مولد النور .. بقلم الشاعر/ أمين الجوفي
فـي يـوم ذِكـرى مـولدك يـا سيدي روحـي سـحاب
والـشـوق يـمطرني ويـنثرني عـلى اجـناح الـطيور
نـصـي خـجل نـصي حـيا كـلي مـن اللهفـه سـراب
في مولدك ذابت عروق الجسم من خوف القصور
ألُّــم بـعـضي وانـتـثر بـعـضي عـلـى كــف الـتـراب
واجـمع شـتاتي في ثياب الشوق وابدا بالعبور
واشــق فــي صــدري بـفـكري يـا نبي طـاقه وبـاب
وادخــل عـلى احـشائي يـعانقني حـزنها والـسرور
واكـسر مـن اضـلاعي قـلم بيدي ومن كبدي كتاب
ودم قلبي حبر واحساسي مرتّل في سطور
كُـريـات دمــي ذي تـصـلي فــي ذهـابـي والإيــاب
مـا بـين مـُخِّـي والـخـلايا الـحـمر والبيضاء تــدور
إكـرام لـك يـا سيدي وإعـجاب مـن مـخلص وحاب
يـا خـيـر خــلـق الله وازكـاهـم عـلـى مــر الـعـصور
صــلـى عـلـيك الـجـو وافــلاك الـمـجرَّه والـضـباب
صـلـى عـلـيك أهــل الـطباق الـسبع لا يـوم الـنشور
صـلـى عـلـيك الـبـر فــي رمـلـه وسـهله والـهضاب
صـلـت عـلـيك الــدور واهـل الـدور وايـام الـشهور
صـلت بـحار الأرض صـلين الـسمك صـلى الشعاب
والـلـول والـمـرجان صـلى، صـلت اصـداف الـبحور
صـلـى وقــار الـشـيب مــن لـحية تغطت بالتراب
واشـلاء صغار السن صلت وازهرت تحت الصخور
صـلـت عـلـيك أُمّ الـشـهيد الـحـي والـليث الـمُهاب
وزوجــتـه صــلـت وبـنـتـه وابـنـه الـحـر الـغيور
صـلت عـليك اهـداب “حـمده” والمحاجر والخضاب
ودمـوعـها صـلـت وعـيـدان الـحـطب يـا خـير نـور
صــلـت بـقـايـا أُمّ حــامـل جـمـعـوها فـــي نــقـاب
صـلـى الـجـنين الـلي قـتل مـا كمل الـتسعة شـهور
ما ناقص الّا يـوم واحـد لـو سِـلِم قـصف الـكلاب
مــا احــلام ابـوه اتـبدَّدت بـين الـمشاعر والـشعور
وصــل بـلـهفة أب ضاعت أسـرته تـحت الـخراب
يـنـبش عـلـى أحـزانه ودمـعه داخـل اعـيانه يـفور
يـتـذكر أنـه كـان يـحسب فِيْ إصـبعه طول الـغياب
واشـــواق مــيـلاد أول اطـفـاله وكم هو به فخور
واظـلم عـليه الـكون مـا حصّل سـوى شنطة ثياب
قــد كــان جـهّـزها لمولوده وجاء الـكلب الـعقور
وأطـفال فـي ضـحيان صـلّوا واليمن شيبه وشاب
صـلت عـليك اشلاء نساء واطفال في عمر الزهور
يـا سيدي فـي نـفسي اشرح لك خَطَاهم والصواب
أهــل الـبـدع والـزيف والـتكفير واصـحاب الـغرور
ذي خـانـوا الاسـلام لا مـا الـصقر فـي فـم الـغراب
أصـبـح يـضـمّد مــن خـيـانتهم جـروحه والـكسور
وخــلـو اسـرائـيـل مــدت لـلـعرب ســوط الـعـذاب
والـشرق الاوسط صار مرفا للخناء واهل الفجور
وحــاصـرت الاذنــاب وامـريـكا رفـيـعين الـجـناب
واتـعـددت الاسـباب والـقدس اول اسـباب الـنفور
وذي قـصف صـعدة قـصف غزة وبــرّر الاغتصاب
لـلـغازي الـمـحتلّ واخـفـى مــن فـلسطين الـظهور
وحَـــدّ فـــي كــفـه سـكـاكينه عـلـى حــز الـرقـاب
واغــتـر واتـبـاهـى بـتـدمـير الـمـنـازل والـجـسـور
ومن حساب النفط ذي يسعى على اكمال النصاب
لـصـفقة الـقـرن الــذي سـلّـم بـهـا مـسـجد وصــور
لــكـن تـأكـد يـا نـبي مــن قـبـل مــا ظـنـك يـخـاب
فـيـنـا مــن اتـمـسك بـقـول الله والـعـترة حـضـور
يـمـثـلك فـيـهـم حـفـيـدك يـتـلـو آيـــات الـكـتـاب
الـهـاشـمي (عـبـدالـملك) لا قـلـهـا دوري تـــدور
خـلـفه رجـال الـمرحلة قـوم الـمصاعب والـصِّعاب
مــتـى دعـاهـم فـِيْ الـمواقف حـلّـقوا مـثـل الـصـقور
ثــقـافـة الــقـرآن مـنـهـا الـــزاد والـمـنـهج شـــراب
وانـفـسهم اتـربَّـت عـلـى حــب الـشـهادة فِـالـثغور
ونـعـم بـهم مـن قـوم قـطّابة مـتى حـان الـحساب
صـبـّوا حـمـم نـيرانهم فـي روس الاعـدا والـنحور
قــوم الـنـقاء لا حـلـّقت يـتـهاطشوا مـثـل الـذياب
ولا غــزوا يـلـقوا جـثـث الاعــدا تـعـشاها الـنـسور
صـلـت حـروفـي تـرتـجي يـا سيدي حـُسن الـثواب
والـقـافـيه فــاحـت بـذِكـرك مـنـها طـيـب الـعـطور
طابت بذكر المصطفى افكاري وفيض الشعر طاب
صـلّوا كـما صـليت مـن قـلبي عـلى الـوجه الطهور