“إسرائيل” مسكونةٌ بالخشية من قدرات حزب الله
المسيرة: الميادين
تقريرٌ صادرٌ عن المعهد اليهودي للأمن القومي لأميركا يشيرُ إلى أن حزب الله يمتلكُ قُـوَّةَ نيران أَكْثَـر من 95% من الجيوش التقليدية في العالم، وهو يؤكّـد هواجسَ “إسرائيل” من تنامي قدرات حزب الله العسكريّة.
تحتلُّ هواجسُ “إسرائيل” من تنامي قدرات حزب الله العسكريّة حيّزاً واسعاً من البحث لدى مراكز الدراسات الغربية. المخاوفُ الإسرائيلية يؤكّـدها تقريرٌ صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي لأميركا والذي يشير إلى أن حزب الله يمتلك قُـوَّة نيران أَكْثَـر من 95% من الجيوش التقليدية في العالم.
المعهدُ أوضح أن حزبَ الله يمتلك “صواريخ وقذائف أَكْثَـرَ من جميع أعضاء الناتو مجتمعين”، وأضاف أن “القفزةَ الكبيرة في قدرات حزب الله العسكريّة تشيرُ إلى أن هدفه هو إلحاق هزيمة سياسية بإسرائيل أيضاً”.
وفي هذا التقرير خَلُصَ المعهد إلى أن “المواجهة التالية بين إسرائيل وحزب الله لن تشبه أي شيء حدث سابقاً بين إسرائيل وأعدائها.. فالبيئةُ الاستراتيجية خلال 12 سنة منذ المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله ستُترجم إلى موت ودمار”.
وآخرُ مواجهة بين حزب الله و”إسرائيل” تعود إلى عام 2006، بعد عملية الأسر لجنديين إسرائيليين. اللافت أنه في تلك الحرب، طالت صواريخُ المقاومة مدينةَ حيفا المحتلّة وما بعدها.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أشار في مقابلة سابقة مع الميادين في آب/ أغسطس 2013، أن المقاومة كانت قادرة على قصف تل أبيب.
ورغم مرور 5 أعوام على انخراطه بالحرب في سوريا، لا يزال المسؤولون الإسرائيليون والصحافة العبرية يعبرّون صراحة عن الخشية من الخبرات التي اكتسبها الحزب في معاركه ضد الإرهاب، ومن وصول أسلحة تعتبرها “إسرائيل” مخلة بتوازن الردع.
وفي هذا السياق، استهدفت الطائرات الإسرائيلية غيرَ مرة قوافلَ عسكريّةً في سوريا زعمت أنها تحمل صواريخ متطورة كانت ستصل إلى أيدي الحزب.
إلا أن “إسرائيل” وسعّت رقعة الاستهداف حتى اغتالت في كانون الثاني/ يناير 2015 عناصر للحزب في مزارع الأمل بالقنيطرة بينهم مسؤول ميداني، إضافةً إلى جهاد نجل القائد العسكريّ للمقاومة الشهيد عماد مغنية، والعميد الإيراني محمد علي الله دادي. الحفاظ على توازن الردع أولوية في ذهن الحزب، فلم تمضِ 10 أيام حتى رد في مزارع شبعا باستهداف آليات إسرائيلية.
قبل مرور عام على ذكرى شهداء القنيطرة، أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى كان يقطنه سمير القنطار فارتقى شهيداً. القنطار، أحد كوادر المقاومة وعميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال (حُرِّر في عملية الرضوان عام 2008)، كان متهماً من قبل “إسرائيل” بزرع بذور مقاومة في الجولان. اغتيال القنطار استدعى رداً من حزب الله تمثلُ باستهدافه دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا.
كُلُّ ذلك، لم يثنِ الحزبَ عن استكمال نشاطه العسكريّ ضد الإرهاب، حيثُ رفد الجيشَ السوري في تحرير مناطق سوريا الأساسية، وقبل ذلك أسّس لاستعادة ما قضمته الجماعات المسلحة من الأرض السورية عبر معركة القصير في أيار/ مايو 2013 التي قاتَلَ فيها إلى جانب الجيش السوري.
ما سبق ذكره يعزّز صحةَ المخاوف الإسرائيلية التي عبّر عنها مراراً مسؤولون ومراكزُ أبحاث إسرائيلية من تعاظم قُـوَّة الحزب واكتسابه خبرةً واسعةً في مجال تطبيق التكتيكات العسكريّة الهجومية، الأمر الذي يهدّد الجليل الذي كرّر السيد نصر الله الإشارة إليه منذ عام 2011، بأن المقاومة قادرةٌ على تحريره.