مسؤولو الأمم المتحدة: الحرب على اليمن سببُ الكارثة
المسيرة: متابعات
“الحربُ هي سببُ الكارثة الإنْسَـانية في اليمن” هكذا خَلُصَ مسؤولو ومبعوثو الأُمَـم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن التي عقُدت في وقت متأخرٍ من ليل الجمعة، وشهدت ثلاث إحاطات من قبل المبعوث الأُمَـمي مارتن غريفيث ووكيل الأمين العام للأُمَـم المتحدة للشؤون الإنْسَـانية مارك لوكوك ورئيس برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي، حيث دعا ثلاثتُهم مجلسَ الأمن إلى التحَـرّك الفوري لوقف الحرب على اليمن ومنع وقوع كارثة ستقضي على حياة الملايين في اليمن؛ بسببِ تفشي الجوع وخطر المجاعة.
وخلال الجلسة، قال لوكوك في إحاطته إن “اليمنَ يواجهُ أَكْبَــرَ حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم، وتتطلب الأحوال الإنْسَـانية المتفاقمة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من احتمال وقوع خسائر كبيرة في الأرواح”، مضيفاً أن “الملايين من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد في اليمن يواجهون فجواتٍ كبيرةً في الاستهلاك الغذائي تؤدي إلى زيادات في معدل وفيات البشر”.
وكشف لوكوك أن تحالفَ العدوان منع أربع شحنات محملة بنحو 40% من الاحتياجات الشهرية لليمن من الغذاء والمشتقات النفطية، مشيراً إلى أن حكومة المرتزِقة قامت بإصدار قرار فرض المزيد من القيود على دخول المساعدات والغذاء والدواء إلى اليمن، معتبراً أن ذلك كله سيسرّع من حدوث الكارثة غير المسبوقة في اليمن.
وجدّد لوكوك مطالبتَه مجلسَ الأمن بتنفيذ المطالب الخمسة التي طرحها في إحاطة سابقة، مشدّداً على ضرورة تنفيذ تلك المطالب كحُزمة واحدة وعدم تجزئتها وهي:
أولاً: وقف الأعمال العدائية في وحول البنية الأَسَاسية والمنشآت التي يعتمد عليها عمال الإغاثة والمستوردون التجاريون.
ثانياً: حماية إمدادات الغذاء والسلع الأَسَاسية بأنحاء اليمن.
ثالثاً: ضخ العملات الأجنبية بشكل عاجل في الاقتصاد عبر البنك الدولي.
رابعاً: زيادة التمويل والدعم للعمليات الإنْسَـانية.
خامساً: دعوة الأطراف المتقاتلة إلى الانخراط بشكل كامل ومنفتح مع المبعوث الدولي لليمن لإنهاء الصراع.
هذه المطالب تبناها أيضاً المبعوثُ الأُمَـمي مارتن غريفيث وكذلك رئيس برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي، فيما أكّد أعضاء مجلس الأمن على موافقتهم على تنفيذ تلك المطالب، حيث أكّدت مندوبة بريطانيا في المجلس أنها ستقدم غداً الاثنين مشروع قرار بهذا الشأن للتصويت عليه.
مدير برنامج الغذاء العالمي أكّد من جانبه أن العدوان على اليمن هو سبب الكارثة قائلاً إن “الكلمات الناعمة لن تقدم وصفاً منصفاً عن حقيقة ما يحدث للأمهات والآباء والأطفال في هذا البلد؛ بسببِ الحرب والكارثة الإنْسَـانية الناتجة عنها”، مضيفاً أن “على المجتمع الدولي أن يستخدم كُــلّ قوته لإنهاء الحرب وإنقاذ اقتصاد اليمن. فهذا البلد البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة يعاني منذ سنوات، لكنه الآن على شفا كارثة”.
ووصف بيسلي مشاهداتِه على الأرض في زيارته لليمن بأنها من شاكلة “الكوابيس”، وقال “ما شاهدته في اليمن هذا الأسبوع هو كوابيس ورعب وحرمان وبؤس، ونحن – كُــلّ البشرية – فقط من يلام”.
وقال بيسلي “اليمن على شفا كارثة بل قد وقع في الهاوية، لذا يجب أن نعمل معاً، ويجب على المجتمع الدولي استخدام جميع قواه لإنهاء الحرب وإنقاذ اقتصاد اليمن”.
كذلك أكّد المبعوث الأُمَـمي مارتن غريفيث أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنْسَـانية في العالم”، مشيراً إلى ضرورة دعم الاقتصاد اليمني وكذلك العُملة الوطنية التي تراجعت قيمتها وتسبب ذلك بتفاقم الأزمة الإنْسَـانية.
من جانب آخر، أعرب غريفيث عن امتنانه لجميع مَن دعا إلى وقف العمليات العسكريّة في الحديدة. لافتاً إلى أنه غريفيث سيزور الحديدة الأسبوع المقبل للاطلاع على الوضع الإنْسَـاني وكذلك سيزور العاصمة صنعاء للقاء السيد عبدالملك الحوثي.
وأضاف غريفيث أنه حصل على ضمانات من الأطراف اليمنية للحضور إلى المشاورات القادمة في السويد، منوّهاً إلى أن المفاوضات ستبدأ خلال الأسابيع القادمة.
وقال غريفيث إن المحادثات القادمة في السويد سترتكز على وثيقة قام هو بإعدادها.
وأضاف أن الوثيقة التي قدمها ترتكز على آليات سياسيّة وأمنية بضمانات للتنفيذ، وتهدف لوقف إطلاق النار في اليمن.
وأكّد أنه سيزور صنعاء الأسبوع المقبل، وسيلتقي بالسيد عبدالملك الحوثي، معبراً عن استعداده لمرافقة الوفد الوطني إلى السويد.
وقال غريفيث: “أوشكنا على إتمام اتّفاق بين الأطراف اليمنية للإفراج عن المعتقلين”.