رئيسة المركز النموذجي للأسر المنتجة وتنمية المجتمع رضية الديلمي لصحيفة المسيرة: نسعى لتوظيف إمكانات المرأة اليمنية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي
في ظل العدوان والحصار الجائر على بلدنا يبقى للمشاريع التنموية الصغيرة أهميةٌ كبرى لمساعدة المجتمع على تخطّي الصعوبات وتحويله إلى مجتمع منتج يعتمد على ذاته في توفير احتياجاته دون الانتظار لما قد تجودُ به المنظماتُ الدولية التي تحضُرُ أحياناً وتغيبُ أحياناً كثيرة، بالإضَافَــــة إلى السلبيات التي تتسبّب بها تلك المنظماتُ بجعلها لأفراد المجتمع متكلين عليها.
في مجالِ تنمية المرأة يعمَلُ المركَزُ النموذجي للأسر المنتجة وتنمية المجتمع على توظيف طاقات المرأة اليمنية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي بما يخدُمُها ويخدُمُ أفراد عائلتها والمجتمع، والذي تديرُه الأستاذةُ رضيةُ الديلمي والتي كان لصحيفة المسيرة لقاءٌ معها في السطور التالية:
حاورتها/ حنان غمضان
– مَن هي رضية الديلمي؟
رضية الديلمي مجاهدةٌ في سبيل الله، وبالذات في مجال تنمية المرأة اليمنية.
– كيف بدأت رحلتُك مع المركَز النموذجي؟ وما هو الدافع لإقامة المَرْكَـز النموذجي؟
بتكليف رسمي بدأت رحلتي مع المركَز النموذجي، حيثُ أنه حكوميٌّ يتبعُ البرنامجَ الوطنيَّ ووزارة الشؤن الاجتماعية والعمل.
– كيف بدأت الفكرةُ لإنشاء المركَز النموذجي؟ وإلى أين تطمحين في الوصول به؟ ومن أين كانت انطلاقتك؟
هذا السؤالُ مركَّبٌ من ثلاثة أسئلة، أولاً بدأت الفكرةُ لإنشاء المَرْكَـز النموذجي في عام 1990 كان قرارَ الإنشاء من البرنامج الوطني للأسر المنتجة.
أما ما نطمَحُ الوصولَ إليه، فنحن وضعنا خطةً وبدأَنا تنفيذها لهذا العام.
وأما من أين كانت انطلاقتي فهي من مبادَرَة “سواعد منتجة”، واعتبر مبادرة “سواعد منتجة” ليست أول عمل لي، لكنها البداية الرسمية الصحيحة، ولا تزال مبادرة “سواعد منتجة” مستمرّة ومرافقة للمَرْكَـز النموذجي في تحقيق الهدف الأول للوصول لتنمية المرأة.
– ممكن تحدثينا عن المَرْكَـز النموذجي وماذا يحتوي وما هو برنامجُه بشكل مختصر؟
المَرْكَـزُ النموذجيُّ هو واحدٌ من ٧۳ مَرْكَـزاً في عموم الجمهورية تتبعُ البرنامج الوطني لتنمية الأُسْرَة ويحتوي عدةَ أَقْسَام لتدريب المرأة في مجالات مهارية استثمارية: وهي الخياطة -وهذا المجال الأَكْثَـر إقبالاً- والكوافير والسيراميك والتطريز والأشغال اليدوية وصناعة البخور، وهذا المجال كان شبه مغلق.
برنامج المَرْكَـز يعتمد على مناهجَ مكثّفة على مدار ٤ أشهر في بعض الأَقْسَام، وتصلُ بعضُها إلى ٨ أشهر حسب المنهج المقرر.
– هل هناك نية لطرح الجديد والجديد في مجال التدريب والتمكين؟ وما الجديد لبرنامج الأسر المنتجة في المَرْكَـز النموذجي؟
نعم وهذا ما بدأناه ونمضي فيه؛ وذلك بتعزيز الأَقْسَام الموجودة وفتح مجالات إضافية كانت مغلقة، وهي الكمبيوتر والنقش والتريكو والصحة وصناعة الحقائب.
أما عن التمكين فهذا من أهمّ خططنا ويتمثّلُ بتفعيل خط الإنْتَاج بمشغل خياطة ومشغل تريكو ومتابعة الخريّجات وترشيحهن للمؤسسات والجمعيات والمشاغل في مختلف المناطق وكذلك تفعيل القروض الميسّرة.
– من خلال عملك واحتكاكك بأغلب نساء المجتمع اليمني سواءٌ أكن أمهات أَوْ زوجات أَوْ أخوات أَوْ بنات شهداء وجرحى وأسرى ومرابطين في الثغور أَوْ نازحات.. كيف لمستِ احتياجاتهن ومدى رغبتهن لتحقيق الاكتفاء الذاتي خَاصَّـة ونحن في عدوان وحصار غاشم؟
دعيني هنا أُفصِحْ لكِ عن ألم وانزعاج أجده في هذا الجانب بالذات من خلال ما كنتُ ولا زلتُ أسعى لنشر ثقافة الاكتفاء الذاتي قبل وأثناء العدوان.. للأسف كانت أغلب النساء تهتمُّ بتعلُّم الحِرَف وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل تدخل المنظمات وتوزيع المعونات والسلّات المجانية، مما أثّر تأثيراً سلبياً على هذا الجانب وبشكل ملحوظ.
– مشروعُ الشهيد الرئيس صالح الصمّاد (يدٌ تبني ويدٌ تحمي) أين موقعُ رضية الديلمي من هذا المشروع؟
هذا المشروعُ بالنسبة لرضية الديلمي هو البوابةُ الواسعةُ التي فتحت أمامي مجالات أقوى؛ لتحقيقِ هدف رؤية تنمية المرأة وتطويرها، لتحقّقَ مكانتَها بالمساهمة في اقتصاد اليمن ودعم نهوضه واستعادته لمكانته الطبيعية.
– الشعبُ اليمني يعيشُ تحت وطأة حصار جائر وعدوان إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة مخلفاً أضراراً في أغلب المجالات إن لم تكن كلها، سواء الجانب الصحي أَوْ الاقتصادي أَوْ الإنْـسَـاني.. فهل هناك مجالٌ محددٌ يتم دعمه من قبل المَرْكَـز؟
نعم بالذات المجال الاقتصادي الذي هو أنشط فيه بقوة إلى جانب المجال الإنْـسَـاني والصحي والنفسي.
– ما آخر عمل إنْـسَـاني جهادي قمتم به؟
بدأت حملةُ كسوة ابناء الشهداء، ونأمل أن نتمكّنَ من تحقيق الحملة وتوسعتها لتشمل أراملَ وأمهات وآباء الشهداء بعون الله وتعاون المجاهدين والمجاهدات من المتطوعين، كُلٌّ بمقدوره.
– هل واجهتك صعوباتٌ في إنشاء المَرْكَـز النموذجي، وهل ما تزال هناك صعوباتٌ تواجهك؟ وما هي رسالتك للمعنيين في ظل العدوان والحصار؟
المَرْكَـزُ النموذجيُّ قائمٌ ولم أنشئْه أنا، لكن الصعوبات في إجراءات النقل وَتسليم إدارة المَرْكَـز النموذجي.. في الحقيقة هي صعوبات لا تُذكَرُ وإنْ كانت لا تزال تواجهنا، فنحن نتعامل معها ولا توقفنا.
أما رسالتي للمعنيين فأقول: عليكم أن تتقصوا الحقائق وتركّزوا جهودَكم في تحقيق الفائدة المجدية للمجتمع والتصدي للحصار والعدوان بمزيدٍ من الوعي والرشد.
– هل لمستم عائداً، سواء على الصعيد المعنوي أَوْ المادي من المَرْكَـز النموذجي؟ وهل حقّقتم خطوةً في الاكتفاء الذاتي في ظل العدوان والحصار؟
لا يزال العائدُ مبكراً حَالياً، لا زلنا في البداية، ولا بد من بذل الجهود أَكْثَـرَ، ولا بد من صبر، واللهُ المعين.
– حدثينا عن خططكم المستقبلية للمَرْكَـز النموذجي؟
بإذن الله خطّطنا لتفعيل إمكانات المَرْكَـز النموذجي وتطوير الكادر ودعم مناهج التدريب إلى أعلى مستوياتها وتمكين خريجات المَرْكَـز النموذجي ومتابعة مشاريعهن؛ للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وفتح السوق المحلي وتحطيم الحصار.
– ما هي رسالتُك لكل مرأة يمنية ونصيحتُك لها لتكن عنصراً فعالاً في التنمية؟
المرأة اليمنية عظيمةٌ، أمهاتُنا ما كانت تعجز، بل على العكس كانت أُمَّهاتُنا مُدَبِّــراتٍ لكل شيء وفي عدة مجالات في وقت واحد.
– ما هي رسالتُك للشعب اليمني ونحن على مشارف إغلاق العام الرابع من العدوان الغاشم؟
كونوا مع الله بالوعي والبصيرة لمعرفة العدوّ الحقيقي ومعرفة الردّ والخروج بسرعة من هذا البلاء والامتحان بنتائجَ مشرِّفة، ووحّدوا الصفَّ فعدوُّنا واحد.
– أخيراً ما هي رسالتُك للعدوان الغاشم؟
أقول نعم فشلتُم فشلاً ذريعاً، وخساراتُكم فادحةٌ، وأنتم الآن تنتحرون ولا طريقَ أمامكم.