المشاعر الفياضة الصادقة في ميدان السبعين مع محرّر البشرية .. بقلم الشيخ/ عبدالباسط سران
منذُ الصباحِ الباكرِ، توافدت حشودٌ مليونية مُحِبَّةٌ ومؤمنةٌ بالرسالة المحمدية رسالة سيد الخالق والمرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الأخيار المنتجبين.
نبضاتٌ إيْمَـانيةٌ ملأت الكون، وامتدت إلى الديار اليمانية، إلى صنعاءَ عنوان الصدق والإيْمَـان وواحة الولاء الإيْمَـاني بسيد الرسل والأنبياء والبشرية جمعاء.
حشودٌ ملأت الآفاقَ، ومشهدٌ أثلَجَ وأبهَرَ القلوبَ قبل الأبصار، ونحن نشاهدُ جماهيرَ كأمواج البحار يدفعُها حبٌّ وشوقٌ وابتهجٌ بمولد المصطفى الأعظم صلواتُ الله عليه وعلى آله، وكغيثٍ مدرارٍ انهمر ليرويَ أرواحاً تلهَجُ بذكرى مولد مبدد الظلام بنور رسالته، جموع متدفقة كسيول من أعالي الجبال فأزهرت بهم الساحاتُ جمالاً وإشراقاً وتألقاً بيوم وُلِدَ فيه منقذُ البشرية وهاديها إلى الحق والصراط المستقيم.
ها هم أحفادُ الأوس والخزرج وعمار يسطّرون أروعَ لوحة إيْمَـانية، في مشهدٍ ربانيٍّ بديعٍ وهم يحتفلون في ساحة السبعين، وساحات المحافظات بذكرى المولد النبوي الشريف، قد تتقزم الكلماتُ، وتنحني بلاغةُ المعاني أمام وصف هذه المشاهد والأرواح التي تعلقت بحُبِّ نبيها، وتعظيم مكانته، والاقتداء بسيرته في زمن الطغيان والظالمين.
يوم الثلاثاء 12 ربيع أول 1440 هـ، لبست اليمنُ رداءَ العزة، ولونَ الكرامة، ورمزَ الرسالة مجسدةً حقيقةَ الإيْمَـان اليماني، والانتماء للرسالة المحمدية المدافعة عن المبادئ والقيم التي حملتها للعرب والمسلمين والبشرية جمعاء..
إنه احتشادٌ جماهيري مليوني اكتسب عظمتَه، واستمد أهميَّتَه من الموقف الذي يقفُه شعبُنا منفرداً في وجه كُـلّ قوى البغي والظلم والطغيان في عالمنا المعاصر.. بعد 1440 عاماً من إشراقة الرسالة المحمدية من أرض جزيرة العرب لتضيء العالمَ بنور الرحمة والعدالة والعلم والمعرفة وتحرّر البشريةَ من عبودية قوى الشر الشيطانية لتحلقَ في آفاق الخير والحرية الربانية التي تصدَّرَ حَمْلَ رايتها اليمانيون ليستظلَّ تحتها المظلومون والمستضعفون من نير المتجبرين والمستكبرين في كُـلّ أصقاع الأرض، حاملين بذلك على عواتقهم مسؤوليةَ واجب نشر الحق، ومقارَعة الظلم عبر الأزمان، وهذه حقيقةٌ مؤكّدة يعبّرون عنها اليوم في صمودهم وتصديهم ومواجهتهم للعام الرابع على التوالي لحربٍ عدوانية إجْـرَامية ظالمة يَشُنُّها حِلْفُ الشر والإجْـرَام، أكثرهم طغياناً وحقداً وخُبثاً على خير عباده الذين لا يدافعون عن أنفسهم فحسب، بل وعن أُمَّتِهم، وعن الإنْسَانية، مقدِّمين أعظمَ التضحيات؛ دفاعاً عن كُـلِّ معاني ومضامين رسالة نبي الرحمة والأَخْـلَاق والقِيَمِ السامية التي حملتها رسالةُ السلام للعالمين..
ومِن هنا نقولُ: إن احتفالَنا بمولدِ نورِ الهُدَى سوف يضيءُ لنا دروبَ النصر التي نوشكُ الوصولَ إلى نهايتها رغم أنف تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي شَرُّه بلَغَ حَدَّه الأقصى وما بعده إلا الهزائم والأفول كما كان حالُ كُـلّ الظالمين عبرَ التأريخ.