الدّرس اليمني .. بقلم/ منصور هذيلي
الدّرسُ اليمني مزلزلٌ بعدُ وسيكون مزلزلاً أَكْثَــرَ في الفترة القادمة. مزلزل لقلب النظام الرسمي العربي ممثلاً في مهلكة آل سعود التي تتقدم لملفّات المنطقة الشائكة منذ عقود ويتبيّن أنها ضعفٌ وهوان. إذَا تزلزلت ركيزةُ النظام الرسمي العربي فماذا يكون القول في هذا النظام برمّته؟ هو ذاهبٌ إلى التفكك حتماً؛ لذلك نرى سعياً محموماً لإلحاقه وبسرعة قياسية بالمركز الصهيوني عبر التطبيع.
الزلزال الأَكْبَـر والأخطر ما سينتج عن نصر اليمنيين من تثبيت رؤىً في الثقافة والفكر والسياسة.
هناك جماعة لم يحسب أحدٌ أنها تقدر وتنتصر ورغم ذلك هي منتصرة وستنتصرُ أَكْثَــر. أنصارُ الله ينجحون حيثُ يفشل غيرُهم منذ سنواتٍ طويلةٍ ومنذُ زرع الصهيونية.
تنتصر هذه الجماعةُ الفتيةُ والضعيفةُ نسبياً بوقت رفعت أحزاب وحركات عريقة اليد مستسلمة وأصبح تقديرها بناء شركات على حساب المبادئ والثوابت. شراكة مع الأمريكي وحتى الإسرائيلي وفهلوة عبثية وتكتيكات مراهقة.
يبني أنصار الله نموذجاً للنجاح بزمن فشل معمّم. سيكون لهذا أبعدَ التأثير ولا أشكُّ بسيطَ الشكّ. سيفهم الجميعُ أنّ الذين فشلوا إنما فشلوا لا لضعف وسائل وإمكانيات. كان فشلاً لغياب رؤية ولعجز عن الفهم وأَكْثَــر من ذلك. أقصُدُ بالأَكْثَــر حضور قيادات متهالكة هرمة كان المفروض أن تحالَ على التقاعد.
يفشل القرضاوي التسعيني وينتصر عبدُالملك الحوثي العشريني أَوْ أَكْثَــر قليلاً. هل نمنع هكذا مقارنات؟ كيف مثلاً؟ القرضاوي سُني والحوثي شيعي؟
* كاتبٌ تونسي