بن سلمان في دائرة الاتّهام بقتل خاشقجي
المسيرة | متابعات
ارتفعت حِدَّةُ الاتّهامات التي تطوِّقُ وليَّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان؛ بسببِ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بالرغم من محاولة إدَارَة ترامب إخراجه من تلك الدائرة، حيث كشفت تركيا عن تسجيلات صوتية جديدة، نسفت بيان النيابة العامة السعوديّة الأخير التي حاولت فيه الرياض تبرئة بن سلمان وإلقاء اللوم على “كباش الفداء” الاستخباراتية، وألقى التسريب التركي بظلاله على الموقف الأمريكي من القضية دافعاً بوكالة الاستخبارات “سي آي إيه” إلى الإعلان -وإن بشكل غير رسمي- عن توصلها لاستنتاج مفاده أن ولي العهد هو من أمر بقتل خاشقجي.
وقالت صحيفة حريات التركية إن التسجيلات التركية، تكشف في 15 دقيقة، مناقشة فريق الاغتيال السعوديّ لطريقة قتل خاشقجي بمقر القنصلية في تركيا، قبل وصوله إلى المقر، وهو ما يؤكّد أن الفريق جاء لتنفيذ أمر واضح بالقتل، الأمر الذي ينسف ادعاءات النيابة العامة السعوديّة بأن الفريق جاء لإعَادَة خاشقجي.
وبعد الكشف عن تلك التسجيلات، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن وكالةَ الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” توصلت إلى أن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي وفقاً لمعلوماتٍ من مصادرَ استخباراتية.
وقالت واشنطن بوست: إن من بين ما اعتمدت عليه سي آي إيه في استنتاجها، اتصالٌ هاتفي أجراه الأمير خالد بن سلمان مع خاشقجي، حيث طلب الأول من الأخير الذهابَ إلى القنصلية، وقدّم له تطميناتٍ، وأوضحت الصحيفة أن ذلك الاتصال والطلب جاء بطلب من ولي العهد.
وذكرت الصحيفة أن العديدَ من المسؤولين الأمريكيين واثقون جِـدًّا من تقييم “سي آي إيه” للأحداث وربط الجريمة بمحمد بن سلمان.
وإلى جانب واشنطن بوست، نشرت العديدُ من الصحف الأمريكية ووكالات الأنباء الدولية تأكيدات على توصل المخابرات الأمريكية إلى ربط ولي العهد بالجريمة، حيث نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمريكي بأن الاستخبارات توصلت فعلاً إلى تلك النتيجة، فيما نقلت رويترز عن مصدرٍ آخر قوله: “إن وكالة الاستخبارات المركزية أطلعَتْ جهاتٍ أُخْــرَى بالحكومة الأمريكية على استنتاجها بأن ولي العهد السعوديّ أمر بقتل خاشقجي”، وهو ما أكّدته صحيفة “وول ستريت جورنال” التي قالت إن “قيادات الكونغرس اطلعت يوم الخميس الفائت على تقييم المخابرات الأميركية بشأن مقتل خاشقجي”.
من جانبها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”: إن تقييم سي آي إيه استند إلى رصد مكالمات لمحمد بن سلمان قبل اغتيال خاشقجي، وأضافت أن من بين المعلومات التي قادت إلى تلك النتيجة، التسريب الأخير لاتصال المطرب بالقحطاني (وهما من ضمن المسؤولين عن عملية الاغتيال) بعد مقتل خاشقجي وقوله له “أخبر رئيسك أن المهمة أنجزت”.
إلى ذلك، قال رئيسُ لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ معلقاً على الموضوع: إن “كل شيء يشير إلى أن ولي عهد السعوديّة هو من أمر بقتل جمال خاشقجي” وأضاف أن “على إدَارَة ترمب أن تتوصل إلى تحديد موثوق للمسؤولية قبل أن يعدم محمد بن سلمان من يبدو أنهم نفّذوا أوامره”.
أما ترامب الذي يبدو أن محاولاته للحفاظ على بن سلمان، تصطدم بتوجهات المخابرات الأمريكية، فلم يعقب على الموضوع بأَكْثَــرَ من قوله إنه سيتحدث مع وزير خارجيته ووكالة الاستخبارات المركزية حول قضية خاشقجي، بحسب وكالة بلومبيرغ.