لماذا حجب قناة المسيرة؟ بقلم/ طالب الحسني
بعد أن بات عاجزاً ومتعثراً في عدوانه العسكريّ والسياسيّ، التحالُفُ يعلنُ فشلاً إعْـــلَامياً تجاه قناة المسيرة الفضائية، وسط زحمة وشبكات كبيرة من القنوات والمحطات ووسائل الإعْـــلَام المختلفة التي تتبع السعوديّة والإمارات وحليفهم الأمريكي والبريطاني والفرنسي، تؤكّد أنها كانت رقماً ضئيلاً أمام محطة وشبكة إعْـــلَامية واحدة.
المسيرة الآن وقد حُجِبَت من مدار النايل سات بضغط أمريكي وفرنسي وبأموال سعوديّة إماراتية، باتت المسيرةُ مسيراتٍ عدة ومن على قنوات متعددة تضامنت ولم تصمت لحجب الكلمة الصادقة، السؤال الذي يطرح بقُــوَّة: كيف انتصرت المسيرةُ حتى باتت مزعجةً واحتاج حجبُها تظافراً أمريكياً وفرنسياً إلى جانب السعوديّة والإمارات؟!، وكم هو حجمُ الرعب الذي شكّلته طوال هذه الفترة الزمنية الأَكْثَـر أهميّة في المشهد السياسيّ اليمني.
من زاوية مهمة يُقرأ حجبُها انتصاراً آخر تسجّلُه الشبكةُ الإعْـــلَامية للمسيرة، فصوتُها الذي يرادُ له أن يصمُتَ هو الصوت الأَكْثَـر قُــوَّةً وتأثيراً، هكذا تبدو المعادلةُ الآن ومنذ زمن طويل ومحاولات عديدة نجحت مرت وأخفقت مرات عدة، العامل المشترك هو المالُ مقابل أن يصمت الصوتُ الأَكْثَـرُ ثوريةً.
تغطي المسيرةُ تحولاً كبيراً في اليمن، وهو التحولُ الذي أطاح بالهيمنة الأمريكية والسعوديّة من أول “صرخة” يراقب العدوّ السعوديّ والأمريكي.
إنَّ مسارَ هذا التحول الشعبي والسياسيّ في اليمن، كانت المسيرة عاملاً صانعاً ومواكباً له، صناعة اخترقت في زمن قياسي الجهد المبذول دولياً؛ للحفاظ على اليمن في الحاضنة الأمريكية وفي قلب الوصاية الخليجية والسعوديّة تحديداً.
في الجهد العسكريّ حضرت المسيرة في قلب الانتصار الذي يحقّقه اليمنيون عسكريًّا على مجموع ثماني عشرة دولة، هذا المضمارُ ملحمة أُخْــرَى صوتها المسيرة أيضاً، فهي صوتٌ عسكريّ وسياسيّ وإعْـــلَامي معاً، يخشى التحالفُ الذي تقودُه السعوديّة، مشهداً واحداً من مشاهد إعْـــلَام المسيرة، لإسقاط أشهر من الادّعاءات التي يتبناها إعْـــلَامُ السعوديّة والإمارات، وتلك فجوةٌ كبيرةٌ تشعُرُ بها السعوديّةُ وقادها إلى دفع كُـلّ ما يمكن من المال لردم الهُوة وتغطية الفجوة الكيرة بين المسيرة وبين إعْـــلَامها وواقعها.
في الوضع الإنْسَاني ثمة معادلة أُخْــرَى، فتغطية المسيرة لكشف جرائم عدوان التحالف السعوديّ الأمريكي في اليمن، يشكلُ معركةً واسعةً لإسقاط التحالف إنْسَـانياً وأَخْــلَاقياً، وإظهار صورته الإجْرَامية الحقيقية، وإزالة كُـلّ محاولات الترميم والتجميل..
فلسطينياً تبدو المسيرةُ قناةً فلسطينية ثورية في تغطيتها للقضية الفلسطينية والقدس ومواجهة العدوّ الإسرائيلي ومواكبة لانتصار الفلسطينيين في معركتهم مع العدوّ الإسرائيلي، إلى جانب تبنيها لكل قضايا المنطقة العربية في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.