمن وَهي تصنعُ صواريخَ بالستية ذكية؛ لتكون ضمن دول قلة نجحت في الوصول إلى هذا المستوى من الإنتاج العسكريّ.. وهذا ما لم يكن يتخيله أغلبُ اليمنيين.
لقد أسقط اليمني بهذا الإنجاز عُقدةَ اليمني الجاهل في نفوس المصابين بها إذَا ما استنبهوا لهذا الإنجاز.. وهذا سيخدم العملَ السياسيّ اليمني على مستوى المنطقة، فلم يكن يتخيَّلُ السياسيّ العربي أن يصنعَ اليمني شيئاً يستحق الذكر.. فما بالكم بشيء يستحقُّ الخوف وَالقلق لأعداء اليمن وَالفخر وَالاعتزاز لأحباب اليمن؟!..
هذا الخبرُ نزل كالصاعقة على تحالف العربان ونزل مدمّراً بشكل مباشر على رؤوس مرتزِقة العربان في الساحل.. حتى صار المرتزِقُ يمشي بأحدث المدرعات وفي أكبر المعسكرات وَالخوف وَالرعب يستحوذُ على تفكيره من دنو أجله إثر صاروخ قد يأتي مباغتاً في أي وقت بصاروخ بدر الذي لا يخطئ الهدفَ أبداً بإذن الله..
إن تأثيرَ هذا الصاروخ قد ينعكسُ بشكل كبير على عملية تحشيد المرتزِقة.. فلم تعد هنالك ثقةٌ عند المرتزِقة بأن الطيرانَ قادرٌ على تمشيط المنطقة المطلوبة ليتقدّم المرتزِقة فيها وَيحتلوها كما كان الوضع سابقاً، فاليوم صار بدر يُخيفُهم في كُـلّ ساعة.. بالتالي صارت المعركة على العدوّ أصعبَ مما كان يتصور وَخسائرُه مضاعفةً وَحشدُه أقلَّ.. وهكذا حتى يستنفدَ منه كُـلّ المرتزِقة في معركة الاستنزاف الطويلة..
وبعيداً عن التأثير العسكريّ للصاروخ وَانعكاسه على المسار السياسيّ.. دعونا نتحدَّثْ عن إلى أين ستذهبُ بنا هذه الصناعات العسكريّة في المستقبل البعيد.. استشراف المستقبل بإسقاط للتأريخ الإنْسَاني.. كيف تبنى الأُمَـم بالتراكم المعرفي وَالخبرات الصناعية وَالإنتاجية..
لو بحثنا عن جواب لسؤال قديم: لماذا أصبح الغرب حاكماً للعالم وَتراجع أمامه المسلمون؟! لماذا تفوق الغرب علينا وقاد عملية التطوير الصناعي وَالتكنلوجي.. فالجواب قد يأتي مختصراً على النحو التالي..
النهضة الأوروبية في القرن الـ 15 وَالـ 16 هي من أَدّت إلى كُـلّ هذا النجاح للغرب.. وكانت بدايةُ النهضة في صناعة السفن وَالصناعات وَمحرّكات الفحم وَالاستكشاف وَتطوير السلاح من المدفعية إلى البندقية وَالوصول إلى صناعة أول رصاصة.
وقد كانت النهضةُ الأوروبية مبنيةً على الصناعات الحربية وبناء أساطيل السفن الكبيرة في وقتها والتي مكّنت جيوشَ الغرب من احتلال المضايق البحرية وَالموانئ البحرية التي مكّنتهم من امتلاك ثروة كبيرة تم استغلالُها جيّداً في عملية التطوير الصناعي وَقرناً بعدَ قرنٍ وَبشكل تراكمي وصل الغربُ إلى ما وصل إليه اليوم..
ولعلَّ أكبر إنتاجات الغرب هي التي خرجت من ضجيج المعارك في الحربين العالميتين الأولى وَالثانية، حيثُ تحوّلت الاختراعات بشكلها العسكريّ إلى الشكل المدني بعد الحرب، وَصارت الخبرات في صناعة السفن الحربية تصنع سفناً تجارية وهكذا في كُـلّ المجالات..
وَالآن لنطرح سؤالاً على أنفسنا: كيف سيتمكّن الإسْلَام من أن ينتصِرَ على الغرب وَكيف تكون التهيئة الإلهية لذلك؟..
والجواب يا سادة يأتي من الأيادي المصنِّعة في التصنيع الحربي.. الجواب من العقول المفكرة وَالمبتكرة التي أوصلت اليمنيَّ إلى أن يأتيَ بما لم تستطعْه أوائلُ العرب..
إن الدولَ الكبيرةَ وَالقويةَ هي التي تمتلك قُــوَّةً عسكريّة تصنعها بنفسها لتكون قادرةً على فرض هيبتها على الجميع، وَها هو اليمني اليوم يذهب باليمن إلى خطوات متقدمة في النهوض الكبير للشعوب وَالأُمَـم عبر التأريخ كما حصل لأوروبا، وإن هذه الورش التي تنتج اليوم السلاح ستنتج غداً المنتجات الصناعية للمستهلكين كما حصل بعد الحربين العالميتين الأولى وَالثانية.. فبعد الانتصار على العدوّ بهذه الأسلحة سيأتي الرخاءُ لليمنيين ليقودوا المنطقةَ إلى حالة الإنتاجية بدلاً عن الاستهلاك، ومن ينتج الطائرات المسيّرة للعمليات العسكريّة سينتج طياراتٍ مدنية للعمل المدني وَالتجاري.. وإن العقول وَالأيادي التي استطاعت أن تنجز كُـلّ هذه الصناعات العسكريّة في فترة وَجيزة وَتحت القصف وَالحصار.. قادرةٌ على تحويل اليمن إلى صين العرب في الإنتاج وَبفترة زمنية قياسية بإذن الله..