القلق الأمريكي المهزوم .. بقلم/ سعاد الشامي
يُحْكَى أن هُناك حرباً شريرة الأَهْـدَاف سوداء النوايا ـ تم إنتاجُها في “البيت الأبيض” بعد تعمُّقٍ طويل ودراسة ممنهجة في مجال القتل والدمار واختراع ما يناسب بشاعتها من عدة وعتاد.
وبعد تلميعها ووضع آخر لمساتها الشيطانية تم تقديمها إلى ملوك وأمراء العهر والإجرام ليحملوها بين جنباتهم ويدفعوا لها الكثير من الأموال الطائلة والجهود الجبارة؛ ليصبحوا عبيداً لها وتحت إمرتها، يثملون منتشين بدماء الأبرياء ويرقصون معاً على الجثث والأشلاء!
ولسوء حظ أمريكا أنها بذلت قُصَارى جهودها وصدرت أخبث طرق تكتيكاتها وأرسلت أحدثَ ترسانة أسلحتها لتحط رحالها على بلاد عرف عنها بأنها أسطورة من أساطير الصمود السرمدي والذي طالما عجز البيان عن نقل بطولاتها وقصر الفكر في وصف تضحياتها..
فاليوم تكتشف أمريكا حجمَ الورطة الملقاة أمام مطامعها ويعتريها القلق ليس القلق المزيف الذي صرّح به وزير دفاعها وإنما قلق الهزيمة والخوف من مقاييس القُـوَّة التي أصبح يتمتع بها أحرار اليمن.
فهل تعتقدون بأن الجلاد يقلقه ويهمه أمرُ الضحية المأساوي؟!
لا وحرمة كُـلّ قطرة دم يمنية سُفكت ظلماً وغدراً.. إن ما يقلق أمريكا اليوم هو أن عصاها لم تعد تفي بغاية الضرب وأن اليمنيين أصبحوا يمتلكون عصا قوية ستكسر حتماً عصا إجرامهم في أية لحظة.
فأمريكا تعلم جيداً بكل المؤهلات والقدرات التي يتميز بها أهلُ اليمن عن غيرهم كأنها كانت مطمئنةً وراكنة إلى مبدأ الوصاية الخارجية والذي كان من أهمّ أولويات النظام السابق والذي ضمن تجميد كُـلّ هذه القدرات لتبقى اليمنُ دولةً ضعيفةً ومنكسرةً ومستهلكةً لا تفقه سوى مد يدها إلى الخارج وبذلك سهل الضحك على أبنائها والسيطرة على خيراتها وعقد العزم على احتلالها!!
وعندما تلاشى من اليمن نظام الوصاية والارتهان للخارج أدركت أمريكا خطورةَ الوضع من خلال النهوض الذي سما إليه حال اليمنيين، فسارعت إلى شن عدوانها وضرب اليمن بيد تحالف النعاج المستعربة على أمل القضاء على مكامِن القُـوَّة فيها وإرجاعها إلى كنف الذل والضعف والانكسار.
ولكن يا ترى هل خطر ببال أمريكا عندما شنت عدوانها بأن الأمور اليوم ستنعكس سلبياً على إرادتها وأن جرائمها في اليمن ستصنع العظماء في زمن الانحدار، وتثمر الأحرار في زمن الارتهان، وتظهر القُـوَّة اليمانية في زمن الضعف والانكسار، وبأنها ستقفُ هكذا قلقةً تدعو غيرها إلى وهم إيقاف حربها، في مغالطة واضحة لذاتها وخساراتها المدوية؟!