خطوات مهمة.. حان الوقت المناسب للقيام بها .. بقلم/ منصور البكالي
ونحن في صدد مواجهةِ العدوان للعام الرابع على التوالي، نحتاجُ إلى البحث عن إجابات لبعض التساؤلات!
أولها: هل من الحكمة أن نمد أيادينا نحو الفُرَقاء السياسيّين داخل المحافظات الحُرّة؛ لتعزيز روابط الأخوّة والشراكة الوطنية بين أبناء هذا الوطن؟ ولماذا لم نفكر باستغلال الطاقات والعقول للثروة البشرية المرتهنة للعدوان، وفئة اللاموقف عبر التقارُبِ معها وتمكينها في بعض الوظائف الخدمية، فنسحب بذلك البساط من تحت أقدام قوى العدوان، ونحد من الاحتقان الشعبي في أوساط أبناء الشعب، ونصنع صورة ذهنية معبرة عن قيم العفو والصفح والإيْمَان بالمساواة والعدالة الاجتماعية.
وكيف يمكننا تقليص أعداد المقاتلين في صفوف العدوان ونحن نسيطر على المحافظات ذات الكثافة السكانية التي تمثل 85 % من سكان الشعب اليمني؟ وهل كلفنا أنفسنا البحثَ عن أسباب التحاق البعض من شبابنا بقوى العدوان والقتال في صفوفهم ضد شعبهم ووطنهم؟ فنعمل على الحدّ من تلك الأسباب وإنهاء البعض منها.
ولربما أن قائد الثورة السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، وقيادة حكومة الإنقاذ الوطني، والمجلس السياسيّ الأعلى، مدركين لأهميّة التحالف مع عقلاء ووجهاء الأحزاب السياسيّة وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي العام وبكل حرص، فلماذا لم نقُم بخطوات شجاعة للتحالف مع عقلاء حزب الإصْلَاح واستقطابهم عبر بعض المناصب والوظائف الخدمية والحقائب الوزارية في هذه المحافظات؟
ولماذا لم نستغل نقاطَ الضعف والاستهداف الممنهج التي يتعرض لها حزب الإصْلَاح وقياداته من قِبَلِ قيادات دول العدوان في المحافظات الجنوب المحتلّة، عبر فتح قنوات تواصل من تحت الطاولة نمهّد من خلالها لمرحلة ما بعد الانتصار على العدوان أَوْ توقّفه؟
وهل الإفراج عن بعض الأسرى والمعتقلين التابعين لحزب الإصْلَاح في سجوننا أحد هذه الخطوات؟ وما هو الفرقُ بين تحالفنا مع حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي والبعثي، إضَافَة إلى حزب الرشاد السلفي وبقية الأحزاب الصغيرة والحديثة عن التحالف المطلوب مع حزب التجمع اليمني للإصْلَاح؟!
ومن هذا المنطلق نحُثُّ الجهاتِ المختصةَ بالإسراع نحو فتح صفحة جديدة مع أتباع حزب الإصْلَاح في هذه المحافظات والاستفادة من طاقاتهم، وإعادة تسليمهم للمكاتب والمقرّات والجمعيات التابعة للحزب، والعمل على تشجيعهم لعقد ندوات ومؤتمرات تنظيمية وسياسيّة يظهرون من خلالها سياساتِهم العامة للتشارك في إدَارَة شؤون البلد، وتمكينهم من مراجعة حساباتهم في علاقاتهم أَوْ علاقات قياداتهم القديمة بقوى العدوان.
فمثل هذه الخطواتُ كانت السنوات الأولى للعدوان لا تتيح نجاحها، لأسباب تختلف عما هي عليه بعد الانكشاف الكامل للأقنعة التي ارتدتها دول العدوان في بداية حربها على شعبنا اليمني، وبرزت حقيقتها من خلال الأوضاع والممارسات داخل المحافظات المحتلّة، وكذا سياساتها العامة مع جماعة الإخوان المسلمين في مختلف الدول العربية.
لا شك في أن تحقيق النجاح بهذه الخطوات ستكون له تداعياته الخطيرة في تراجع قوى العدوان المنهارة والممزَّقة حالياً، ويزيد حكومة الإنقاذ الوطني ومعها جيشنا ولجاننا الشعبيّة قُــوَّةً إلى قوتهم، وصورةً أَكْثَــر تعبيراً عن الدولة المدنية أمام الداخل والخارج، فنتمكّن من تفنيد ادّعاءات وأباطيل وسائل إعلام العدوان القائمة على الشحن والتحريض الحزبي والمذهبي والمناطقي.. بل ونُفشِلُ معها كُـلَّ ذرائعها وحُجُجها الواهية في استقطاب أبناء شعبنا والزجّ بهم في محارق الهلاك لمواجهة إخوانهم في الجيش واللجان الشعبيّة.
سنستطيع بذلك تعزيز الجبهة الداخلية وإعادة اللُّحمة الوطنية وحفظ النسيج الاجتماعي، والقيام بواجباتنا الوطنية التي تأخّرنا عنها، أَوْ حان الوقتُ المناسبُ للقيام بها.