الثلاثون من نوفمبر.. إرادةُ الاستقلال تتجدد .. بقلم/ عصام علي الحملي
تُحيي بلادُنا الذكرى الـ 51 لعيد الجلاء الـ 30 من نوفمبر لهذا العام بعد أن رسم اليمنيون لوحةً بديعةً في احتفالهم بالمولد النبوي الشريف، ذكرى مولد أشرف خلق الله ورسوله؛ ليثبتوا للعالم أجمعَ أنه لا يمكن لأحدٍ أن يُعيقَهم، ولن يفصلَهم عن تعلُّقِهم وحبهم وارتباطهم برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أيُّ عائق، ولن تهدّدهم آلةُ القتل والدمار، وهذا تأكيدٌ على أن أهلَ اليمن يبادلون النبي محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم الوفاءَ بالوفاء، الذي قال فيهم: “الإيْمَان يمان، والفقهُ يمان، والحكمةُ يمانية”، وقوله عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم: “أتاكم أهلُ اليمن خيرُ أهل الأرض، كأنهم السحاب”..
وقوله: صلواتُ الله عليه وعلى آله: “لا تسبوا أهلَ اليمن فإنهم مني وأنا منهم”، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “إني لَأَجِدُ نَفَسَ الرحمن من قِبَلِ اليمن”..
وبالتالي فاليمنيون جديرون بإحياء هذا اليوم العظيم، وجديرون بالاقتداء بهدي رسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله، واتّباع منهجه.
واليوم يحتفلُ اليمانيون في جنوب وشمال وشرق وغرب الوطن الحبيب بيوم نيل شعبنا استقلالَه الناجزَ عن الاستعمار البريطاني الثلاثين من نوفمبر عام 67م، وبقدر ما هي مناسبة وطنية يمنية عظيمة ومجيدة توجت كفاح شعبنا ضد أقوى وأخبث امبراطورية استعمارية عرفها التأريخ “بريطانيا”..
واليومَ من جديد يخوض اليمانيون ويسطّرون أعظمَ الملاحم والبطولات في مختلف جبهات العزة والشرف والحرية والكرامة ضد تحالف الشر والإجْرَام والبغي الذي يشن عليهم حرباً كونيةً عدوانيةً إجْرَامية استعمارية تتصدرُها الأنْظمةُ الرجعية العميلة في المنطقة وعلى رأسها نظاما آل سعود، ودويلة الإمارات، متوهمين أنهم قادرون على تحقيق خطط مشاريع الاستعمار في اليمن والمنطقة، التي أسقطناها قبل أَكْثَـرَ من خمسة عقود مضت بتضحيات خِيْرَةِ أبناء شعبنا وشعوب أمتنا العربية والمتجسدة في انتصارات أبناء اليمن على أَكْبَـر عدوان إجْرَامي سعوديّ إماراتي صهيوأمريكي، وحصار مفروض براً وجواً وبحراً منذ أربع سنوات لم يشهد له التأريخ مثيلاً لتوحشه وعلى مدى أربعة أعوام من الدمار والخراب والحصار بحق شعبنا ووطننا.
وهُنا لا بُـدَّ من الإشارة إلى ما يبعَثُ على الأسف والأسى أن الكثيرَ من أبناء وأحفاد من هزموا أعتى امبراطورية استعمارية لا تغيبُ عنها الشمسُ قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أحصنةَ طروادة للغزاة والمحتلّين الجُدُد الذين هم ليسوا أَكْثَـرَ من أدوات تنفذ أجندة أسيادهم من المستعمرين القدامى والجُدُد وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وغُدتهما السرطانية في قلب الوطن العربي (إسرائيل).
فغطرسةُ القُــوَّة والمال النفطي سينكسران ويُهزمان ويوليان الدُّبُر أمام إرَادَة الحرية والاستقلال والكرامة والعدل والحق، ومع ذلك فإن صمودَ شعبنا وصبره وانتصاراته في هذه الحرب الكونية غير المتكافئة قد أثمرت خلال أربع سنوات، وهنيئاً لشعبنا اليمني احتفالاته بذكرى الاستقلال المجيدة الثلاثين من نوفمبر عام 1967م.
ومثلما انتصرنا ضد المستعمرين وأدواتهم الإجْرَامية في الماضي، سننتصر بإذن الله في الحاضر والمستقبل ضد المستعمرين وأدواتهم الإجْرَامية الارتزاقية العميلة، وإن غداً لناظره قريب..
الرحمةُ لشُهدائنا الأبرار..
الشفاءُ لجرحانا..
الفرجُ لأسرانا..
واللهُ حسبُنا ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير..