الخيانةُ.. بِضاعةٌ مُــزْجَــاة .. بقلم/ سليم المغلس
لا غرابة من خيانة عبدالسلام جابر، فمثل هذه العناصر فاقدة الهُوية السياسية وفاقدة المشروع والموقف والمبدأ، فهي عناصر فردية تدور حول نفسها ولا قضية لديها سوى كيفية التسلق وتحقيق مكاسبَ شخصية سواء سياسية أَوْ مادية.
ولكونه سياسياً فبضاعته المعروضة هي الموقف السياسي وَما لديه من قدرات وإمْكَانات ومعلومات يمكنه من خلالها خدمة هذا الطرف أَوْ ذاك وإرسال رسائل مؤلمة للخصم.
ولذلك عمل منذ بداية العدوان على تسويق نفسه ومواقفه وقدراته وقيمته لدى أنصار الله مستفيداً من بعض الاعتبارات الموجودة في بلدنا بحكم محافظته التي ينتمي إليها، مصوراً أنه أحد الروابط التي تعزز التماسك الوطني وتعزز خيار وحدة البلد وَبلُغة تسويقية بارعة مزيِّفة للحقيقة استطاع الوصول إلى موقع وزير للإعلام.
ولما اتضح أن كُـلّ ذلك ما هو إلا من باب التسويق لتمرير بضاعته وليست حقيقية، فلا حضور مؤثراً له في الضالع ولا قدرات إعلامية وإدارية، حيث فشل في إدارته للوزارة ولم يبق إلا موقفه ضد العدوان، حينئذ أدرك أنه قد وصل إلى أعلى موقع يمكن أن يصل إليه وأنه في حالة انحدار وتراجع، كما أنه لا مال يمكن أن يحصل عليه من صنعاء وما معهم سوى هذا الموقع الاعتباري الذي لن يتكرر.
مما جعله يعيد تقييم نفسه في موقعه الجديد وبعد أن صار وزيراً ليعيد تسويق نفسه بحلة جديدة، باحثاً عن أفضل الأسواق وأربح العروض معتبراً أن قيمته تقل يوماً بعد يوم فعمل على تسويق نفسه بالعنصر الهام والمطلع على أسرار صنعاء والمرتبط بإيران وصاحب القدرات التي تدير الماكنة الإعلامية للقوى الوطنية ومدى تأثير انضمامه للسعوديّة على حكومة الإنقاذ وإعلامها، بما قد يحقّق انتكاسة كبرى لإعلام صنعاء.
فوجد أن أفضل الأسواق هو سوق خَوَنَة الأوطان وأربح عرض هو عرض السعوديّ، إلا أن بضاعته التي سوّقها بشكل مزيَّف لم تكن مُرضية للمشتري السعوديّ عند معاينتها وشعر أنه مغبون في المبيع ولكي لا يكون مغبوناً في المبيع ويستوفي مقابل الثمن الذي اشتراه به تعمد إهانته برميه بالحذاء أمام العالم بصورة تتجاوز الإهانات المعتادة لمَن سبقه من الخونة كعلي محسن عندما تحدث عنه السفير السعوديّ أَوْ غيره من الخَوَنَة الذين يهانون بَعيداً عن الإعلام.