تصعيد الفرصة الأخيرة في الساحل الغربي .. بقلم/ محمد صالح حاتم
إنّ التصعيد الأخير الذي يقوم به تحالف العدوان في الحديدة والساحل الغربي، بغية تحقيق نصر عسكريّ يعتبر فرصةً أخيرةً منحتها لهم أمريكا وعلى لسان وزير دفاعها ماتيس نهاية شهر أكتوبر الماضي في مؤتمر البحرين للأمن عندما أعلن عن خارطة طريق للتسوية السياسيّة في اليمن وأنه حان الوقت لوقف الحرب والقتال في اليمن، والبدء الفوري بإحلال السلام حسب قوله، وأن عملية السلام يجب أن تبدأ بعد30 يوماً، ففترة الثلاثين يوماً هذه هي فرصة تم منحها لتحالف العدوان ومرتزِقته من أجل تحقيق نصر عسكريّ يكون ورقة ضغط لهم، بحيث يجلسون على طاولة الحوار وهم في موقف قُـوَّة.
وهذا التصعيد الأخير الذي تشهده الحديدة والساحل الغربي قد سبقه عدة تصعيدات وعدة هجمات وعدة زحوفات من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته الذين جمعهم من جميع الجنسيات العالمية ومن مرتزِقة الداخل، مستخدمين كافة أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية، ولكنهم في كُـلّ مرة يفشلون ويخسرون العديد من عتادهم العسكريّ ويسقط المئات من جنودهم ومرتزِقتهم بين قتيل وجريح وأسير، وما صورته مجلة الواشنطن بوست ونقلته عبر موقعه الإلكتروني من مشاهد لآليات ومجنزرات ومدرعات العدوّ وهي محترقة ومدمّـرة على طول خط الساحل الغربي خير دليل وشاهد على فداحة الخسائر التي يتلقاها العدوّ في عدته وعتاده العسكريّ.
وكما نعلم أن العدوّ يلقي بكل ثقله ويحشد الحشود العسكريّة في معركة الساحل الغربي منذ بداية العدوان؛ بهدفِ احتلال الحديدة والسيطرة على مينائها حتى يكمل سيطرته على جميع شواطئ وسواحل اليمن بعد احتلاله لعدن وشبوة وحضرموت والمهرة وأبين ولحج وسقطرى والمخاء ولم يتبقَّ غير الساحل الغربي من الخوخة حتى ميدي، بحيث يعزل الهضبة الجبلية لليمن ويجعلها في معزل عن العالم بعد إغلاق المجال الجوي لليمن والسيطرة على جميع المنافذ البرية والبحرية.
ولكن العدوّ مع كُـلّ دعوات السلام الأممية والعالمية بوجوب وقف الحرب والعدوان على اليمن وكذا نداءات المنظّمات الدولية الإنْسَانية بوجوب وقف الحرب لدواع ٍإنْسَانية فإنه يقوم بالتصعيد العسكريّ واستهداف المدنيين وقصف الأحياء السكنية والمنشآت الحكومية والنازحين؛ بهدفِ تقويض جهود إحلال السلام في اليمن.
وكما خسر العدوّ سابقاً معركة المطار ومعركة كيلو 16 سيخسر اليوم، فما عجز عن تحقيقه طيلة الأعوام السابقة لن يحقّقه اليوم، وما استخدمه من قُـوَّة وعتاد عسكريّ من قبل؛ بهدفِ احتلال الحديدة والساحل الغربي لن يكون أقل تطوراً ولا أقل قُـوَّةً مما سيستخدمه اليوم، فالعدوّ هو العدوّ لم يتغير ولم يتبدل بقوته وبجيشه، ونحن في انتظاره لم نحيل أَوْ نميل أَوْ نتقاعس أَوْ نتكاسل عن واجب الدفاع عن الحديدة والساحل الغربي وكل شبرٍ من تراب اليمن الطاهر.
ومن أرادَ تحقيقَ السلام فعليه أن يقدم ما يثبت نيتَه للسلام، وأن أيدينا نحن اليمانيين ممدودةٌ للسلام المشرف والعادل، السلام الذي يحقّق لليمن استقلاله وحريته ويحفظ له وحدة أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية، وما أراد الحرب والقتل والدمار فهو من يصعّد من عدوانه ويزج بمرتزِقته إلى محارق الساحل الغربي، ويستهدف بطيرانه وبوارجه وصواريخه الأحياء السكنية ويقصف المنشآت المدنية، فالتصعيدُ الذي يقومُ به تحالُفُ العدوان سيواجَهُ بالثبات والصمود من قبل أبطال قُـوَّاتنا المسلحة من جيش واللجان الشعبيّة.
وعاش اليمنُ حُرّاً أبياً والخزيُ والعارُ للخَوَنة والعُمَلاء.