“الأخبار” اللبنانية تكشف بعضاً من “خفايا التدخل الأمريكي في اليمن”
المسيرة | متابعات
نشرت جريدةُ الأخبار اللبنانية، أمس، مِــلَــفًّا هامًّا بعنوان “خفايا التدخل الأمريكي في اليمن” فضحت فيه جانباً من تفاصيل قيادة الولايات المتحدة للعدوان على اليمن بجميع جوانبه، وبالذات ما يخُصُّ الساحلَ الغربي، الذي يشكِّلُ “محط أطماع الاستعمار الغربي بوجهَيه الأمريكي والبريطاني”، كما كشف الملفُّ عن الدور الأمريكي في تدمير القدرات العسكريّة اليمنية، قبل العدوان، الأمرُ الذي يؤكّدُ أن الخططَ الأمريكية لاستهداف اليمن أوسعُ وأشملُ من أن تستطيعَ واشنطن إخفاءَها من خلال إظهار نفسها كـ “وسيط بين الأطراف المتنازعة”.
وكشفت “الأخبار” أنها حصلت على معلومات تفيد بأن وفداً عسكريّا أمريكياً رفيعَ المستوى زار عدن في مطلع سبتمبر الماضي، واجتمع بقيادات عسكريّة كبيرة في حكومة المرتزِقة، حيث تحدث رئيس الوفد الأمريكي خلال اللقاء عن معركة الساحل وقال: إن “الخبراء العسكريّين الأمريكيين أدخلوا تعديلات على خطة إسقاط الحديدة”، وجاء ذلك بالتزامن مع قيام السفير الأمريكي بالضغط لعرقلة وتأخير المشاورات التي كان المبعوث الأممي قد دعا إليها، آنذاك، من أجل منح فرصة لتسريع عملية “السيطرة على الحديدة”.
وأوضحت الصحيفةُ أنه جرى خلال اللقاء توقيعُ “مذكرة تفاهُم” بين الأمريكيين وسلطات المرتزِقة، تنُصُّ على أن تتلقى القُـوَّاتُ التابعةُ لسلطات المرتزِقة دعماً من البنتاغون، مقابل أن تستخدم الجيوش الأمريكية “كافة المرافق البحرية والجوية التابعة لتلك القُـوَّات “ولا سيما مطار سقطرى وموانئها البحرية، وقاعدة العَنَد، وجميع المنشآت العسكريّة في جزيرة ميون، إضَافَـةً إلى بقية الموانئ والجزر في الساحل الغربي”.
وكشفت “الأخبار” أَيْضاً أنها اطلعت على وثيقة تتضمنُ وقائعَ زيارة قام بها وفد من القيادات العسكريّة لحكومة المرتزِقة، إلى مدينة تامبا في ولاية فلوريدا الأمريكية، في مارس الفائت، من أجل لقاء القيادة المركزية الأميركية (الخَاصَّـة بمنطقة الشرق الأوسط) الواقعة في المدينة نفسها، وتؤكّدُ الوثيقةُ أن قياداتِ المرتزِقة التقوا بجنرالين أمريكيين أحدهما يحمل صفة “المسؤول الثاني في القُـوَّات المشاركة في اليمن من وحدة البحرية (المارينز)”، وهو تأكيد على وجود قُـوَّات أميركية خَاصَّـة على الأرض اليمنية.
وذكر الملفُّ عدداً من الجوانب التي تناولها لقاء قيادات المرتزِقة مع الأمريكيين، ومنها “تفعيل دور مكتب اليمن في القيادة المركزية”، إضَافَـة إلى جوانبَ استخباراتيةٍ وعسكريّة وأمنية واسعة، تؤكّد إدارة الولايات المتحدة لمختلف تفاصيل العدوان على اليمن.
وأوضحت “الأخبار” أنه بعد هذا اللقاء، توالت بالفعل النشاطاتُ المكثّفةُ بين الأميركيين وقيادات المرتزِقة المرتبطة بالفار علي محسن، وبشكل علني وصريح، بلغ درجة قيام قائد “القيادة المركزية” بأول زيارة رسمية إلى عدن، منذ اندلاع الحرب.
إلى ذلك، كشفت “الأخبار” عن جانب من الدور الأمريكي التدميري في اليمن، في فترة ما قبل العدوان، حيث ذكرت أنها حصلت على معلومات تفيدُ بأن السفيرَ الأميركي السابق في اليمن، جيرالد فايرستاين، أشرف بنفسه على “تنفيذ أجندة خفية محورها تفكيك المنظومة الصاروخية اليمنية” تحت لافتة دعم عملية إعَادَة الهيكلة التي أطلقها الفار هادي.
وأوضحت الأخبار أن “الولاياتِ المتحدة حوّلت سفارتَها في صنعاء إلى غرفة عمليات عسكريّة، واستحدثت غرفةً أخرى في جبل نقم شرق العاصمة، واستقدمت ما يزيد على 300 جندي وخبير عسكريّ تحت ذريعة حماية السفارة”، مشيرةً إلى “أن القُـوَّات الأمريكية التي وصلت قاعدة العند عام 2012 بذريعة (مكافحة الإرهاب) أقدمت على تفجيرِ 1500 صاروخ أرض ـــ جو روسية الصنع، وعطّلت راداراتِ القاعدة الجوية، فيما أشرف خبراءُ أميركيون على تفجير مئات الصواريخ الحرارية التي تُستخدم ضد الطائرات المعادية”. وأضافت أن “السفيرَ الأميركيَّ السابق فرَضَ نفسَه وصياً على اليمن، ونفّذ الكثيرَ من الأجندة الأميركية بتنسيق كامل مع السعوديّةِ وسفيرها في صنعاءَ، وتحت غطاء تنفيذِ المبادَرة الخليجية”.