حزب الإصلاح ومآلاتُ تأييد العدوان .. بقلم/ إبراهيم السراجي
تبدو حالةُ حزب الإصلاح أبرزَ مثال لمآل ومصير المكونات اليمنية، التي انخرطت مع العدوان وتورّطت بتأييده والقتال في صفوفه، بعدما وجد هذا الحزبُ نفسَه فاقداً للخيارات الوطنية، ينتظر متى يرضى عنه النظامُ الإماراتي فيقبل عليه، ثم يعود إلى قوائم الإرهاب بصفته “إخوان مسلمين” يُستهدَفُ بشكل خاص بعمليات الاغتيال التي تطالُ قياداتِه وبالغارات الجوية التي تستهدفُ عناصرَه في الجبهات.
قبلَ أيّامٍ استقبل وليُّ عهد أبو ظبي محمد بن سلمان رئيسَ الإصلاح اليدومي وأمينَه العام الآنسي في الإمارات، في لقاءٍ هو الثاني من نوعه بعد فشل الأول، وهو لقاءٌ يأتي بعد نحو شهر من التحقيق الذي نشره موقع “باز فيد نيوز” الأمريكي وكشف تعاقد الإمارات مع شركات أمنية أمريكية للمرتزِقة على تشكيل فريق اغتيالات تم جلبه إلى عدن، وأقر أعضاءُ الفريق في التحقيق ذاته، بتنفيذ عمليات اغتيال طالت قيادات حزب الإصلاح.
وما بين اللقاء الأول في ديسمبر الماضي واللقاء الجديد في نوفمبر الجاري، كانت وسائلُ الإعلام الإماراتية الرسمية والخاصّة تشُنُّ حملاتٍ إعلاميةً متواصلةً تتهم الإصلاح بالإرهاب وتصمه بالخيانة وغيرها من التهم التي وصلت إلى حَـدّ اتهام الحزب بالتبعية لإيران.
يُظهِرُ ذلك أن حزبَ الإصلاح لم يعد قادراً على رفض إرَادَة الاحتلال الإماراتي أياً كانت، فحين تشعر الإمارات بأنها في غير حاجة إليه يتلقى الضرباتِ المتعددةَ سياسيّاً وأمنياً وعسكريّاً وإعلامياً ليس بالصمت وإنما بتجديد الولاء للإمارات كما يفعلُ اليدومي بين الحين والآخر، ويستجيبُ لحكام الإمارات في حال وجدوا حاجةً إليه وهي حاجةٌ مؤقتةٌ كما أثبتت التجارب السابقة.
هذا الخضوعُ من قِبَلِ قيادة حزب الإصلاح لا ينُــمُّ عن دناءة فحسب، بل يكشفُ فقدانَ هذا الحزب للخيارات بعدَ ما وضع “كلَّ البيض في سلة العدوان” كما يقال، ويكشف أيضاً الثمنَ الباهظَ الذي على المكونات اليمنية أن تدفعَه نظيرَ تورُّطها في تأييد العدوان وتجنيد عناصرها في صفوفه ونظيرَ رهانها على الخارج وتجاهلها للشرخ الكبير الذي أحدثه ذلك بينها وبين الشعب اليمني على مَدى قرابة أربعة أعوام.
ليس هناك أسوأ من أن تجد نفسَك غير قادر على رفض إملاءات صادرة عن طرف ما حتى لو كانت تلك الإملاءات تحتمُّ عليك “الانتحار” أو تعمل ضد نفسك، هذا هو حالُ حزب الإصلاح اليوم في علاقته مع دول العدوان التي تصنّفه في قوائم الإرهاب وتغتالُ قياداته، وفي نفس الوقت يجنّدُ عناصرَه للدفاع عن الحدود السعودية ويطوع خطابه السياسيّ بما يخدُمُ مصلحة الاحتلال الإماراتي.