بين مبادرة الحوثي والقرار المرتقب لمجلس الأمن .. بقلم/ علي الدرواني
ألقت المبادرة الجريئةُ التي أطلقها رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بالكرة في ملعب المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي الذي سيجتمع لمناقشة وإقرار مشروع قرار بريطاني بشأن العدوان على اليمن.
المبادرة الجديدة تتضمن الدعوة لإيقاف الصواريخ البالستية اليمنية والطائرات المسيرة على السعودية والامارات، دعماً للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، وتتضمن الاستعداد لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كُـلّ الجبهات وصولاً إلى السلام العادل والمشرف، وإسقاطاً لذرائع العدوان واستمرار الحصار.
وسائل الإعلام العالمية تناقلت هذه المبادرة ووضعتها في إطار المؤشرات الأكثر جدية للرغبة في إيقاف الحرب على اليمن والدخول في مفاوضات جدية لإحلال السلام الذي يستحقه الشعب اليمني، لا سيما أنها تأتي عشية انعقاد جلسة مجلس الأمن والتصويت على مشروع القرار البريطاني بشأن العدوان على اليمن.
دعوة محمد الحوثي الجدية للسلام تفضح الدعوات المشبوهة لاستمرار الحرب وتجاهل معاناة الشعب اليمني، وتمثل إحراجاً لبعض القوى السياسية اليمنية المرتبطة بالعدوان والتي انزعجت وأبدت استياءها من الدعوات الدولية والغربية على وجه الخصوص لوقف إطلاق النار والبدء في حوار جدي برعاية الأمم المتحدة.
وبالعودة إلى القرار الدولي المزمع التصويت عليه، فبحسب تقاريرَ إعلامية فإنه سيدعو إلى وقف إطلاق النار، وجمع الأطراف للاجتماع على طاولة المفاوضات في استوكهولم في الأيام القادمة، كما سيتضمن ضرورة تسهيل وصول المساعدات للشعب اليمني بتخفيف الحصار الخانق الذي يفرضه تحالف العدوان، وفتح مطار صنعاء والبحث عن حل لمشكلة مرتبات الموظفين المنقطعة منذ نقل البنك المركزي إلى عدن.
ويأتي هذا المشروع بعد مضي معظم المهلة التي منحتها واشنطن لأدواتها السعودية والإماراتية في تحقيق أي إنجاز عسكري ملموس في الساحل الغربي وعلى وجه التحديد في مدينة الحديدة ومينائها، بعد تزويدهم بكل مستلزمات المعركة الميدانية والطائرات الحديثة والمعلومات الاستخباراتية ووضع خطة الهجوم، والمصادقة عليها، والتأكد من أنها ستحقّق هدفَها بفترة قياسية لا تتعدى المهلةَ الممنوحةَ لهذه القوات.
وبفعل حاجز الصد الذي شكله المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية لحماية المدينة ودحر تحالف الغزو والعدوان ومرتزقته وجحافلهم التي تم الزج بها في هذه المعركة، وتحويل آلتهم العسكرية أثراً بعد عين، تبددت كُـلّ آمال المعتدين في تحقيق أي خرق في محيط المدينة فضلاً عن دخولها.
تبقى الهزائمُ والانكسارات العسكرية المتوالية على مدى أربع جولات من التصعيد في الساحل الغربي رغم الغطاء الجوي المكثف الذي أشعل الأرض ناراً دعماً للعمليات الميدانية، تبقى هي أبرز المحدّدات التي تفسر أسباب ذهاب القوى الدولية الداعمة للعدوان على اليمن إلى استصدار قرار جديد من مجلس الأمن.
ومع أن مبادرة رئيس اللجنة الثورية العليا وما سبقها من دعوات دولية لوقف إطلاق النار ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء، قد أشاعت أجواء من التفاؤل بأن تضع الحربَ أوزارها، فإنه لا يجب أن تزيل الشكوك الكبيرة في النوايا الأمريكية المخادعة، ويفضل كثير من المتابعين أن تبقى هذه الدعوات محل شك كبير، حتى يتم البدء بتنفيذها في أرض الواقع.