السجناء المعسرون يستنشقون هواءَ الحرية
المسيرة: يحيى قاسم المدار
قصصٌ مؤلمةٌ بقلب كُـلّ فرد يقطن خلف قضبان السجون، يروي بعضَها أفرادٌ زَجَّ بهم السجانُ الظالمُ لسنوات تراوحُ بعضُها ما بين ثلاثة أعوام إلى خمسة عشرَ عَاماً، حرمتهم عزَّ شبابهم وحقَّهم في الحياة والعيش بكرامة، رغم إكمالهم لمحكوميتهم في الحَـقّ العام ولم يتبقَّ عليهم سوى دفع مبالغ بسيطة كان أقل المبالغ فيها سبعمائة ألف ريال يمني، لكن غيابَ الدولة التي حافظت على مصالحها ولم تأبه بالآخرين ولم تنصف المظلوم أَوْ تعين المعسر، غيبتهم في غياهب السجن لأعوام، ولو وجد الإنصاف آنذاك لما وقعت الجرائم أصلاً.
في عدد من السجون اليمنية يقبعُ العشراتُ من المواطنين نتيجةَ جرائمَ مختلفة، البعضُ منها تحتاجُ لقليل من الإنصاف وإعادة النظر، ويتمنى آخرون سرعةَ محاكمات، في هذا التقرير نستعرضُها، قامت به الهيئةُ العامة للزكاة بدفع أَكْثَــرَ من 221 مليون ريال للإفراج عن 50 سجيناً معسراً في عدد من السجون في المحافظات اليمنية ضمن مشروعها لصرف أموال الزكاة في مصارفها.
حيث عقدت اجتماعاً برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ضم النائبَ العام القاضي ماجد الدربابي ورئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان محسن أبو نشطان ورئيس مصلحة السجون اللواء عبدالله محمد الهادي، جرى خلاله تحديدُ السجناء المعسرين ضمن المنحة المالية المقدمة من الهيئة والذين عجزوا عن دفع أموال الغير وانتهت مُدَدُ سجنهم في الحَـقّ العام.
في الاجتماع، ثمّن رئيسُ مجلس القضاء الأعلى هذه المبادرةَ الكريمة التي تأتي استجابةً لقيادة الثورة والمجلس السياسيّ الأعلى الذين يتابعون عن كثبٍ هذه الخطوةَ وآلياتِ صرف الزكاة في مصارفها.
بدوره، أكّد النائبُ العام استكمالَ خطوات الإفراج عن جميع السجناء المعسرين الذين شملتهم المكرمة الزكوية هذا العام.. داعياً الجميعَ إلى المبادرة بتسليم زكاة أموالهم إلى الهيئة العامة للزكاة، بعد الاطمئنان بأن الهيئة تصرفها في مصارفها الشرعية الثمانية.
من جانبه، أكّد الشيخ شمسان أبو نشطان أن الهيئة العامة للزكاة ستعمل بكل جد لأخذ الزكاة ممن وجبت عليهم لصرفها في مصارفها الثمانية التي أوجبها الله.
وأشار إلى أن الهيئة دشّنت عملَها بصرف الزكاة في مصرفها الشرعي الأول واستفاد منها ثلاثة وأربعون ألف أسرة محتاجة في محافظة الحديدة.
فيما أكّد وكيلُ الهيئة العامة للزكاة محمد حيدرة، أن الهيئةَ ماضيةٌ في عملها التزاماً بما حدّده الإسلام في جمع الزكاة بأنواعها أَوْ أبواب صرفها.
إلى ذلك، قام رئيسُ مصلحة السجون، اللواء عَبدالله محمد الهادي، ومعه وكيل الهيئة العامة للزكاة، رضوان حميد الدين، بزيارة للسجن المركزي لمتابعة إجراءات الإفراج عن السجناء المعسرين ممن شملتهم المكرمة الزكوية للعام 2018م.
وقد عبّر السجناء المعسرون عن سعادتهم لهذه المكرمة التي أخرجتهم من السجون.. مشيدين بدور قيادة الثورة والقيادة السياسيّة والهيئة العامة للزكاة تجاه السجناء وأسرهم التي عانت كثيراً طيلة سجنهم.
وهنا نستعرض بعضاً من قصص السجناء الذين سيتم الإفراجُ عنهم:
عشرون عاماً في السجن؛ بسببِ العجز عن دفع المبلغ
السجين جميل عبده سعيد من محافظة إب مديرية السبرة، يقول: “لي في السجن عشرين سنة، مسجون؛ بسببِ قضية قتل بالخطأ، حكم عليَّ عشر سنوات ومبلغ ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف ثم تمت مضاعفتها إلى خمسة ملايين وسبعمائة ألف ريال وعشر سنوات سجن، ولي في السجن عشرين سنة؛ بسببِ أنه لا يوجد معي المبلغ المحكوم به علي”، وأضاف “لا يوجد معي من يدفع المبلغ ولا قريب ولا بعيد، ولا يوجد معي أحد يتابع قضيتي؛ لأَنَّ جميع أهلي قد ماتوا كلهم ومات الشهود والغرماء”.
وأتبَعَ “الحمدُ لله اليومَ سأخرُجُ من السجن بفضل الله وفضل الهيئة العامة للزكاة التي تكفّلت بدفع المبلغ كاملاً، والحمد لله لم أكن متوقعاً من أحد أن يدفعَ عني هذا المبلغ الكبير، ظننت بأنني سأموتُ في السجن ورضيت بقسمي ونصيبي في الحياة”.
السجين عبده سعيد سُئل ما إذَا كان هناك طرفٌ ما عمل على مساعدته، فأجاب قائلاً “نعم، قد وصل إليّ العديدُ من المنظّمات والمؤسسات وفاعلي الخير، لكنهم كلهم طلعوا كذابين ولا دفعوا شيئاً ولا خرجوني، ويعلم الله أنني قد يئست من الخروج من السجن”.
وأتبع “نشكر الهيئة العامة للزكاة ونشكر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ونشكر الرئيس المشَّاط على اهتمامهم ومتابعتهم ودفعهم للمبلغ عني وعن جميع زملائي في السجن شكراً لكم جميعاً”.
إصابة السجناء بأمراض نفسية؛ بسببِ طول أمد السجن
السجين صالح سعيد صالح المضر من محافظة إب مديرية القفر، وهو مريضٌ نفسي؛ بسببِ طول مدة السجن، يقول: “دخلت السجن؛ بسببِ تهمة قتل، حكم عليّ بالسجن خمس سنوات ولي عشر سنوات، ومبلغ خمسة ملايين وسبعمائة ألف ريال ولا يوجد معي من يتابع من أجل إخراجي من السجن ولا من يدفع المبلغ”.
وأتبع كلامه “بعد أن أخرج من السجن إن شاء الله أرجع البلادَ عند أمي ومَن تبقى من أسرتي؛ لأَنَّي مريض وعندي حالة نفسية لا أمشي إلا على الحبوب والمهدئات النفسية، وأشكر الذي خرجنا من السجن ودفع علينا المبلغ أشكر الهيئة العامة للزكاة”.
مظلوميةُ السجناء وغياب الدولة
السجين فهد حزام عبدالله الشعيبي من مديرية السبرة بمحافظة إب يقول للمسيرة “اتهموني بقتل أخي، حكموا عليَّ بالإعدام، وشرّفنا الحكم مع التنفيذ من المحكمة العليا، اتصلنا لأهلي فجاءوا وتنازلوا علموا لنا تنازل، ثم رجعنا إلى المحكمة الابتدائية من أجل الدية، حكموا عليّ عشر سنوات حبس ودفع الدية وهي سبعمائة ألف ريال، رغم أن المبلغ بسيط لكن ما لقينا أحد يدفع عني هذا المبلغ”، مضيفاً “تم سجني أربعة عشر عَاماً إلى الآن، وتواصلنا بالناس جَميعاً ولا أحد رضي يدفع المبلغ عني رغم وصول عدد من المنظّمات والجمعيات التي سلمناها الملفات وحكم الإعسار الذي طُلبوا مني، ولكن ما عاد بنشوف منهم أحد، أربعَ عشرة سنة في السجن”.
وعند سؤاله عن الجهود التي كانت تقوم بها الدولة أجاب، “حتى الدولة كانت تستطيع دفع المبلغ من حقوقنا، لكنهم لم يعطونا أي شيء”.
وأردف “أتمنى من الجميع زيارة السجون؛ لأَنَّ فيها ظلماً كبيراً هناك أناس لهم عشرات السنين على مبالغ بسيطة، وأشكر الهيئة العامة للزكاة والدولة والسيد عبدالملك الذي أعتبرُه أنا أمير المؤمنين، وكل من تعاون معنا ودفع المبلغ علينا، أرجوكم زوروا السجن وشوفوا الظلم بسجن إب”.
سجناء يتشوقون للخروج من السجن للدفاع عن الأرض والعرض
السجين أحمد سيف ناجي الأبيض من إب محكومٌ عليه بدفع مبلغ ستة ملايين ريال وسجن ست سنوات، في قضية قتل بالخطأ، وقد انقضت مدة السجن غير أنه بقي في السجن لأَكْثَــرَ من تسع سنوات وذلك؛ بسببِ العجز عن دفع المبلغ المحكوم عليه.
يقول السجين أحمد الأبيض للمسيرة “الحمدُ لله بفضل الله ثم بفضل السيد القائد عبدالملك الحوثي، أسألُ اللهَ أن يحفظه وينصره على أعداءه، والله ما ظنيت إني أخرج من السجن أبدا، لكن اليوم كأني ولدت من جديد بعدما علمت أن هناك من يدفع علي هذا المبلغ هذا، أشكر الهيئة العامة للزكاة وأشكركم وأشكر السيد عبدالملك وكل من تعاون في إخراجي من السجن”.
وأتبع “والله أوعدكم وعد رجال إنني لن أرجع البيت إلا للزيارة سأكون بإذن الله جندياً في الجبهات خلاص يكفيني السجن، وهذا الكلام مش أمامكم لا والله أوعدكم وعد رجال، ندافع عن الدين والوطن والناس أجمعين”.
وأضاف “أتمنى من التجار والميسورين أن ينظروا إلى من هم في السجن فهناك الكثير منهم من يستحقوا الخروج”.
البقاءُ في السجن أَكْثَــرَ من المدة المفروضة؛ بسببِ العجز في دفع المبلغ
السجين علي علي محمد عبدالله من محافظة إب، يقول للمسيرة “محكوم عليّ خمس سنوات ودية ستة ملايين وخمسمائة ألف ريال وإلى الآن مسجون إحدى عشرة سنة، زادت 6 سنوات؛ لأَنَّي ما استطعت أدفع المبلغ، لي في السجن من عهد عفاش إلى الآن حرام وظلم؛ لأَنَّ الدولة كان المفروض تسلم علينا؛ لأَنَّنا معسرون وتخرجنا من السجن”.
وأضاف “اليوم الحمد لله سخّر اللهُ لنا الهيئة العامة للزكاة وهذه الدولة والسيد عبدالملك، والله إني وكّلت اللهَ وصلاة ودعاء لما ربي سهّل، والله ما توقعتها من أحد يدفع عني المبلغ.. أشكر هيئة الزكاة؛ لأَنَّها أعتقت رقبتي”.
ويبقى العديدُ من السجناء داخل السجن؛ بسببِ العجز عن دفع المبلغ، حيث يروي السجينُ سنان محمد عبدالله القبلي من محافظة ذمار: “مسجون في سجن ذمار المركزي ثلاثة عشر عَاماً وأصل الحكم عليّ ست سنوات والآن زادت سبع سنوات ومبلغ خمسة ملايين ريال وثمانمائة ألفاً مع الأغرام، ولا يوجد معي من يدفع عني المبلغ خلال تلك السنوات”.
وأتبع “اليوم الحمد لله سخّر اللهُ الهيئةَ العامة للزكاة التي دفعت عني المبلغ، ونشكرهم ونشكر السيد عبدالملك الحوثي وكل من تعاون معنا في دفع المبلغ وإخراجي من السجن”.
ولذات السبب بقي السجين خالد محمد الشعبي من مديرية الزهرة محافظة الحديدة داخل السجن، حيث قال للمسيرة: “حكم عليّ بخمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال والآن لي عشر سنوات في السجن؛ لأَنَّي ما قدرت أدفع المبلغ، ولم أتوقع أخرج من السجن، لكن بفضل الله وبفضل هيئة الزكاة والسيد الله يحفظه الذين دفعوا عنا المبلغَ الله يحفظوا وأدعو جميع التجار أن يساهموا في إخراج الناس من السجن؛ لأَنَّ هناك الكثير من المسجونين واجب أن يخرجوا من السجن”.
وأردف “ما فيش واحد يتابع بعدي ولا يدوّر لي، وجلست في السجن وحالة الأسرة تعبانة في البلاد، ما فيش معانا معيشة ولا زراعة ولا يقدروا يدفعوا عني المبلغ ومع ذلك طولنا في السجن، والله يجزي من دفع عنّنا المبلغ ألف خير”.
واختتم قوله “رغم أن عمري كبيرٌ، لكن والله ما قد تزوّجت إلى هذا العمر، لكن إن شاء الله أخرج ونتزوج بإذن الله”.
خروجُ سجناء وفقاً للمحسوبيات
السجين أحمد مبخوت حيدر من وصاب العالي محافظة ذمار يقول للمسيرة: “حكم عليّ حكماً ابتدائياً بالإعدام واستئنافي إعدام ثم شرفت الحكم وخرجت إلى ساحة الإعدام في عام 2010م لكن بفضل الله تنازل الغرماء ثم رجعت إلى السجن ليتم الحكم عليَّ بالسجن والدية والتي هي خمسة مليون وخمسمائة ريال يمني”.
وأتبع “الآن الحمد لله نرجع ناس صالحين نحمي البلاد ونجلس فيها بعزة وكرامة، يعلم الله إنني كان أسمع أن هناك من يتم إخراجه من السجن؛ بسببِ الديات لكن من كان ينتمي إلى جهة معينة ويمشي في الحزب وينظّم إليهم هؤلاء يتم إخراجهم من السجن، أما البقية ولا كان يخرجوا واحد منهم”.
وأضاف “نشكر هيئة الزكاة التي دفعت لنا هذا المبلغ جزاهم الله ألف خير ونشكر كُـلّ من تعاون معنا وإن شاء الله لن أنسى لكم هذا الكرم أبدا” وأتبع مستغرباً “أنا والله في حياتي ما قد سمعت إن الزكاة عندنا في اليمن يعطوها للفقراء والمساكين والمعسرين، ما سمعت إن الدولة تعطي الزكاة للمواطن، من يصدق؟!”.
المنسيون في السجن بين العسر ومواعيد المنظّمات الكاذبة
السجين أمين محمد قاسم عتين من مديرية القناوص محافظة الحديدة، قال للمسيرة “لي أحد عشر عَاماً مسجونا، حكموا عليّ ثلاث سنوات ودفع دية قتل بالخطأ لكني قضيت أحد عشر عَاماً؛ لأَنَّي ما قدرت أدفع المبلغ ستة مليون ريال، وكم قد جاءت إلينا منظّمات وجمعيات ونسلمهم حكم الإعسار ولكن كلهم كذابين ولا خرجونا ولا دفعوا علينا أي ريال، إلى أن جاءت الهيئة العامة للزكاة ودفعت علينا المبلغ بأمر السيد عبدالملك الحوثي وجزاكم الله خير”.
وكذا هول الحال لدى السجين علي علي سعيد المقبلي من محافظة إب مديرية القفر، حيث قال للمسيرة “مسجون لي إحدى عشرة سنةً، حكم علي خمس سنوات ودية أربعة مليون وسبعمائة ألف ريال، والآن لي 11 سنة وازداد فوق الحكم ست سنوات، ودائما يأتوا إلينا لجان ومنظّمات ولكن كلهم كذابين ولا يعطونا شيء لا دولة ولا غيرها”.
وأتبع “اليوم الحمد والشكر لله أولاً ثم للهيئة العامة للزكاة والسيد عبدالملك الحوثي الذي أمر بالدفع، والله إني ما توقت أن يدفعوا علي هذا المبلغ ولا ضنيت أن أرى بناتي وأسرتي مرة أُخْــرَى؛ لأَنَّي ما قد شفتهم من يوم دخلت إلا مرة واحدة، وأتمنى من التجار والميسورين مراجعة سجن إب ليشوفوا كم فيه من مظاليم ويستحقوا أن يخرجوا من السجن”.
أمل الحياة الذي أعادته هيئة الزكاة للسجناء المعسرين
فقد معظمُ السجناء الأملَ في العودة إلى الحياة مرةً أُخْــرَى خارج قضبان السجن، حتى جاءت بادرةُ الهيئة العامة للزكاة غير المسبوقة وأعادت إلى أولئك المعسرين الأملَ في قضاء بقية العمر مع أهاليهم كما سائر الناس.
السجينُ عبدالله محمد درهم غانم من مذيخرة العدين محافظة إب يقول “حكموا عليّ بعد أربع جلسات في المحكمة خمسة أشهر للحق العام ومبلغ خمسة ملايين ريال في قضية قتل بالخطأ، والآن لي في السجن حوالى سبع سنوات، طلبنا ورجونا العالم والتجار حتى الحكومة بلغناهم يساعدونا ولا والله لقينا جواباً من أحد، سبع سنوات في السجن ولا معي ما آكل به ولا أتعشى في البيت كيف أدفع مبلغ خمسة ملايين ريال، والحمد لله الآن الله يحفظ ويوفق الذي دفع علي المبلغ وعلى رأسهم السيد عبدالملك وهيئة الزكاة الله يجزيهم الله خير”، متبعاً “الحمد لله الذي بعث لنا هذا السيد أسأل الله أن ينصره على أعدائه في الداخل والخارج”.
كما يقول السجين ماجد يحيى الكبش من محافظة إب “دخلت السجن؛ بسببِ قتل بالخطأ وحكم علي ثلاث سنين ومبلغ خمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال وإلى الآن صار لي عشر سنوات داخل السجن، والله ما توقعت أحد يدفع عني هذا المبلغ؛ لأَنَّي كنت قد يئست من كُـلّ البشر؛ بسببِ الكثير من المتلاعبين الذين يأتوا إلينا ثم يقولوا ندفع عنك ولا يدفعوا، وعندما سمعت أن الهيئة العامة للزكاة دفعت عني المبلغ فرحت وبكيت والله بكيت من الفرحة، ورسالتي إلى الهيئة العامة للزكاة أن يهتموا ببقية المساجين هنا الكثير من المساجين يستحقوا يخرجوا والله يكتب أجوركم”.
سجناء لم يُحكَم عليهم بالسجن وإنما العسرة حكمت بذلك
العديدُ من السجناء لم يحكم عليهم بالسجن يوماً واحداً، فقط حكم عليهم بدفع الديات، لكن العسرة والظروف المادية الضيقة أجبرتهم على البقاء في السجون لسنوات عديدة، البعض منهم تجاوزت فترة بقاءه في السجن العشر سنوات.
السجين محمد عبده بورجي من مديرية اللحية محافظة الحديدة قال للمسيرة “لي مسجون في مديرية اللحية 11 سنة، ومبلغ الدية خمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال قتلت بالخطأ ولم يحكموا عليّ بالسجن يوماً واحداً، وأنا ما معي ولا شيء أدفع من أجل الخروج، وجلست في السجن 11 سنة؛ لأَنَّني معسر، والآن أشكر من دفع عني المبلغ الهيئة العامة للزكاة وبفضل الله ثم أوامر السيد عبدالملك الله يحفظه وأشكركم جميعاً”.
وهكذا أجبرت الظرفُ المادية السجين عبدالله شوعي بادي من الحيمة الداخلية محافظة صنعاء الذي حكم عليه بدفع الدية فقط دون الحكم عليه بالسجن، حيث قال للمسيرة ” حكموا عليّ بدفع مبلغ خمسة ملايين وخمسمائة ألف ريال دية قتل بالخطأ، والله ما توقعت أحد يدفع عني المبلغ إلى أن جاءت هيئة الزكاة التي دفعت علينا هذا المبلغ نشكرها”.
واختتم قوله “كنا نسمع من قبل بأن الناس يدفعوا الزكاة للدولة، لكن ما قد سمعنا أن الدولة تعطي الزكاة للفقراء والمساكين أبداً، نشكركم ونشكر هيئة الزكاة والسيد عبدالملك، ونشكر الذين درسونا في السجن وأعادوا إلينا الأمل في الحياة”.