اليمن الحامل الشرعي لقضية الأُمَّـة .. بقلم/ محمد البخيتي
على مدى حقبةٍ زمنيةٍ كاملةٍ افترضنا انحسارَ الخلل في دائرة الحكام العرب وبرّأنا الشعوبَ إلى أن جاء الربيعُ العربي وكشف لنا حقيقةَ أن الخللَ يشمَلُ الشعوبَ أَيْضاً؛ لأَنَّ ثوراتَ الربيع العربي تجاهلت قضية فلسطين وقضايا الأُمَّـة عموماً؛ مما حول الربيعَ العربي إلى شتاءٍ قارس.
الشعبُ اليمني هو الوحيدُ الذي حمل قضيةَ الأُمَّـة وجعل قضيةَ فلسطين قضيته الأولى، وهو الذي كسَرَ حالةَ الجمود التي طغت على المنطقة العربية ردحاً من الزمن والتي افترضت عجز الشعوب عن مواجهة الحكام، وذلك بانطلاق ثورة أنصار الله من جبال صعدة وانطلاق ثورة الحِراك من المحافظات الجنوبية.
صمودُ الشعب اليمني الذي لم يسبق له مثيلٌ في التأريخ أمام هذا التحالف العدواني العالمي الواسع رغم حالة الانقسام السياسيّ وشُحة الإمكانيات وتمكّنه من كسر موازين القوى في المنطقة وقلب المفاهيم العسكريّة السائدة رأساً على عقب سيغيّر خريطة العالم ويُعيدُ تشكيلَها من جديد في المستقبل القريب.
المستكبرون في العالم يحبسون أنفاسَهم اليوم أمام مشاهد الصمود الأسطوري الذي يجترحُه المقاتلون اليمنيون في الجبهات، ويتساءلون: كيف سيكونُ مستقبلُهم عندما يتوحّدُ الشعبُ اليمني في مواجهة العدوان وتلتحقُ به بقيةُ الشعوب العربية والإسْلَامية وعندما ينهارُ الحصارُ وتتاحُ له فرصةُ إعادة بناء قُــوَّاته وتطوير صناعته العسكريّة.
هذا الكابوسُ المرعبُ الذي ينتظرُ المستكبرين دفع أحدَ المحللين العسكريّين الإسرائيليين للتصريح بأنه سيتعيّن على الإسرائيليين مغادَرَةَ فلسطين والعودة إلى مواطنهم الأصلية بسلامٍ في حال فشل العدوان وانتصر الحوثيون، حسب وصفه.