الانشقاق وأبعاده .ز بقلم/ د. سامي عطا
صارت السياسةُ المأزومةُ تُدارُ عبر اختلاق الأحداث وشراء ممثلين معظمهم يفتقرون للبراعة؛ ولأننا ابتُلينا بحُكّامٍ مأزومين، فإنهم يحقّقون ديمومتهم وبقاءَهم عبر إدارة الشأن العام بالأكاذيب والأضاليل التي تقودُهم إلى متوالية أزمات.
جريمةُ خاشقجي أو جريمة المنشار حاولت المملكة أن تعالجها بأكاذيبَ وأضاليلَ، وكل كذبة ساقتها خلقت أزمة حتى بلغت أَوُجَّها، ولأجل الخروج من هذه الأزمة اتّجهوا إلى معالجتها عبر أزمة جديدة هي تصعيد الحرب في الساحل الغربي، عسى ولعل يتم تحقيق انتصار ينقذ حاكم المنشار من أزمته السابقة، لكنها قادتهم إلى أزمة جديدة وإخفاق وهزيمة، وضاعفت من أوراق فشل المنشار، وبدأ الإعلامُ يتحدثُ عن هزائم واخفاقات وجرائم تحالف العدوان..
ومعركة ذات الحذاء تأتي في سياق خلق حَدَثٍ يطمس هزائم وإخفاقات تحالف العدوان في الساحل الغربي، حيث صار الحذاء يتصدر نشرات الأخبار في إعلامهم.
ولهذا الحدث “الانشقاق” والانشقاق الذي سبقته أهدافٌ أخرى، أراد تحالف العدوان أن ينجزه، فإذا نظرنا إلى انتماء المنشقين الجهوي أو السياسي، يمكن التأكيد بأنه يسعى إلى زرع الشك والريبة في نفوس أنصار الله من شركائهم وزعزعة تحالفهم بالآخرين والتحوصل حول أنفسهم ونسف عقد الشراكة، وبذلك يتمكّن تحالف العدوان من تحويل حربه العدوانية إلى ميدان الطائفية والمذهبية كما أراد لها منذُ البداية!..
وأعتقد أن أيَّ انشقاق يحدث لن يصُبَّ في مصلحة الطرف الآخر بقدر ما هو عبءٌ عليه، فالمنشقُّ لا يذهبُ إلى فردوس الفضائل، بل يذهبُ إلى ماخور الفساد والعفن. وعلى الشركاء وفي مقدمتهم أنصار الله، أن يحذروا انتهاجَ سياسات وتبنّي قرارات تحت ضغط ردود الأفعال الانفعالية والعاطفية، وأن لا يستوطنهم الشكُّ والريبةُ من الآخر، ويدركوا أن أمامنا حالاتٍ بشريةً وليسوا أنبياء..!!