المقاومة الفلسطينية ترد على الاعتداء الصهيوني والاحتلال يفشل في التصدي
المسيرة: فلسطين المحتلة
استشهد سبعةُ فلسطينيين بينهم قياديٌّ بارزٌ في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأصيب سبعة آخرون في قصف جوي وعملية عسكرية صهيونية هدفت إلى توجيه ضربة موجعة لمحور المقاومة في عمق القطاع، فيما تصدى المقاومون للعملية وأعلنت فصائلُ المقاومة النفيرَ العام، وقصفت مستوطنات غلاف غزة بالصواريخ، وسط فشل للمنظومات الصهيونية في التصدي لها واعتراف قوات كيان العدو المحتل بمقتل ضابط وإصَابَة آخر في العملية الفاشلة.
وأوضحت كتائب القسام في بيان لها أن قوةً خاصةً تابعة للاحتلال الصهيوني تسللت في سيارة مدنية في منطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب شرقي خانيونس، وقامت باغتيال القائد بكتائب القسام “نور بركة”، مضيفةً أنه وبعد اكتشاف أمرها قام المجاهدون بمطاردتها والتعامل معها مما دفع طيران الاحتلال للتدخل وقام بعملية قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة، ما أدى لاستشهاد عدد من الفلسطينيين.
وأضاف البيان أنّ “المجموعة من كتائب القسّام استمرت بمطاردة القوة الإسرائيلية والتعامل معها، رغم القصف الإسرائيلي الكثيف، حتى السياج الفاصل بين القطاع وبقيّة الأرض المحتلة عام 1948″، موقعةً “في صفوفها خسائرَ فادحةً”، مشيراً إلى أن “طائرة مروحية عسكرية هبطت قرب السياج وأجلت، تحت الغطاء الناري المكثف، القوة الإسرائيلية الهاربة”.
وأوضحت كتائب القسّام أنّ “الطائرات الحربيّة قصفت المركبة الخاصة بالقوّة المتسللة في محاولة منها للتخلّص من آثار الجريمة والتغطية على الفشل الكبير الذي منيت به هذه القوة ومن يقف وراءها”. وقد أسفرت العملية عن استشهاد ستة من عناصر “القسّام”، بالإضافة إلى شهيد سابع من “ألوية صلاح الدين”.
وقصفت حركات المقاومة بالصواريخ والقذائف المستوطنات في غلاف غزة، فيما فشلت منظومات القبة الحديدية التي يمتلكها العدو الصهيوني في التصدي لجميع المقذوفات التي تم إرسالها إلى الأراضي المحتلة.
وأكّدت مصادر إعلامية صهيونية أن ما يسمى الجبهة الداخلية بقوات الاحتلال أمرت المستوطنين في غلاف قطاع غزة بالبقاء في المناطق المحمية والملاجئ، وقررت الجبهة تعطيل الدراسة، أمس الاثنين، في إشارة واضحة إلى فشل المنظومات الصهيونية لتلك الصواريخ.
وأعلنت القنوات الصهيونية إصَابَة أكثر من 10 مستوطنين جراء القصف الفلسطيني الذي يأتي في سياق الرد على الاعتداء الإسرائيلي.
وفي سياق ردود الفعل الصهيونية قرّر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ليل الأحد قطع زيارة قصيرة يقوم بها إلى باريس والعودة إلى تل أبيب، كما أعلن مكتبه، وذلك بعد فشل العملية التي خططت لها قواته وفقدت خلالها أحد أبرز الضباط الصهاينة.
الضربة الموجعة التي تلقاها كيان الاحتلال الصهيوني بفقدان أحد أبرز ضباطه ظهر على لسان وزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية ميري ريغيف التي غادرت أبو ظبي مؤخراً، حيث قالت ريغيف: “فقدنا الليلة في غزة محارباً كبيراً، متعدّد المهمات، مات خلال تنفيذ عملية مهمة جنوب غزة، ولقد كانت الليلة قاسية علينا، لأن هذا الضابط أسهم بالكثير في أمن إسرائيل”، أمّا وزير العلوم الإسرائيلي، أوفير أوكينوس، فرأى أن “على الحكومة الإسرائيلية العودة إلى سياسة الاغتيالات في القطاع”، وهذا بعد تلقيهم صفعة مقتل.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن أيزنكوت ورئيس ما يسمى جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف أرغامان، عقدا “جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش وجهاز الشاباك، واستعرضا جاهزية الجيش وقوات الأمن في مواجهة تطورات مستقبلية”، منوهاً باستعدادات لتجهيز قوة عسكرية صهيونية كبيرة على حدود الغلاف، الأمر الذي ينبئ باعتداء صهيوني قادم على القطاع.
وفي سياق ردود الفعل الدولية، قالت مصادر في حركة حماس إن المخابرات المصرية بدأت مباحثات مع قيادات في حركتي حماس والجهاد من جهة، والاحتلال الصهيوني من جهة أخرى، لمنع الانزلاق نحو مواجهة عسكريّة جديدة في قطاع غزّة، بعد اغتيال الاحتلال للقيادي في كتائب عزّ الدين القسّام، نور بركة، وستّة آخرين، وتصدي المقاومة لفريق الاغتيال وقتل ضابط إسرائيلي.
فيما أوضح ناشطون أن استشهاد المقاومين القساميين يعد ردًّا على الاتهامات التي بدأت وسائل إعلام خليجية بتسويقها، بأن المقاومة في غزة “تخلت عن القضية”.
وتفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، مع عملية خان يونس البطولية.
وأطلق مغردون هاشتاغ “بالمرصاد”، قائلين إنه يعبر على الاستعداد الدائم للمقاومة في غزة، التي أفشلت خطة إسرائيلية لاختطاف القيادي نور بركة.
وقال ناشطون إن المقاومة التي قدمت سبعة من رجالاتها في سويعات، تبعث برسائلَ إلى الأمتين العربية والإسلامية بأنها “لا تزال على العهد”.
ودعا ناشطون إلى تجديد التحذير من التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد عملية خان يونس، لا سيما أن دولاً خليجية سارعت إلى التطبيع العلني خلال الأسابيع الماضية.
من جهته أدان حزب الله الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة وعملية الاغتيال البشعة التي قامت بها قوات العدوّ الصهيوني
وقال في بيان له صدر أمس الاثنين: إن المقاومين الذين خاضوا مواجهاتٍ بطولية مع جنود العدوّ في خانيونس لقنوه درساً سيدفعه للتفكير قبل القيام بأي عدوان.
وأشاد البيان بيقظة المقاومة الفلسطينية وتصديها لتوغل القوة الإسرائيلية الغازية وايقاعها قتلى وجرحى بين أفرادها، معتبراً الرد الصاروخي الشجاع الذي قامت به المقاومة، مساء أمس الاثنين، تعبيراً صادقاً عن إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني
كما تقدم حزبُ الله بأحر التعازي والتبريكات لذوي الشهداء من فصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس.