لا وجودَ لأية “هُدنة” في الساحل والعدوّ يحاولُ التهربَ من الضغوط الدولية وكسب الوقت
المسيرة | متابعات
وسطَ تزايُدِ التحذيراتِ والضغوطِ الأممية والدولية التي يتلقاها بسبب تفاقم الأزمة الإنْسَانية التي تسبّب بها في اليمن، وبالذات مع تصعيده الأخير لاستهداف محافظة الحديدة ومينائها الذي يعد البوابةَ الرئيسيةَ لواردات الغذاء لليمينيين، لجأ تحالفُ العدوان إلى بث أخبار تتحدث عن “وقف عملياته العسكريّة في الحديدة”، وهي أخبارٌ لا تمُتُّ للواقع بصلة، تأتي في سياق التهرُّب من تلك التحذيرات والضغوط، ومحاولة للحصول على فرصة أخرى لجولة أخرى من التصعيد بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَتْ به جولتُه الأخيرةُ منذ مطلع الشهر الجاري.
ومنذ الأربعاء الماضي، تعمّد تحالُفُ العدوانُ نشْرَ تصريحات لوكالات أنباء عالمية تفيدُ بأن قُـوَّاتِه في الساحل تلقت أوامرَ بوقف العمليات العسكريّة، وحاولت وسائلُ إعلامه بث هذه التصريحات ونشرها بشكل واسع، فيما أوعز إلى مرتزِقته مهمةَ الترويج لـ “هُدنة” ليس لها وجود، بعد أن كانت جهاتٌ دولية وأممية حذّرت من استهداف ميناء الحديدة عقب قصفِه الأسبوع الفائت من قبل طيران العدوان.
ورَدَّ ناطقُ حكومة الإنقاذ، ووزيرُ الإعلام، ضيف الله الشامي، على تصريحات ودعايات العدوّ تلك، واصفاً إياها بأنها “محضُّ افتراء وتضليل للرأي العالمي” مشيرا إلى أن دول تحالف العدوان تحاول التخفيف من الضغوط الإنْسَانية الدولية والسعي لتجاوزها من خلال الحديث عن هدنة”.
وأوضح الشامي أن “دولَ العدوان تُعِدُّ لجولة جديدة من التصعيد العسكريّ والتمهيد لوقت إضافي عبر التصريحات الإعلامية الكاذبة” وهو ما أكّده أيضاً ناطقُ القُـوَّات المسلحة، العميد يحيى سريع، والذي قال إن “حديث العدوّ عن تهدئه هو محاولةٌ لكسب الوقت وإعادة ترتيب أوضاع قُـوَّاته المنهارة” لافتاً إلى أن “العدوانَ ومرتزِقته مستمرون في سفك المزيد من الدماء وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب اليمني”.
ناطقُ أنصار الله، محمد عبدالسلام، تحدث أَيْضاً في السياق ذاته، وقال إنه “في كُـلّ جولة من جولات العدوان على اليمن التصعيدُ يبدأُ ويخف أَوْ يتلاشى، أغلبُها بدون إعلان تهدئة وإنما نظراً لطبيعة المعركة على الأرض، ويحاولُ تحالُفُ العدوان تقديمَ الموضوع أنه بناءً على ضغوط دولية أَوْ إنْسَانية، وهذا افتراء، فالحقيقةُ هو الاستعدادُ لجولة جديدة يحتاجُ التجهيزُ لها وقتاً إضافياً كالعادة”.
وأضاف: “لا نلمس تواصلاً سياسياً جاداً عن حلول سياسية حقيقية أَوْ تهدئة فعلية، وإنما كلامٌ في الإعلام واتفاقات بين دول العدوان نفسها أَوْ ما يسمى بالرباعية والتي هي السعوديّة والإمارات وبريطانيا وأمريكا وهي الجهات ذاتُها التي تشن العدوان بشكل مباشر وبارز، خَاصَّـةً في معركة الساحل الغربي باعترافهم هم”.
وكان العدوانُ ومرتزِقته كثّفوا خلال اليومين الماضيين من قصف مساكن المدنيين وسياراتهم في مختلف مناطق الساحل الغربي، وسقط جراء تلك الاعتداءات أعدادٌ من الشهداء والجرحى.
وبالحديث عن جولة التصعيد الجديدة التي يجهّز لها العدوّ تحتَ غطاء “الهُدنة” الزائفة، أكّد ناطقُ القُـوَّات المسلحة أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة مستعدون بجهوزية عالية للتصدي لأية تحَـرّكات معادية ولن تنطليَ عليهم دعايات العدوّ، وهو أمرٌ أكّدته الفترةُ القليلة الفائتة، وبالذات الأسبوعين الأخيرين، حيث تكبّد العدوّ خسائرَ ضخمة في جبهة الساحل الغربي، ولم يحقّق أيَّ إنجاز في تصعيده الذي جاء أَيْضاً تحت غطاء دعوات السلام الأمريكية الكاذبة.