الدعوات الأمريكية والمعجزة الصاروخية اليمنية .. بقلم/ صالح مصلح

يتواصل الحديث عن دعوات لإيقاف الحرب على اليمن، وهو ما يبعث للتساؤل: هل وصل العدوُّ الأمريكي إلى قناعة لإيقاف الحرب كما يتحدث وزير الدفاع ماتيس، أم أنها مناورة سياسيّة لها أهدافُها تشبه ما أعلنه كيري، وهو ما عُرف باتفاق مسقط الذي تم توقيعه، وما أن انتهت الانتخابات قامت الإدَارَة الأمريكية بدفنه، مستفيدةً من الذاكرة المثقوبة لدى شعوب العالم وبالأخص شعوب الأمة العربية والإسلامية.

وما يهمنا من تلك التصريحات هو الاعتراف بـ “المعجزة” وهي أن اليمن بسواعد أبنائه وتحت قيادته الحكيمة ممثل بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله استطاع الصمود والثبات في وجه أكبر عدوان كوني لأربع سنوات، وزاد على ذلك بأنه بات بلداً منتجاً للصواريخ البالستية والذكية، وأن الشهيد صالح الصمّاد لا زالت روحُه الطاهرة حيةً بين أوساط شعبه ولم يفارقها إلا جسده، وطائرات صماد 3 المسيّرة وصلت لتقصف مطار أبو ظبي ومطار دبي.

وبالعودة التصريح الأمريكي لوقف الحرب على اليمن، بدا الأمريكي وهو يلعب دور الوسيط ويبعث بعض الرسائل لأدواته النظام السعوديّ والنظام الإماراتي مقتضاها أننا سنضمن لكم حدوداً آمنة وعدم وصول الطائرات المسيّرة إلى مطارات أبو ظبي ودبي، ولكن الواقع الذي يعرفه الجميع أن الأمريكي رأس الحربة في العدوان على اليمن، وقد أشرف وباشر ارتكاب العديد من المجازر الشنيعة والبشعة بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني وأطفاله ونسائه والذي تتجاوز بآلاف المرات بشاعة مقتل الصحفي “خاشقجي”، والأمريكي أيضاً هو من يزود السعوديّة والإمارات بكل وسائل القتل والمعلومات والطائرات التجسسية وغيرها، ولو أراد إيقاف الحرب في اليمن لأتاح المجال وهيأ الفرصة لحوار سياسيّ يمني يمني تشارك فيه كُـلّ القوى اليمنية يفضي إلى حَـلّ يتفق عليه الجميع، فالحل السياسيّ متاح كما أكد ذلك قائد الثورة حفظه الله في خطاباته المتكررة.

كما أن الواقعَ الميدانيَّ يشهدُ زيادةً في وتيرة التحشيد والإعداد لحملة عسكريّة في الساحل الغربي، إضافة إلى غارات الطيران الأمريكي السعوديّ التي لا تفارِقُ سماءَ العاصمة صنعاء وبقية المحافظات ليلَ نهارَ، وبالتالي فلا سبيلَ لإيقاف هذا العدوان إلا سواعد أبناء هذا الشعب ودعم الجبهات واليقظة والجهوزية والتحرك الفعال لصنع المعجزة الثانية وتتويج هذا الشعب بالنصر المؤزر والفتح المبين وطرد المحتل الغازي من كُـلّ شبر بهذا البلد.