الشهيد الأشتر بطل الإعلام الحربي: خلف كل مشهد عظيم رجل أعظم
المسيرة: يحيى الشامي
وثّق اللحظةَ الحربيةَ وأبرقها لشعبه صورَ نصر ظهر فيها أبطالُ المشهد جميعُهم إلّا هو تنحى جانباً واقتصرت بطولتُه على تصوير بطولاتهم تالياً آيات جهادهم وناقلاً تراتيل بنادقهم صوراً هي آية العصر في زمن النصر تسيد فيه الإعْـلَام الحربي كُـلّ الشاشات.
أشتر الإعْـلَام الحربي الشهيد محمد شرف المتوكل
من بين أَيْدِي أشتر الإعْـلَام الحربي وأقرانه القابضين على كاميراتهم وأسلحتهم امتدت اللحظة تأريخاً ثم صارت مستقبلاً تتطلع منه إليه أعينُ المستضعفين..
في جيزان اعتلى محمد شرف المتوكل (أشتر) مدرعات أمريكا وطفق يفحصها بكامرته محضّراً نفسه للمواجهة التالية، حيث سينتقل مع رفاقه من الحدود إلى الحديدة..
وهناك في الساحل يدخل الأشتر الساحة بنفس جديد مضيفاً إلى رصيد الإعْـلَام الحربي الكثيرَ من مشاهد التنكيل بالغزاة والفضح للمنافقين.
وفي ذروة المواجهة حضرت تناهيدُ أتعابه في كثير من صور الساحل الحربية ملحقات خَاصَّـة ومشاهد زاخرة بالبطولات والتضحيات.. وفي غياهب الدهشة من الصورة غاب السؤال: من بطل الصورة ومن وقعها بصوته؟
وهو لا يجيب إلّا بما يعيدُ الفضل لربه وجنده..
وثقّت عدسته كَثيراً من الملاحم والبطولات لكن الأكثر تلك التي رأتها عيناه واستقرت بقلبه اطمئناناً لم يرَ من بعدها أشرف إلّا باسماً لا تحنيه العواصفُ ولا تثنيه الأهوال.
ولعلَّ آخرَ تلك البطولات عمليات اقتحام وتطهير منطقة المتينة والجبلية بالتحيتا في الساحل الغربي.
لم تكن الجبهة لدى الأشتر إلّا خنادقها وبنادقها، فلازم متارسها وصار عينها الراصدة إلى أن نالها شهادة يختم بها بطولات الصورة والمشاهد.
كان بوسع الأشتر – وهو في زمن السِّلْفي- أن يميلَ بالعدسة صوبَ وجهه ويلتقط لنفسه صورةً بجوار الأبطال أَوْ على أطلال الغزاة ليغدوَ من نجوم الشات والشاشات.